نبيل الصوفي

نبيل الصوفي

تابعنى على

لقد وقعنا في الفخ.. ولا نزال

Wednesday 23 December 2020 الساعة 02:24 pm

قبل 2011 كان اليمنيون منقسمين، بعضهم يرى أنه ليس بالإمكان أحسن مما كان، وبعضهم يرى أن ما كان بعضه جميلاً والآخر بحاجة للإصلاح..

فجأة تحركت إيميلات هيلاري كلينتون وطلعت الصفارة وتحرك اللاعبون..

آلاف العقلاء والراشدين والمناضلين والحكماء قادهم حسين الأحمر وحميد وعلي محسن ونفس خطاب ما نبالي وما فيش ريوس، والسلطة لنا لا لغيرنا..

ذابت كل الأحلام الوطنية وسط خطابات الكذب والتحريض والتضليل والهوشلية..

قالوا أول كيلو حرية.

قالوا المقابر الجماعية..

قالوا اليمن الجديد.

قالوا الغواصات النووية.

قالوا صالح ساق هليكوبتر يقنص الشباب..

قالوا خبأ الحرس الجمهوري بكراتين، ودفن نفط الجوف بكيسين أسمنت، وشل 60 مليار دولار من دكاكين باب السباح..

قالوا اتفاقية دبي عطلت عدن، وبلحاف باعه بلاش لمصلحة المواطن الكوري..

قالوا كلاماً كبيراً جداً جداً..

ومع كل يوم جديد كان يخرج من بينهم عاقل يحك رأسه ويتلفت هامساً بينه وبين نفسه: "لقد وقعنا في الفخ"..

وكل يوم يدرك واحد جديد ما وقعنا فيه..

ولكن ما عاد من العقل جدوى، وقد المريض مكسر رأسه وأرجله.. كان باتعقل قبل ما تشارك في تكسير المريض..

والأعجب.. أنه رغم كل ذلك، لا يزال يمنيو الفيس وتويتر متكئين في زوة، وكلما صيح لهم صاحب نفس الصوت التحريضي حق 2011 قفزوا بعده..

واستسلموا لخطابه وأكاذيبه وخاضوا معه معاركه، ونهاية اليوم يحكون رؤوسهم متلفتين يهمسون مرة وثانية وثالثة: "لقد وقعنا في الفخ"..

طيب ذا قسماً بالله أزمة عقلية.. جفاف في فصوص الدماغ..

حتى الجاهل لما تلسعه الجمرة لا يقترب منها.. ونحن رايحين جايين.. 

وعاد معنا المؤتمريين والعفافشة، عادهم داخلين السوق.. 

من يصدق؟

كأنهم زعلانين لم يحظوا بفرصة العنتريات الوهمية، كانوا عاقلين غصباً عنهم في 2011، اليوم يسابقون..

قطار الشتائم التي سكبت ضد "علي عبدالله صالح" وحده.. اليوم تغلف وتوزع من جديد..

مرة على الإمارات.. ومرة على عدن.. ومرات تباع بالتجزئة قليل قليل، لبلحاف وحدها.. للهلال الأحمر بس.. وللنازحين في الحجرية الذين سموهم محتلين حتى بدأ الخطف منهم بقائد الورد، عميد بكله.. وما حظي من العفافيش والمقاومة الوطنية تحديداً حتى بيومين متواصلين من التضامن.

معانا معارك حقيقية كجروح مفتوحة في وجه البلاد، لكنها لا تحظى بشيء..

فنعوضها بالتوحد وراء "ناعق غراب"، هو يقول لنا: من هنا من هنا، وعينك ما تشوف إلا النور.. جري وملاحقة وكل واحد يرجم من عنده..

ومع نهاية اليوم، كل واحد يحك رأسه ويتلفت: "لقد وقعنا في الفخ"..