فشل الحوثي في إنصاف اليمنيين يفضح شماعة نصرة غزة

الحوثي تحت المجهر - منذ ساعتان و 55 دقيقة
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تشهد اليمن واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية والسياسية وفقًا للواقع المعاش أو التقارير الأممية والدولية التي وصفت الأزمة الإنسانية في البلد بأنها الأسوأ، ورغم ما يواجه المواطن من معاناة قاتلة لا تزال الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران مستمرة في التهرب من تحمل المسؤولية كونها المتسبب الرئيسي فيما وصلت إليه اليمن من أوضاع متدهورة وصعبة.

ورغم المآسي التي يعانيها الشعب اليمني من جوع مزمن وانقطاع متواصل للمرتبات، وغياب شبه كامل للخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والكهرباء، تواصل القيادات الحوثية تغنيها بنصرة غزة عبر بيانات وتصريحات إعلامية متكررة، مستعرضة صواريخها التي تطلقها على أطراف مختلفة، كأنها تنافس على دور البطولة في المشهد الإقليمي. 

في خطابه الأخير قبل أيام، جدّد زعيم ميليشيات الحوثي عبدالملك الحوثي التأكيد على استمرار الجماعة في ما وصفه "نصرة غزة"، معلناً أن الصواريخ والطائرات المسيرة التي تطلقها عناصره ستستمر في استهداف إسرائيل دون تراجع. هذا التصريح الصريح يبرز بوضوح مدى تباعد أولويات القيادات الحوثية عن هموم وأوجاع الشعب اليمني الذي يعاني من الجوع، انقطاع الرواتب، وانهيار الخدمات الأساسية. لكن هذه الخطابات لا تخفي الحقيقة المرة التي يعيشها المواطن اليمني، حيث يموت الأطفال والنساء من الفقر وسوء التغذية، ويُحرم ملايين من حقوقهم الأساسية، وسط انشغال قيادات الميليشيا بتعزيز نفوذها العسكري والسياسي على حساب حياة الناس. 

هذا التناقض بين الخطاب والواقع يزيد من غضب اليمنيين الذين يرون أن أولى الأولويات هي إنقاذ وطنهم قبل الحديث عن قضايا خارجية، خاصة وأنهم يعانون من نكبات متتالية لا تحصى ولا تعد. ما يجري أبرز سؤال محوري شغل بال الكثير من اليمنيين والعرب على حد سواء: كيف يمكن لميليشيا الحوثي أن تدعي نصرة غزة وهي عاجزة عن إنصاف شعبها؟ هذا السؤال طرحه بجرأة الأكاديمي والباحث اليمني إبراهيم الكبسي، الذي وجه نقدًا لاذعًا لأداء الحوثيين عبر تغريدة على منصة "إكس"، أثارت جدلاً واسعًا.

تساءل الكبسي في تغريدته عن جدوى الصواريخ التي تطلقها ميليشيا الحوثي من الأراضي اليمنية، قائلاً: "‏يتلفت المواطن ذات اليمين وذات الشمال وهو يرى صواريخ تخرج من أرض وطنه لانتزاع كما يقال حقوق أهل غزة ونصرتهم، ثم يعود ليتلفت حول نفسه فيكتشف أنه يعيش بلا حقوق ولا كرامة داخل وطنه". وأضاف: "إذا كانت هذه الصواريخ لم تنتزع لي حقًا واحدًا، ولم تنتصر لي من ظالم، فهل ستفعل ذلك لأهل غزة؟".

يأتي هذا التصريح في ظل تزايد السخط الشعبي اليمني، حيث يعيش المواطنون ظروفًا معيشية واقتصادية متدهورة، تفاقمت بسبب الانهيار شبه الكامل للخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصحة، إلى جانب انقطاع الرواتب لفترات طويلة، مما فاقم من معاناة الأسر اليمنية وجعلها في عزلة سياسية واقتصادية خانقة.

ويعكس كلام الكبسي أزمة ثقة عميقة في الميليشيا الحوثية، التي فشلت بحسب كثير من التقارير المحلية والدولية في تقديم نموذج إداري قادر على تحسين حياة اليمنيين، أو حتى ضمان أقل مقومات العيش الكريم. في المقابل، تستثمر الميليشيا جهودها في تحركات عسكرية واستعراضات عسكرية موجهة نحو الخارج، وهو ما يثير تساؤلات عن أولوياتها الحقيقية، ومدى قدرتها على أن تكون صوتًا حقيقيًا للدفاع عن حقوق الفلسطينيين، بينما يغرق شعبها في معاناة متزايدة.

وتتعاظم هذه الانتقادات مع استمرار الحوثيين في فرض سيطرتهم على مؤسسات الدولة، وتجاهل المطالب الأساسية للمواطنين، ما يفاقم من الوضع الإنساني ويزيد من أزمة الانقسام في اليمن. وفي الوقت نفسه، يتساءل الكثيرون عن جدوى هذه الصواريخ في مساعدة غزة، في ظل استمرارية القصف والمعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون.