محمد عبدالله الكميم

محمد عبدالله الكميم

تابعنى على

خيوط التخادم.. من مسقط إلى المهرة إلى صنعاء

منذ 3 ساعات و 35 دقيقة

ما يجري اليوم ليس حوادث متفرّقة، بل خطة واحدة تُدار من غرفٍ واحدة في مسقط وصعدة، بأذرعٍ مختلفة الأسماء واللافتات.

🔹 في المهرة، يخرج المدعو علي سالم الحريزي ليهدد الدولة ويعلن تشكيل “مقاومة مسلحة” ضد القوات المسلحة اليمنية بذريعة “رفض التواجد الأجنبي”، بينما الحقيقة أن مشروعه يمهّد لتمرير السلاح الإيراني عبر الساحل الشرقي، خدمةً للحوثي وتوجيهًا من الاستخبارات العُمانية.

🔹 وفي المقابل، يظهر عادل حسني بذات الخطاب، ولكن بلباس “الجنوب المقاوم”، ليعيد إنتاج الفوضى والانقسام داخل المحافظات المحرَّرة، محاولًا تفريغ جهود الحكومة من الداخل؛ كأن المطلوب أن تبقى المناطق المحرَّرة عاجزة ومشتتة.

🔹 وعلى الخط الإعلامي، يتولى أنيس منصور مهمة “التحريش والتحريض” ضد اليمنيين: بإشعال الصراعات على وسائل التواصل وخلق بيئة من الشك والعداء بين الشمال والجنوب، وبين القوى الشرعية ذاتها — وهي المهمة التي ينسقها مع خلايا إعلامية في مسقط تدير “الضخ الممنهج” لإرباك الداخل وإسقاط ثقة الناس بالحكومة.

🔹 ثم يأتي محمد البخيتي، القيادي الحوثي، ليكمل المشهد بدعوته الصريحة إلى إسقاط المحافظات المحرَّرة من الداخل تحت شعار “الثورة ضد الفساد”، في الوقت الذي تواصل فيه الميليشيا نهبَ الشعب وتجويعه في صنعاء وتعز والحديدة.

هذه ليست صدفة؛ هذا هو التخادم الكامل بين الذراع الحوثية الإيرانية والخلايا العُمانية الإخوانية في المهرة وعدن ومأرب.

إنهم يعملون لهدفٍ واحد:

▪️ إجهاض أي إصلاحات حكومية.

▪️ منع استقرار المناطق المحرَّرة.

▪️ إضعاف المؤسسة العسكرية والأمنية الشرعية.

▪️ خلق بيئة فوضى تمهّد لفرض توجهات مشبوهة تخدم النفوذ الإيراني وتؤمّن لعُمان نفوذًا استخباراتيًا داخل الجغرافيا اليمنية.

ما يريده هؤلاء ببساطة هو إبقاء اليمن ساحة رخوة ومنهكة، بلا استقرار ولا مؤسسات، ليسهُل التحكم بها من الخارج عبر أدواتهم، بينما يُدفع اليمنيون إلى صراعات جانبية لا تخدم سوى الاحتلال الإيراني وعملائه المحليين.

لكن هذا المشروع لن يمرّ. فوعي اليمنيين اليوم أقوى من أن يُستدرَج، وبوصلة الدولة الشرعية باتت تدرك أين يختبئ السُمّ في عسل الشعارات.

من صفحة الكاتب على منصة إكس