ميناء المخا يعود إلى المشهد البحري.. الإعلان عن جاهزية استقبال سفن الحاويات
إقتصاد - Thursday 06 November 2025 الساعة 11:16 pm
المخا، نيوزيمن:
يشكل إعلان ميناء المخا جاهزيته لاستقبال سفن الحاويات لأول مرة خطوة اقتصادية واستراتيجية قد تسهم في إعادة تنشيط القطاع البحري والتجاري لليمن بعد سنوات من الركود نتيجة الحرب العبثية التي تقودها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران منذ 10 سنوات.
ويعد الميناء نقطة محورية في الساحل الغربي، ويمتلك القدرة على تحريك عجلة التجارة وإعادة الدماء إلى الاقتصاد المحلي من خلال تسهيل حركة البضائع وتخفيض تكاليف النقل.
وتشير التقارير الاقتصادية إلى أن تطوير البنية التحتية لميناء المخا وتعميق القنوات الملاحية يمكن أن يؤدي إلى زيادة التدفقات التجارية بنسبة كبيرة، ما يعزز الإيرادات الحكومية ويخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في قطاعات النقل واللوجستيات والتخزين، والصناعات المرتبطة بها.
وتكتسب أهمية ميناء المخا بعدًا استراتيجيًا إضافيًا في ظل تضرر موانئ الحديدة نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية والخروج عن الجاهزية التشغيلية، وهو ما أدى إلى تراجع حركة الاستيراد والتصدير التي عكست بدورها على حدة الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.
ويشكل ميناء المخا، القريب نسبيًا من الحديدة، بديلًا حيويًا لتغطية هذه الحركة الاقتصادية، بما يسمح باستمرار استيراد السلع الأساسية وتصدير المنتجات المحلية، والحفاظ على جزء من النشاط التجاري البحري في اليمن، إلى جانب تعزيز دوره كبوابة بحرية مهمة على البحر الأحمر.
وأعلن مدير عام ميناء المخا، عبدالملك الشرعبي، أن الميناء أصبح جاهزًا لاستقبال سفن الحاويات الصغيرة في المرحلة الأولى، مشيرًا إلى أن الحمولة المتوقعة للسفن تتراوح بين 150 و200 حاوية وفق الإمكانات التشغيلية الحالية. وأوضح الشرعبي، في تصريح خاص لقناة الجمهورية، أن هذه الخطوة تمثل مرحلة أولى ضمن خطة تطوير شاملة تهدف إلى توسيع القدرة الاستيعابية للميناء تدريجيًا ورفع مستوى جاهزيته لمواكبة المعايير الدولية في الشحن والتفريغ وإدارة الحاويات.
ويشهد ميناء المخا — الذي كان تاريخيًا المرفأ اليمني الأبرز لتصدير البن — عملية تحديث واسعة تشمل تعميق القناة الملاحية وحوض الاستدارة، وتحسين الأرصفة والبنية التحتية للميناء، بدعم مباشر من عضو مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي، الفريق الركن طارق صالح.
وبحسب مراقبين اقتصاديين، فإن إعلان جاهزية الميناء لاستقبال سفن الحاويات يمثل نقطة تحول في المشهد اللوجستي اليمني، خصوصًا في ظل تعطّل معظم الموانئ الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، الأمر الذي يمنح ميناء المخا فرصة لإعادة تنشيط الحركة التجارية وتخفيف الأعباء عن الموانئ الأخرى في المنطقة.
وأكد الشرعبي أن إدارة الميناء تعمل بالتنسيق مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص على تأهيل الكوادر وتحديث الأنظمة التقنية والإدارية، لضمان انسيابية العمليات واستقطاب شركات النقل البحري، مشيرًا إلى أن الميناء يسعى ليكون نموذجًا في الشفافية والكفاءة التشغيلية.
ومن المتوقع أن يسهم تشغيل الميناء في استقبال سفن الحاويات خلال الأشهر المقبلة في تنشيط الحركة التجارية في الساحل الغربي، وتوفير فرص عمل جديدة، ودعم جهود إعادة الإعمار الاقتصادي في المناطق المحررة، ليعود المخا — الذي حمل اسمه إلى واحدة من أشهر أنواع القهوة في العالم — إلى موقعه الطبيعي كبوابة تجارية بحرية لليمن نحو المستقبل.
>
