خطوة للوراء لذرع إيران.. استئناف مسار السلام ووقف الحرب على النشاط الأممي

السياسية - Thursday 30 October 2025 الساعة 09:17 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

بعد خطابٍ تصعيدي وتهديداتٍ بالحرب، دعت ميليشيا الحوثي الإرهابية إلى استئناف مسار السلام في اليمن، مع التلويح بوقف الاعتداءات على نشاط المنظمات والوكالات الأممية والدولية في مناطق سيطرتها.

وجاءت هذه الدعوة في تغريدةٍ للناطق باسم الميليشيا، محمد عبدالسلام، على حسابه بمنصة "إكس"، عقب لقائه، الأربعاء، المبعوثَ الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، في العاصمة العُمانية مسقط.

وقال ناطق الميليشيا إنه بحث مع المبعوث الأممي مسار السلام المتمثل بخارطة الطريق المسلَّمة للأمم المتحدة والمتفق عليها مع الجانب السعودي، برعاية سلطنة عمان.

مضيفاً أنه "تم لفت النظر إلى ضرورة استئناف العمل على تنفيذ ما تضمنته الخارطة، وفي مقدمتها الاستحقاقات الإنسانية، وأنه لا يوجد أي مبرر للاستمرار في المماطلة"، حد قوله.

وأشار ناطق الميليشيا الحوثية إلى أن اللقاء مع المبعوث الأممي ضم أيضاً معين شريم، المكلَّف من قبل الأمم المتحدة مسؤولاً عن ملف الموظفين الأمميين المحتجزين لدى الميليشيا.

وفي حين كرر ناطق الميليشيا مزاعمَها واتهاماتِها بالتجسس بحق المختطفين من الموظفين الأمميين والعاملين في الوكالات الدولية بمناطق سيطرة الميليشيا، إلا أنه تحدث عن رغبة الجماعة في حل هذا الملف.

حيث تحدّث ناطق الميليشيا عن إيجاد ما أسماها بـ"حلول عادلة ومنصفة" لهذا الملف، و"استمرار التنسيق بما يسمح بمواصلة المنظمات عملها الإنساني والإغاثي وفقاً للمهام المنوطة بها، وعدم تكرار ما حدث من تجاوزات تُخل بأمن البلاد"، حد قوله.

هذه المواقف الصادرة عن ناطق الميليشيا تتناقض مع خطاب التصعيد والتهديدات بالعودة إلى الحرب، الصادرة عن قيادات الجماعة خلال الأيام الأخيرة، وكان أبرزها التهديدات التي أطلقها القائم بأعمال رئيس حكومة الميليشيا، محمد مفتاح، تجاه السعودية، باستهداف مصالحها الحيوية.

>> تهديدات "مفتاح" ترسم مأزق الحوثي لما بعد غزة

مفتاح، الذي تحدث عن وجود إجراءاتٍ للتضييق على مناطق سيطرة الميليشيا، وخاصة التضييق على تدفق السلع، هدد قائلاً إن "معادلة البنك بالبنك، والمطار بالمطار، والميناء بالميناء لم تسقط"، في تذكيرٍ بالتهديدات التي كان زعيم الميليشيا الحوثي قد وجهها نحو السعودية منتصف عام 2024م.

ويُشكك مراقبون في جدية الميليشيا الحوثية باتخاذ قرار العودة إلى الحرب ومهاجمة السعودية، عقب الضربات الموجعة التي تلقتها في الغارات الأمريكية والإسرائيلية، والاختراقات الأخيرة التي تعرضت لها الميليشيا بتصفية قياداتٍ بارزة في صفوفها.

مرجحين أن هذه التهديدات مجرد مناورةٍ من قِبل الميليشيا الحوثية للعودة إلى مسار السلام وتطبيق خارطة الطريق، التي ترى الجماعة أنها تمكنت من خلالها من انتزاع مكاسب سياسية واقتصادية على حساب الشرعية، قبل أن تتعرض هذه الخارطة للتجميد بسبب تصعيد الميليشيا في البحر.

وما يُعزز من ذلك، التقاريرُ الأخيرة التي تحدثت عن تحركٍ تقوده مسقط بطلبٍ من الميليشيا الحوثية بهدف استئناف مسار السلام في اليمن والبدء بتنفيذ خارطة الطريق، التي جُمِّدت من قبل الدول الغربية الراعية للعملية السياسية في اليمن، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، رداً على تصعيد الميليشيا ضد الملاحة الدولية.

وبحسب التقارير الإعلامية، فإن مسقط ستسعى لإقناع هذه الدول باستئناف مسار السلام في اليمن، مقابل التزام الميليشيا الحوثية بعدم العودة إلى تهديد الملاحة الدولية أو تهديد دول المنطقة.

وضمن هذا السياق، كان لافتاً اللقاء الذي جمع، في مسقط الأربعاء الماضي، وكيلَ وزارة الخارجية العُمانية للشؤون السياسية، خليفة الحارثي، مع عبده شريف، سفيرةِ المملكة المتحدة لدى اليمن.

وبحسب ما نشرته الخارجية العُمانية، فقد تبادل الحارثي مع السفيرة البريطانية الآراءَ حول الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى استقرار الأوضاع في المنطقة، ودعم الأطراف اليمنية للوصول إلى حلٍّ سياسيٍّ للأزمة في اليمن.