د. صادق القاضي

د. صادق القاضي

تابعنى على

المقامة الحوثية

Tuesday 03 March 2020 الساعة 08:54 am

حدثنا "عيسى بن هشام"، قال: وُلد "الحوثي" في ليلة قَدْر، فدعت له أُمّه أن يكون محظوظاً، فإذا بهاتفٍ يقول: قد أدركتِ الإجابة،. فأيُّ حظٍ تريدينه لهذا الغلام؟

قالت: أن يعطيه الله بسطةً في المال.

قال القائل: طلبت ما قد ينفد..

قالت: أن يعطيه الله بسطةً في الجاه.

قال: طلبت ما قد يُفقد..

قالت: أن يعطيه الله بسطةً في العقل..

قال: طلبتِ ما قد يزيغ.. 

قالت: الخيرة فيما اختار الله.

قال: أن يرزقه الله بخصومٍ حمقى، هذا هو المال الذي لا يفنى، والجاه الذي لا يبلى، والعقل الذي لا يزيغ..

 قال الراوي:

فرزقه الله بخصومة "الإخوان": ثوّار الزحام، وزبانية النظام، يرعون مع الراعي، ويأكلون مع الذئب.. لا يتعلمون من الفضائح، ولا يفرقون بين عدوٍ وناصح، ولا يسلمون بعضهم من لؤمهم حتّى. "تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى".

روّضوا له الشعب بالأسلمة، وأفرغوا له النظام الجمهوري من كل مكرمة، ومهدوا له الطريق لرفع نفس الراية، فما أقل الفرق بين الخلافة والولاية.!

قال "عيسى بن هشام":

وما كان لذلك الفرد أن يصبح هذا المجموعْ، وهو بلا مالٍ ولا جاهٍ ولا مشروع، ولا أن يتأهل عن جدارة، لو لم يكونوا في الصدارة، فالرزق ليس بالبكارة.

وما كان للحوثي أن يصل إلى صعدة، لولا أن الله صدق أمّه وعده، وسخّر له في كهوف الشجون من يعالجون الرمد بفقء العيون.. ويواجهون الرمضاء بالنار، فذاع صيته في الأمصار..

حاربوه بجنرالات البطش والفساد، فمنحوه المظالم والعتاد، وواجهوه بمشائخ الفيد والرذائل، فصار منقذ القبائل، فاتخذوا الطائفية ذرائعْ، جعلته بطل الزيود والشوافع.. وما زالوا يجرونه من فتنٍ إلى فتنْ، حتى أوصلوه من مرّان إلى عدنْ. 

وإليه آلت ثمار فسادهم في الدولة وشركات المساهمة، وجنى حصاد نخرهم للثورة والشرعية والمقاومة.. يخادعون الجميع، ولا يثقون بغير القطيع، فيخسرون كل رهان، وكل يوم وهم في شان.