الوساطة تنقذ كهرباء عدن من التوقف.. الإفراج عن ناقلات الوقود المحتجزة في أحور

الجنوب - منذ ساعتان و 59 دقيقة
عدن، نيوزيمن:

أنقذت وساطة محلية، مساء الجمعة، العاصمة عدن من انقطاع كلي محتمل للتيار الكهربائي، بعد أيام من أزمة خانقة بسبب احتجاز ناقلات النفط الخام في منطقة أحور بمحافظة أبين، ومنعها من الوصول إلى محطات التوليد الرئيسية.

جاء انفراج الأزمة بعد تحذيرات متكررة من المؤسسة العامة للكهرباء بعدن من انهيار شامل في منظومة الطاقة، إثر نفاد الوقود في محطة الرئيس "بترومسيلة"، ما كان يهدد العاصمة بدخولها في ظلام تام. ويعكس نجاح الوساطة حجم الترابط بين الملف الخدمي والواقع الأمني والاجتماعي، حيث ما تزال الاحتجاجات القبلية وعمليات "القطاع" تشكل تحديًا أمام انتظام إمدادات الوقود الحيوية.

وقالت مؤسسة كهرباء عدن في بيان رسمي، إن ناقلات النفط الخام بدأت بالتحرك من منطقة أحور باتجاه العاصمة، بإشراف مباشر من مدير عام المؤسسة المهندس سالم الوليدي، عقب نجاح وساطة محلية شارك فيها عدد من وجهاء وأعيان محافظة أبين ومسؤوليها.

وأكدت المؤسسة أنها "عملت بالتنسيق مع الجهات المعنية لتأمين استمرار تشغيل توربين محطة بترومسيلة بالحد الأدنى، لتفادي التوقف الكلي لمنظومة الكهرباء"، مطمئنة سكان عدن بأن الخدمة ستستمر مؤقتًا إلى حين وصول الوقود إلى المحطات.

وثمنت قيادة المؤسسة جهود محافظ أبين ومدير عام مديرية أحور والوجهاء والشخصيات الاجتماعية الذين أسهموا في رفع القطاع على ناقلات الوقود، معتبرة أن تجاوبهم العاجل حال دون تفاقم المعاناة الإنسانية والخدمية في عدن.

كما جددت المؤسسة مناشدتها لمجلس القيادة الرئاسي ورئاسة الحكومة بـ"ضرورة الإسراع في توفير كميات كافية ومنتظمة من النفط الخام والديزل والمازوت"، لضمان إعادة المحطات المتوقفة إلى الخدمة وتخفيف معاناة المواطنين الذين يعيشون تحت برنامج تقنين قاسٍ يصل إلى 18 ساعة انقطاع يوميًا.

تعيش العاصمة عدن منذ أيام على وقع أزمة طاقة خانقة تهدد بانهيار كامل لمنظومة الكهرباء بعد أن أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء عن قرب توقف محطة الرئيس جراء نفاد الوقود، نتيجة احتجاز ناقلات النفط الخام القادمة من ميناء الضبة في منطقة أحور بمحافظة أبين.

وفي تعليق على التطورات، قال الصحفي عبدالرحمن أنيس إن نجاح جهود الوساطة ورفع القطاع القبلي سيسمح بإعادة العمل ببرنامج الانقطاعات المعتاد، والمتمثل في 18 ساعة انقطاع وساعتين تشغيل. وأضاف: "إذا استمر القطاع في منع القاطرات، فستُفقد حتى الساعتان المتبقيتان من التشغيل.. دعواتكم بالنجاح لجهود رفع القطاع القبلي".

وتأتي هذه الأزمة ضمن سلسلة من التحديات التي تواجه قطاع الكهرباء في عدن، إذ تتكرر أزمات الوقود بسبب تأخر الإمدادات أو اعتراضها في الطرقات، ما يؤدي إلى تراجع ساعات التشغيل وتفاقم الغضب الشعبي في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتدهور الخدمات.

ويؤكد مراقبون أن استمرار الاعتماد على نقل الوقود عبر مسارات برية معرضة للاضطرابات يجعل منظومة الطاقة في العاصمة هشّة وقابلة للانهيار عند أي طارئ، ما يتطلب حلًا جذريًا ومستدامًا لتأمين إمدادات الكهرباء وتخفيف الضغط عن المواطنين.