صالح هبرة: ضرب إسرائيل يجرّ الويلات على اليمنيين

السياسية - منذ ساعتان و 50 دقيقة
صنعاء، نيوزيمن:

وجّه القيادي الحوثي البارز ورئيس المكتب السياسي السابق، صالح هبرة، انتقادًا حادًا لجماعته على خلفية إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ باتجاه إسرائيل، معتبرًا أن هذه السياسات ليست نصرة حقيقية للفلسطينيين، بل مشاركة فعلية في تدمير اليمن وقتل المدنيين.

وفي منشور على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي، تساءل هبرة بمرارة: "ألا يعدّ مشاركة في الجريمة عندما نطلق على العدو مسيّرة ونحن ندرك أن ردة الفعل ستكون تدمير أحياء سكنية من أهلنا؟"، مضيفًا أن عمليات الحوثيين المعلنة تحت شعار "نصرة غزة" تؤدي مباشرة إلى سقوط مئات الضحايا ودفن المواطنين تحت الأنقاض، في بلد يعاني من نقص الأدوية، وقلة المستشفيات، وانعدام سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ والملاجئ.

وأوضح هبرة أن استمرار هذه السياسات يقود إلى تدمير المساكن ومقار الدولة والمؤسسات الحكومية والخدمية، وقتل الكوادر الوطنية، وهو ما يهدّد مستقبل اليمن ويعيده إلى ما قبل مائة عام. وأشار إلى أن العواقب المباشرة تفرض على اليمنيين البحث عن بلد آخر للهجرة، لأن اليمن لم تعد صالحة للحياة بسبب القصف وانقطاع الرواتب وإغلاق المطارات والمنافذ البرية والبحرية.

وأكد هبرة أن مواقف الجماعة الحالية تجاه فلسطين غير ناضجة ولا تراعي أوجاع ومعاناة الشعب اليمني، مضيفًا: "لا يعني ذلك التخلي عن مناصرة غزة، إنما وفق ما تسمح به ظروفنا وواقعنا، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها."

وتابع: "مَن يطبلون لهذه السياسات لم يجربوا الواقع ولو أسبوعًا واحدًا، لأنهم لو عاشوه لما قبلوه لأنفسهم، فمواقفهم بهذه الطريقة لن تغيّر شيئًا في موقف إسرائيل تجاه فلسطين، بل ستدمّر اليمن وتلحقه بغزة دون أن تخفف عن أهل غزة شيئًا."

ويأتي هذا التحذير من داخل صفوف الجماعة ليكشف تناقضًا خطيرًا بين أجندة الحوثيين الإقليمية وسلامة اليمنيين المدنيين، مؤكدًا أن أي مشروع يعرض المواطنين للبؤس تحت شعار التضامن الخارجي سيبقى كارثيًا على اليمنيين، وينذر باستمرار المأساة الإنسانية في البلد.