منارة جامع الشاذلي.. عودة شامخة إلى سماء المخا بعد انتهاء الترميم

المخا تهامة - منذ ساعتان و 34 دقيقة
المخا، نيوزيمن:

مع انتهاء أعمال الترميم، عادت منارة جامع الشاذلي في مدينة المخا لتقف شامخة كما كانت عبر القرون الماضية، شاهدة على عظمة التاريخ اليمني وروحانيته، ومؤكدة أن المخا لم تكن يوماً مجرد مدينة ساحلية، بل منارة للعلم والتجارة والتاريخ والروحانية.

واستكملت الفرق الفنية والهندسية، بإشراف مكتب الأوقاف والإرشاد في المخا، أعمال ترميم منارة جامع الشاذلي التاريخي بمحافظة تعز، وذلك برعاية ودعم عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، الفريق أول ركن طارق صالح، في إطار مشروع يُعيد الألق لأحد أبرز المعالم الإسلامية في الساحل الغربي.

وقال مدير مكتب الأوقاف بالمخا، الشيخ شهاب هزاع، إن أعمال الترميم شملت إعادة تأهيل المنارة ومعالجة الأضرار التي لحقت بها جراء الحرب الحوثية وعوامل الزمن، مؤكداً أن المشروع يأتي ضمن جهود الحفاظ على الموروث الديني والمعماري للمدينة.

وأشار إلى أن رعاية الفريق طارق صالح للمشروع تعكس اهتمامه الكبير بصون المعالم الإسلامية والتاريخية، إلى جانب دعمه المتواصل لمشاريع التنمية والخدمات في مديريات الساحل الغربي، بما يعزز الهوية الثقافية والحضارية للمنطقة.

وأوضح هزاع أن عملية الترميم راعَت المعايير الفنية الدقيقة للحفاظ على الطابع المعماري الأصيل للمنارة، مع استخدام مواد تقليدية تتناسب مع خصوصية البناء التاريخي، وإعادة الزخارف والنقوش القديمة التي تعكس جمال العمارة الإسلامية في المخا.

وتعد منارة جامع الشاذلي من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في المدينة، إذ ارتبطت باسم الإمام أبي الحسن الشاذلي، أحد أعلام التصوف الإسلامي في القرن السابع الهجري، وظلت لقرون رمزًا روحانيًا وحضاريًا يعبّر عن مكانة المخا كمركز للعلم والدعوة.

كما ارتبطت المنارة بتاريخ المدينة التجاري العريق، حين كانت المخا منذ القرن السادس عشر مرفأً عالميًا لتصدير البن اليمني، يستقبل التجار والرحالة من شتى أنحاء العالم، فيما شكّل جامع الشاذلي ومنارته علامة بارزة في هوية المدينة وروحها الدينية والمعمارية.

ويرى مختصون في الآثار أن هذا المشروع يتجاوز إنقاذ مبنى أثري من التصدع، ليجسد استعادة لذاكرة المخا التاريخية، ولروحها التي جمعت بين الإيمان والعلم والتجارة، مؤكدين أن إعادة تأهيل المنارة رسالة حضارية تعبّر عن إصرار أبناء المدينة على حماية تراثهم في وجه الحرب والتحديات.

وأكدت قيادة مكتب أوقاف محافظة تعز أن منارة جامع الشاذلي تستعيد اليوم مجدها بعد مراحل عصيبة، إذ تعرضت لأضرار جسيمة بفعل القذائف والعوامل المناخية، مشيرة إلى أن إعادة ترميمها تمّت وفق أعلى المعايير الفنية والهندسية لضمان استدامتها كرمز خالد للمدينة.

ويُنظر إلى إعادة افتتاح المنارة باعتبارها خطوة رائدة لتعزيز السياحة الدينية والتاريخية في مدينة المخا، وفتح آفاق جديدة أمام مشاريع مشابهة تهدف إلى صيانة المعالم الأثرية في تعز والساحل الغربي، لتبقى المنارة كما وصفها الأهالي: "منارة جامع الشاذلي.. أينما يممت وجهك في المخا تراها شامخة، تستقبلك كأنها تقول: أهلاً وسهلاً بك في مدينة الحضارة والتاريخ العريق."