نزع السلاح وبناء المؤسسات ومرحلة انتقالية.. خطة حكومية شاملة بعد هزيمة الحوثي
السياسية - Tuesday 22 July 2025 الساعة 04:18 pm
قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي، إن لدى الحكومة اليمنية خطة شاملة لليوم التالي بعد هزيمة ميليشيا الحوثي، مشيرًا إلى أن هذه الخطة تتضمن نزع السلاح، وتأهيل مؤسسات الأمن والقضاء، وإجراء مصالحة مجتمعية عادلة، والدخول في مرحلة انتقالية تقود إلى دستور جديد وانتخابات عامة.
وفي حوار متلفز مع الإعلامي المصري مصطفى بكري على قناة "صدى البلد"، أكد العليمي أن اليمن يعول على مصر للعب دور قيادي في إعادة الاستقرار إلى البحر الأحمر، مشددًا على أن ميليشيا الحوثي باتت تمثل تهديدًا استراتيجيًا للممرات البحرية والمصالح الإقليمية والدولية، مدفوعة بأجندة الحرس الثوري الإيراني.
وأوضح الرئيس اليمني أن الحوثيين نقلوا مصانع إنتاج مخدر "الكيبتون" إلى الأراضي اليمنية، ويقومون بتهريبها إلى دول مجاورة في إطار مخطط لزعزعة استقرار المنطقة، مشيرًا إلى ضبط خلايا نسائية متورطة في توزيع هذه المواد، ومؤكدًا وجود تنسيق ميداني بين الحوثيين وتنظيم القاعدة الإرهابي.
وتحدث العليمي عن أبرز ما تحقق منذ تشكيل المجلس الرئاسي في 2022، مؤكدًا أن الحكومة بدأت في بناء مؤسسات الدولة وتوحيد الأجهزة الأمنية والعسكرية رغم الصعوبات الاقتصادية وهجمات الحوثيين على المنشآت النفطية، التي كانت تغطي 70% من موازنة الدولة.
وحول الجهود العمانية للمصالحة في اليمن، قال أنها مستمرة، ولكن تحتاج إلى إعادة النظر وفقًا للمعطيات الجديدة، فالمضي في خارطة الطريق كما كانت سابقًا فيه إجحاف، والتصنيف الأمريكي لميليشيا الحوثي هو عامل جديد في المعادلة، هناك مقررات دولية ومخرجات تم التوافق عليها يجب أن تكون لها الأولوية.
وقال إن القوات العسكرية باتت تحت قيادة موحدة، وإن هناك لجنة أمنية عليا برئاسة وزير الدفاع لمتابعة التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية، بالتعاون مع شركاء دوليين.
وأشاد العليمي بدور السعودية والإمارات في دعم اليمن، مؤكدًا أن مستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن مثّل نموذجًا ناجحًا للتدخلات الإنسانية، حيث استقبل ملايين المرضى خلال عامين وقدم خدمات علاجية مجانية.
وفيما يخص العلاقة مع مصر، قال الرئيس العليمي إن بلاده تسعى لنقل التجربة التنموية المصرية إلى اليمن، مشيدًا بمواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه الشعب اليمني والجالية اليمنية في مصر، التي تُعد الأكبر في الخارج.
وأكد العليمي أنه طلب من رئيس الوزراء اليمني فتح أبواب التعاون المشترك مع القاهرة، في مجالات البنية التحتية، والزراعة، والصناعة، والتنمية العمرانية.
وحذر العليمي من التهديدات الحوثية المتزايدة للملاحة في البحر الأحمر، مؤكدًا أن الهجمات لم تبدأ مع حرب غزة كما يُروّج، بل تعود لسنوات، ضمن سياسة ممنهجة بقدرات نقلتها إيران. وقال إن هذه العمليات تسببت بخسائر كبرى لقناة السويس تجاوزت 7 مليارات دولار خلال عام، إضافة إلى تأثيرها على السعودية والأردن وخليج العقبة.
وأكد العليمي أن الحكومة اليمنية تعاملت بجدية مع الحرب الإيرانية – الإسرائيلية من خلال التحذير المبكر، وتثبيت الاعتراف بمؤسسات الدولة، وتعزيز الشراكات الإقليمية لتفادي استغلال الفراغ الأمني. وأضاف أن هذه الحرب كشفت زيف الرهان الدولي على ميليشيا الحوثي كطرف يمكن التعاطي معه.
وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي تعليقًا على موقف بعض دول الاتحاد الأوروبي التي لم تتخذ موقفًا جذريًا ضد هذه الجماعة: "هناك محاولات للتضليل تمت في الفترة الماضية ونحن سعينا ولازلنا نسعى لتصحيح الصورة وهي أن ميليشيا الحوثي هي أقلية استولت على السلطة بطريقة غير مشروعة، وهو امتداد للمشروع الإيراني في المنطقة، وبعد الأحداث الأخيرة التي تهدد أمن البحر الأحمر بدأ الكثيرون يتفهمون حقيقة الصورة".