العالم يترقب قمة استثنائية في الدوحة.. تضامن وسيادة

العالم - Sunday 14 September 2025 الساعة 07:51 pm
الدوحة، نيوزيمن:

تتجه أنظار العالم، والوطن العربي على وجه الخصوص، إلى العاصمة القطرية الدوحة غداً (الاثنين)، حيث تُعقد قمة عربية–إسلامية استثنائية في أعقاب الاعتداء الإسرائيلي الأخير على قطر، في مشهد يعكس حجم التحولات العميقة التي يشهدها الإقليم. القمة التي وُصفت بأنها غير مسبوقة من حيث التوقيت والدلالات، تمثل رسالة قوية للسلام، وتأكيدًا على أن السيادة الخليجية خط أحمر لا يمكن تجاوزه.

الاعتداء الإسرائيلي على قطر – وهو الأول من نوعه على دولة خليجية – لم يكن مجرد خرق أمني، بل مثّل تحولًا استراتيجيًا في معادلة المنطقة، دفع الدول العربية والإسلامية إلى اصطفاف غير معتاد، وسط قناعة بضرورة بلورة موقف موحد يحمي السيادة الوطنية ويردع أي محاولات مستقبلية لتكرار مثل هذه الانتهاكات.

المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أوضح أن القمة تمثل "رسالة تضامن عربية وإسلامية، ورفضًا صريحًا لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل"، مشددًا على أنها لن تكون مجرد اجتماع بروتوكولي، بل خطوة لتثبيت موقف جماعي يتجاوز البيانات التقليدية.

ومن المتوقع أن يصدر عن القمة بيان يؤكد على التضامن الكامل مع قطر، ورفض أي تهديد للسيادة الوطنية لدول الخليج أو الدول العربية، مع التأكيد على ضرورة بناء سياسة واضحة للتعامل مع إسرائيل، وتوحيد الصفوف عبر اتفاقيات دفاعية واقتصادية ودبلوماسية.

الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، شدد من جانبه على أن انعقاد القمة بحد ذاته رسالة مفادها أن قطر ليست وحدها، وأن الدول العربية والإسلامية تقف صفًا واحدًا إلى جانبها. واعتبر أن الاعتداءات الإسرائيلية جاءت نتيجة "صمت المجتمع الدولي على جرائم الإبادة في غزة لعامين كاملين"، محذرًا من أن انهيار القانون الدولي ستكون كلفته باهظة على الجميع.

وتأتي هذه القمة في لحظة حساسة على الصعيدين الإقليمي والدولي، إذ تتقاطع مع صعود النفوذ الصيني وتراجع الهيمنة الأحادية للولايات المتحدة، ما يفتح أمام الدول العربية فرصًا لإعادة ترتيب تحالفاتها وصياغة توازنات جديدة تضمن مصالحها بعيدًا عن المواجهات العسكرية المباشرة. كما تكتسب القمة أهمية إضافية في ظل موقع الخليج الحيوي كمعبر استراتيجي للطاقة، الأمر الذي يجعل الحفاظ على الاستقرار والسيادة أولوية قصوى للأسواق العالمية.

القمة الاستثنائية في الدوحة لا تقتصر على كونها اجتماعًا لمناقشة الاعتداء الإسرائيلي، بل تمثل محطة مفصلية لإعادة صياغة السياسات العربية والإسلامية تجاه التهديدات الإقليمية. ومن خلالها، تبعث الدول المشاركة برسالة واضحة: أن السيادة الوطنية ليست قابلة للمساومة، وأن أي اعتداء مستقبلي سيُواجَه بجبهة دبلوماسية وسياسية موحدة، تسعى لحماية الأمن القومي العربي والإسلامي وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

وبذلك، فإن قمة الدوحة لا تُجسّد فقط تضامنًا مع قطر، بل تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون العربي–الإسلامي، تُعيد رسم التوازنات الإقليمية وتؤكد أن المنطقة قادرة على الدفاع عن سيادتها ومصالحها في وجه أي تهديد.