تعليق الدراسة وتجاهل حوثي متعمد.. الكوليرا تفتك بسكان الحيمة في تعز
متفرقات - منذ 4 ساعات و 10 دقائق
بين أزقة قرى الحيمة بمحافظة تعز، يعيش السكان أيامًا ثقيلة تحت وطأة وباء الكوليرا الذي يتفشى بصمت ويقتنص الأرواح واحدًا تلو الآخر. في هذه المنطقة الجبلية النائية، يفتقد الأهالي أبسط مقومات الرعاية الصحية، فيما تتعالى نداءاتهم طلبًا للنجدة دون أن تجد أي استجابة من سلطات الحوثيين المسيطرة على المنطقة.
وأطلق ناشطون محليون في تعز نداءات استغاثة عاجلة للجهات المعنية في صنعاء للتدخل والحد من الانتشار الكبير للوباء، الذي تسبب منذ أسابيع بوفاة ثلاثة مواطنين بينهم طالبة، وسط تحذيرات من تزايد عدد الوفيات في ظل غياب الإجراءات الوقائية والعلاجية.
ويؤكد الأهالي أن عشرات الحالات المصابة بإسهالات حادة تهدد حياتهم، فيما يكتفي المسؤولون في صنعاء بالصمت، تاركين المنطقة تواجه مصيرها أمام مرض يمكن السيطرة عليه بوسائل بسيطة لو توفرت الإرادة.
وفي خطوة تعكس خطورة الوضع، أعلنت إدارة مدرسة عقبة بن نافع في الحيمة العليا تعليق الدراسة لمدة أسبوع، عقب وفاة إحدى طالباتها جراء إصابتها بالكوليرا. وجاء القرار بتوافق بين أولياء الأمور والإدارة، في محاولة للحد من انتشار العدوى بعد تسجيل وفيات جديدة في صفوف أبناء المنطقة.
ووفق مصادر محلية وتعليمية في المنطقة تم تسجيل حالة وفاة مروعة لطالبة في المرحلة الابتدائية، تليها وفاة شخصين آخرين من أبناء المنطقة، يُشتبه بوفاتهما نتيجة إصابتهما بالكوليرا، ما أثار حالة من الذعر بين أولياء الأمور والمعلمين على حد سواء خصوصًا مع ظهور أعراض المرض في الكثير من الطلاب والأهالي.
وبحسب سكان محليين، فإن غياب التدخل الطبي العاجل يضاعف معاناة الأهالي الذين يلجأون إلى وسائل تقليدية لمحاولة مواجهة المرض، فيما تزداد المخاوف من تحوّل الحيمة إلى بؤرة وبائية تهدد قرى ومناطق مجاورة.
ويؤكد الأهالي أن تجاهل سلطات الحوثيين لأوضاع الحيمة يعكس نهجًا متكررًا في التعامل مع الكوارث الصحية والإنسانية في مناطق سيطرتها، حيث تغيب الخطط الوقائية وتُهمل المستشفيات الريفية، الأمر الذي يضاعف من مأساة السكان ويفتح الباب أمام مزيد من الضحايا.
وبحسب مصادر صحية في مدينة تعز المحررة أن حالات الكوليرا والحصبة والحمّيات في المحافظة ارتفعت، منذ بداية عام 2025، إلى نحو 10 آلاف حالة جديدة فيما سُجّلت أكثر من 20 وفاة، نصفها تقريباً في الأسابيع الستة الأخيرة، وأن معظم الحالات الواصلة إلى المستشفيات الحكومية في تعز قادمة من مناطق خاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.
وأوضح المسؤول الإعلامي في المكتب تيسير السامعي أنّ حالات الإسهالات المائية الحادة والكوليرا كانت الأكثر انتشاراً في تعز، مع 5.695 حالة، وإيضا 10 حالات وفاة بالمرض.