ست سنوات من الغياب القسري.. أسر حجور تترقب مصير أبنائها المخفيين لدى الحوثيين
السياسية - منذ 4 ساعات و 45 دقيقة
في بيوت يغمرها الصمت وتثقلها الحسرة، لا تزال سبع أسر من مديرية حجور بمحافظة حجة تعيش مأساة لا تنتهي منذ ما يزيد عن ست سنوات، بعد أن اقتادت مليشيا الحوثي الإيرانية عددًا من وجهاء المنطقة إلى أماكن مجهولة عقب اجتياحها حجور مطلع العام 2019م. ومنذ ذلك اليوم، لم يعرف ذووهم عنهم شيئًا، سوى أن مصيرهم أصبح معلقًا بين جدران سجون سرية ترفض الجماعة الاعتراف بوجودها.
خلال الأيام الماضية، عادت قضية المختفين قسرًا في حجور إلى الواجهة، بعدما أطلقت رابطة ضحايا حجور فعالية حقوقية في الرابع من سبتمبر 2025م، انتهت ببيان مشترك صادر عن عدد من المنظمات الحقوقية. البيان وصف الإخفاء المستمر بأنه "جريمة نكراء" تتعارض مع المواثيق الدولية كافة، وعلى رأسها اتفاقية حماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري لعام 2006، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
المنظمات الموقعة على البيان شددت على أن القضية لا يمكن التعامل معها كأرقام جامدة أو وقائع عابرة، بل هي مأساة إنسانية ممتدة، يعيشها المختفون في زنازين سرية، وتكابدها أسرهم عبر سنوات من الانتظار الموجع والحرمان والفقد. وأكدت أن استمرار هذه الجريمة يضع الحوثيين في خانة المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة المختفين جسديًا ونفسيًا، داعية المبعوث الأممي والأمم المتحدة إلى ممارسة ضغوط عاجلة على الجماعة للإفراج عنهم دون قيد أو شرط.
وأضاف البيان أن "الصمت الدولي تجاه هذه الانتهاكات الخطيرة يعد تواطؤًا غير مقبول"، لافتًا إلى أن قضية أبناء حجور المخفيين "لن تسقط بالتقادم"، وأنها ستظل حاضرة في مختلف المحافل الدولية حتى عودة المخفيين إلى أسرهم أحرارًا.
وعلّق الكاتب والمحلل السياسي محمد جميح على قضيّة حجور في منشور له على منصة "إكس"، قائلًا: "قبل ست سنوات اجتاحت مليشيات الحوثي منطقة حجور، واقتادت عددًا من وجهائها إلى جهة غير معلومة، وما زالت إلى اليوم تمارس ضدهم الإخفاء القسري، في مخالفة واضحة لكل الأديان والأعراف والقوانين. ستظل هذه المليشيات التي تحاول التمسح بكل العناوين الكبيرة، نموذجًا لما يمكن أن يكون عليه الجرم والقبح والكذب والخداع".
وبينما تتزايد الأصوات الحقوقية المطالبة بالكشف عن مصير المخفيين قسرًا من أبناء حجور، تبقى معاناة الأسر مستمرة، تحمل في طياتها وجع الانتظار ومرارة الغياب، في ظل غياب أي تحرك دولي فاعل لإنقاذهم ووضع حد لهذه الجريمة التي تمثل وصمة عار على جبين الإنسانية.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر كشفت خلال الأيام الماضية عن تسجيلها نحو 4828 شخصاً في اليمن ضمن قائمة المفقودين منذ العام 2014 وحتى 2024.