حادث مروع في جبل حبشي.. حصار الحوثي يحوّل طرق تعز إلى مقابر مفتوحة
السياسية - منذ 3 ساعات و 32 دقيقة
لم تكن رحلة قصيرة في قرية السفاء – بلاد الوافي بمديرية جبل حبشي في محافظة تعز، مجرد انتقال عادي بالنسبة لأسرة يمنية، بل تحولت إلى مأساة إنسانية بعدما انقلبت سيارة تقل مدنيين في طريق جبلي وعر، ما أدى إلى إصابة 12 شخصًا بينهم نساء وأطفال.
غير أن الكارثة لم تقف عند الحادث ذاته؛ إذ اضطر الأهالي إلى حمل الجرحى على الأكتاف عبر الجبال الوعرة للوصول إلى أقرب نقطة إسعاف، بعد أن ظل الطريق الرئيسي مغلقًا منذ أكثر من ثماني سنوات بفعل تعنت ميليشيا الحوثي الإيرانية.
الحادثة المأساوية أعادت إلى الواجهة حجم المعاناة التي يعيشها أبناء تعز، حيث أدى إغلاق الحوثيين للطرقات الرئيسية إلى تقطيع أوصال المحافظة وفرض حصار خانق، جعل التنقل بين القرى والمديريات رحلة محفوفة بالمخاطر.
وبات المواطنون مضطرين إلى سلوك طرق بديلة غير معبّدة، تتخللها منحدرات خطيرة تتسبب يوميًا في حوادث مأساوية تحصد أرواح المسافرين وتخلّف إصابات جسيمة، كما حصل في جبل حبشي.
ويؤكد الأهالي أن تردي الطرق البديلة، إلى جانب غياب أي أعمال صيانة أو إعادة تأهيل نتيجة الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي، ضاعف من خطورة التنقل في مناطق تعز المحاصرة.
ولا يقتصر الأمر على تعز فقط؛ إذ إن إغلاق وتدمير الطرقات امتد إلى محافظات أخرى، ما جعل ملايين اليمنيين يواجهون خطر الموت يوميًا بسبب حوادث السير أو تأخر وصول الحالات الطارئة إلى المستشفيات.
ويحذر ناشطون حقوقيون من أن استمرار هذا الوضع يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، باعتبار أن حرمان المدنيين من الطرق الآمنة والتنقل الحر يعد أحد أشكال العقاب الجماعي، مطالبين بضغط دولي لفتح طرق تعز بشكل عاجل.
ويؤكدون أن حادثة جبل حبشي ليست سوى واحدة من عشرات الحوادث المماثلة التي تكشف حجم المعاناة الإنسانية الناجمة عن تعنت الحوثيين وإصرارهم على إبقاء تعز تحت الحصار، في وقت يعيش فيه السكان ظروفًا معيشية وصحية بالغة الصعوبة.