عبدالحليم صبر

عبدالحليم صبر

تابعنى على

رسالة صادقة لكل الإعلاميين والناشطين وروّاد التواصل الاجتماعي..

منذ 3 ساعات و 30 دقيقة

يعلم الجميع أن الواقع في الجنوب اليوم – من حيث أمن الناس واستقرارهم – أكثر هدوءاً وأمناً من كثير من المراحل السابقة، وهذا بحد ذاته مكسب لا يجوز التفريط أو العبث به.

كلٌّ منا لديه أهل وناس وأصدقاء في مختلف المحافظات الجنوبية، يدركون أهمية هذا الخطاب، ونعرف ويعرفون ملامح الحياة في تفاصيلهم، وندرك تماماً أهمية أن نصون الخطاب العام ونرتقي به.

فالخطاب الواعي والمتزن هو آخر جدار يحمي النسيج الاجتماعي من التمزق، وهو الحاجز الأخير أمام الانزلاق نحو الكراهية التي لا تُبقي شيئاً.

ومن هذا المنطلق، فإن مسؤوليتنا في الخطاب أن نفصل بين السياسة والشارع، بين خلاف النخب وحق الناس في الطمأنينة.

دعوا الناس لعيشهم، لا تجرّوا معارك السياسة إلى بيوتهم وأسواقهم ومدارسهم.

اتركوا السياسة لأدواتها، فالدم لا يُغسل بالخطاب، ولا تُزرع الحقول بالكراهية.

وحده السلام الداخلي للمجتمع يستحق أن يُحمى بالكلمة، لا أن يُنسف بها.

اكتب كما يحلو لك في السياسة، حلّل، ناقش، اختلف، واصرُخ بالحجة إن شئت، لكن افصل بين السياسة والإنسان، بين المعركة والمجتمع، بين الفكرة والناس.

لا تنجرّ إلى لغة المناطقية، فهي طاعون الخطاب، وتذكرة عبور نحو تمزيق ما تبقّى من نسيج هش.

لا تجعل من خلافك السياسي مطرقة تهوي بها على رؤوس الناس في مدن الجنوب؛ من يعيشون معاً، يأكلون الخبز من يد خباز واحد، ويتشاركون الحمى، ويعانون الأرق والعرق، ويتزاحمون في طابور المدرسة وطابور الراتب شبه المنعدم، ووجع الشمالي في أقصى البلاد.

نعرف أن السياسة اليمنية متغيّرة وفق تحركات الإقليم، أما العلاقات بين الناس فثابتة، وفق مبدأ: الجميع نعيش فشل النخب اليمنية منذ عقود، فهي ما يجب أن يُحمى.

لا أحد يربح حين تنفجر الكلمات في وجه المدن، لا أحد ينتصر إذا أصبح التحريض بديلاً للفكر..

#انقلوا_عني_ولو_آية

من صفحة الكاتب على الفيسبوك