نبيل الصوفي

نبيل الصوفي

تابعنى على

ولاية الذراع الإيرانية وتحصين الجنوب ومعارك "دفتر" النضال

Sunday 09 August 2020 الساعة 09:15 pm

‫سألت صديقي عن مهرجان غدير الحوثي في شرعب الرونة، اليوم، فقال ما فيش حوثي هناك.. المهرجان مؤتمر وإصلاح.‬

‫وكلمة شيخ التجمع اليمني للإصلاح طلال عبدالجليل الفهيدي، كانت أقوى من كلمة شيخ المؤتمر الشعبي عبدالجبار نايف الحميري..‬‫ يتسابقون من منهم سيقنع الحوثي أنه "شيخ الضمان".‬!

***

دعوكم من زغن ولاية الذراع الإيرانية المطبق على عنق الشمال..

تابعوا مسابقة الشعر والشعراء في سقطرى اليوم.

***

سيكون معنا تاريخ من إجراءات "لمِّ الشمل"، فالحوثي يحكم صنعاء بالدم.. الوطن يصبح سجناً إن كان لك رأي لا يؤمن بخرافاته.

ولذا تتشتت العائلات.. يغادر الأب والابن والأخ والزوج.. وحين يستقر تبدأ محاولاته لمّ الشمل، كأنما نحن نازحون في بلدان أخرى..

عشت قصصاً لرفاق عاشوا هذه الجهود، الخاطب والأب والابن والأخ والزوج، يرتب وينتظر ويراقب.

تصبح الطريق من بيتهم في صنعاء إلى حيث استقر، كأنها حركة شوكة في قلبه وعينه.

تبدأ في صنعاء ولا تنتهي إلا حيث أمَّنته عدن أو استقبلته المخا أو رحبت به الحجرية أو رحل إلى مارب.. أو لأي من مناطق الشتات..

تذكرنا مواجعنا بالباله.. الملحمة التي غناها السمه لمطهر الارياني.

من كان يتخيل أننا سنعود لنعيش تلك التفاصيل من جديد يا شمالنا التائه..

***

‏تذكروا دوماً، نحن في زمن الحوثي..

‏هو ومن معه ومن ضده، يتشاركون الزمن نفسه..

‏وزمن الحوثي سيكون هو أكثر أزمنة اليمن انحطاطاً وتمزُّقاً..

‏زمن الرويبضان وصغار العقل والمتهبشين والعالة.

‏أصبحنا كلنا مزوملين..

***

لي إخوة وأصدقاء، أعيش معهم معاركَ يومية.. كلها تمثل "دفتر" النضال الذي نكتبه معاً..

إخوة متشاكسون.. يجمعنا مركب واحد رضينا أو لم نرضَ.. أغلبهم، طبعاً من أرباب دولة ما قبل 2011.. وقد اعادت الأحداث تجميعهم من جديد بعد 2018.

وأنا بينهم غريب، فكل أصدقائي الحقيقيون ثاروا في 2011 مع الإخوان، أما أنا فقد ذهبت بعيداً عن الإخوان والإخوة معاً.. واليوم يعيد كل شيء تعريف موضعه.

وأرى الصفوف تعيد ترتيب نفسها..

خلال عامين، تعاركنا في تفاصيل كثيرة، تنتصر في نهاياتها الفكرة التي صارعوني بسببها..

وكلما وجدوا أنفسهم أمام أمر واقع، يؤمنون بالفكرة التي كانوا يكفرون بها ثم يزدادون كفراً بي.

كأنهم يقولون، طيب أنت ليش تكلمت عنها قبل ما نؤمن بها.

في إحداها، كان الموقف من إخوان علي محسن، هم ضد وحدة صف جنوباً، لكنهم مع وحدة صف شمالاً، كانت مع الحوثي والآن مع إخوان علي محسن، وكان موقفي النقيض من ذلك..

قاتلت بعناد وصبر حتى نفد صبرهم هم، وقال لي أحدهم إني هاشمي أعمل لصالح العائلة، يقصد عائلة الحوثي طبعاً وليس عائلة عفاش.

فأنا إذا المتهم بتشتيت صف العائلة، ليس دار الرئاسة ولا ما بعدها.

وعلى فكرة، لما أرجع أدعو لهم ربي يعيد توحدهم يزعلون أيضاً.

طبعاً أنا متيقن أن العائلية السياسية في بلاد كاليمن هي شر محض، فعلي محسن طلع "إخوان" مش أخ غير شقيق. و"ما تؤكل الحبة إلا من الأخ غير الشقيق". تحسبه أخ يطلع إخوان.

ومع الأيام تكشف لهم اليقين.. فانتهى إيمانهم بوحدة الصف، بعضهم قال لي: كنت على حق.. والبعض الآخر نقل عفشه كله وأزاحني وجلس مكاني.. أصبح يدعي أنه صار "وكيل" الخصومة مع الإخوان، وأصدر حكمه الجديد بأني أصلاً أخدم الإخوان..

يعني مش شل مكاني وحسب، لا إلا قرر يلبسني كوفيته اللي كان هو لابسها قبل زمن التوبة الجديدة..

وللأمانة، فلو كان الإخوان كما أتمنى وكما كنت أتصور وأنا معهم، فسيكون لي الشرف كله بخدمتهم.. لكنهم، للأسف، يشبهون المش إخوان في صفوفنا.. انقسموا نصفين: إخوان ومش إخوان.

مؤمن أنا بأن لا شيء من القديم سيعود، إذ لو آمنا بالعودة فإذاً نبارك للحوثي، قد رجعنا إلى عهد أبو لهب وأم جميل.. صار هو الوكيل الحصري للماضي..

وما لم نؤمن بالتجديد، فإذاً نضالنا هو فقط لتمتين حكمه..

سأتوقف عن الاستطراد، الباقي سأتركه للدفتر.. وسأختم بآخر ما أقوله، وأراه قريباً من الحق ويرونه بعيداً:

تحصين الجنوب.. تعز ومأرب.. تهامة.. العود ومريس وكل منطقة تحررت من الحوثي، هو الطريق الأول لهزيمة الحوثي والحد من تمدُّده..

‏الناس، المجتمعات، الأرض، الثقافة، والسوق، والمصلحة.

‏وكلما تحرَّرت منه منطقة اتجهنا لتقويتها وصولاً إلى حاشد وخولان.. مطلع مطلع إلى صعدة.

‏غير ذلك.. فإننا نخدم الحوثي.