البعض يتهم خطابنا المتزن ما بين الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بأنه ازدواجية موقف ولعب على الحبلين، وأنه مطلوب الاصطفاف: إمّا مع هذا والإساءة لذلك، أو مع ذاك وشتم وتجريح الآخر. وكأننا خرجنا من بيوتنا لنحارب السعودية أو نحارب الإمارات، لا لنستعيد عاصمتنا المحتلة ونحرر بيوتنا ومصادرنا.
يا أخي، أنا لا مصطفّ مع السعودية ولا مع الإمارات، ولا مع الانتقالي ولا مع الجن، ولا الوحدة مصيرها مرتبط بشتمي للإمارات والانتقالي، ولا الانفصال مرتبط بتطبيلي للسعودية.
وثانيًا، أنا كصاحب قضية مصطفّ مع خمسة وعشرين مليون مواطن يمني لا يجدون كسرة خبز، وأكثر من 14 محافظة مختطفة من قبل عصابة. وليس من مصلحتي الإساءة للسعودية أو الإمارات أو غيرهما من الدول العربية، ولا حتى لخصومي؛ الانتقالي أو الإصلاح أو أي مكوّن من مكونات الشرعية، حتى وإن عارضت أو أيّدت بعض المواقف والتوجهات. وليس من حقي توزيع صكوك الوطنية والانتماء والشرف حسب تأييد مواقفي أو ما أراه أنا أو من يساندني، إلى درجة أن البعض، من إيمانه المتشدد بأنه على الحق وكل ما سواه باطل، لم يتبقَّ له إلا أن يقول: لا أرى لكم إلهًا غيري.
يا أخي، والله ما أنت محور الكون، ولا موقفك ولا شتائمك ولا سبّك وإساءاتك للآخرين هي العمود الذي تستند عليه السعودية أو الوحدة أو الجمهورية. ومثل ذلك بعض خبرتنا بالانتقالي، المتوهم أن لولا إساءاته للمملكة وتهديداته ووعيده ما كان هناك جنوب ولا انتقالي ولا إمارات.
صلّوا على رسول الله يا جماعة. اليمن تقع تحت البند السابع، وملفها تشرف عليه دول تحالف عربي وقوى دولية، وأي اختلالات أو تجاوزات أو خلافات تحدث هنا أو هناك في المناطق المحررة أو في جسد الشرعية، هم كفيلون بحلها وإغلاق أبواب صراعها وترتيب أوراقها. لذلك، لا يحتاج الموضوع إلى فرد عضلات كاذبة، ولا إلى إساءات، ولا إلى توزيع صكوك وطنية، ولا إلى إثبات ولاء، ولا إلى كل هذا الجنون.
السعودية دولة ركّعت رئيس أقوى بلد في العالم وجعلته منبوذًا بعد أن هدد بجعلها منبوذة، حتى جاءها راكعًا ذليلًا. وهي دولة تشارك في رسم سياسة العالم وإدارة ملفاته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وتجلس في مقاعد قيادته الأمامية. ومثلها دولة الإمارات. هؤلاء لا ينتظرون منكم ولا منّا كل هذا الجهد لإثبات الولاء أو هذه الشيطنة لقياداتهم أو لبعضنا البعض. وهم أدرى من غيرهم أن كثيرًا من هذه المواقف ليست حبًا في علي، بل كرهًا في معاوية، كما يقول المثل. أمّا بقية الشعارات المرفوعة، فوالله لو كانت راكنة علينا لقد سرحت فتوت.
فخلّوا عنكم توزيع الصكوك والإساءات، وشوفوا لنا جرائم ملعون صعدة الذي يأخذ راحته هو وعصابته هذه الفترة، ويرتكب كل أنواع الانتهاكات والجرائم، ونحن جالسون نشتم بعضنا البعض.
وصباحكم فتوت بالسمن والعسل.
من صفحة الكاتب على منصة إكس
>
