مليشيا الحوثي تختطف الأمين العام لحزب المؤتمر في صنعاء
السياسية - منذ ساعتان و 28 دقيقة
اختطفت ميليشيا الحوثي الإيرانية، الأربعاء، أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام– جناح صنعاء– غازي الأحول، واقتادته إلى مكان مجهول، وذلك امتداداً لحملة قمع ممنهجة تستهدف القيادات والكوادر المؤتمرية، بهدف فرض الهيمنة الكاملة على الحزب وإخضاع ما تبقى من بنيته التنظيمية لسلطتها.
وأفادت مصادر حزبية في صنعاء أن مسلحي الحوثي نفذوا عملية الاعتقال ضد القيادي الأحول الذي ينحدر من محافظة شبوة، تحت غطاء مبررات أمنية وقانونية على حد وصفهم. حيث جرى اقتياد الأحول وأثنين من مرافقيه إلى وجهة غير معروفة وقطع أي اتصالات أو تواصل مع أفراد أسرته، وسط تكتم شديد حول مصيره.
ويعد غازي الأحول أحد أبرز القيادات المتبقية لحزب المؤتمر في صنعاء بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وقد واصل خلال الفترة الماضية نشاطه السياسي والتنظيمي رغم الضغوط التي مورست على الحزب للتماهي مع سياسات الجماعة.
وتأتي هذه الحادثة امتداداً لسلسلة اعتقالات سابقة طالت قيادات وقواعد المؤتمر، في إطار مساعي الحوثيين للهيمنة الكاملة على المشهد السياسي في مناطق سيطرتهم، وإقصاء أي أصوات معارضة أو حتى متحفظة على سياساتهم.
كما أن الحادثة جاءت بعد يوم صدور بيان مفاجئ على لسان قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام بإلغاء الاحتفال بالذكرى الـ43 لتأسيس الحزب، تحت ذريعة وجود "مؤامرة" للانتفاض ضدها. وأوضحت المصادر أن صدور البيان جاء تحت ضغوط قيادات حوثية عليا، وأن الضغوط لم تقتصر على الإلغاء، بل شملت التهديد بالاغتيالات والاعتقالات والفصل من الأمانة العامة والحزب الذي أصبح مختطف لدى الميليشيات منذ اغتيال زعيمه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وذكرت مصادر محلية أن الحوثيين نشروا عناصرهم على متن دوريات ومدرعات عند مداخل ومخارج صنعاء، ونفذوا حملات تفتيش واستجواب استهدفت المدنيين وخصوصاً القادمين من محافظات أخرى، في مشهد وصفه ناشطون بأنه "حالة طوارئ غير معلنة".
ويرى مراقبون يمنيون أن هذه التطورات تعكس قلق الحوثيين المتزايد من أي مظهر سياسي مستقل، حتى من داخل الحزب الذي يشاركهم في ما يسمونه "تحالف مواجهة العدوان". ويؤكدون أن إلغاء احتفالية المؤتمر، إلى جانب اعتقال أمينه العام، يمثلان ضربة قوية لما تبقى من الهامش السياسي في مناطق سيطرة الجماعة.