ملاحقة مصادر دخل الأسر الفقيرة في شوارع صنعاء بعد نهب المرتبات

السياسية - منذ 3 ساعات و 39 دقيقة
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

لجأ العديد من الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الإيرانية  إلى العمل في بسطات صغيرة قرب الأسواق والشوارع الرئيسية لتأمين لقمة العيش لأسرهم بعد سنوات من نهب مرتباتهم ورفض القيادات الحوثية صرفها من الإيرادات الضخمة التي يتم جمعها من قطاعات مختلفة.

من بين هؤلاء، يروي معلم من أبناء مديرية التحرير قصة معاناته، إذ أقام بسطة صغيرة قرب ملعب الظرافي لبيع احتياجات بسيطة. يقول المعلم بحسرة: "ما أجنيه من ربح يكاد يسد به جوع أفراد أسرتي ويدفع إيجار المنزل الذي أقطنه. لكن سيارات وقلابات الموت الحوثية قامت بمداهمة الشارع وأخذ بسطتي وبضاعتي".

وأضاف: "وجع مستمر، لم يتم تسليمنا مرتباتنا ولا يسمح لنا بالبيع. نهبوا بضاعتي بصورة مهينة من قبل بلاطجة مكتب الأشغال العامة في أمانة العاصمة، وهو ما كبدني خسائر كبيرة، فالبضائع المنهوبة بالأجل والتجار يطالبون بسداد قيمتها، وهذا جعلني أغرق بالديون".

وأفادت بائعين متجولين في مناطق أخرى بصنعاء أن مكاتب الأشغال العامة التابعة للميليشيات الحوثية تقوم عبر مشرفين ولجان بمداهمة الأسواق والشوارع بشكل متكرر، لأخذ الإتاوات وفرض الرسوم غير القانونية للسماح لهم بالبيع والشراء.

ويشير بائع نازح من الحديدة: "حين نرفض الدفع أو نرفع اعتراضنا، يتم التعامل معنا وكأننا مجرمين خطيرين علينا أحكام. يقومون بضربنا، وتدمير بسطاتنا، ونهب بضائعنا، بلا أي مسوغ قانوني". وأضاف أن هذه الممارسات تجعل الباعة يعيشون في حالة رعب دائم، ويحول دون قدرتهم على تأمين قوت أسرهم، بينما يزداد الوضع الاقتصادي سوءًا بسبب نهب المرتبات والضغوط اليومية.

وأثارت حملة نفذتها فرق مكتب الأشغال العامة في أمانة العاصمة خلال الأيام الماضية، موجة استياء واسعة، بعد إزالة ومصادرة بسطات الباعة المتجولين دون تقديم أي بدائل أو حلول لهذه الفئة التي يمثل العمل في البسطات مصدر رزقها الوحيد.

وقال الصحفي حسن الوريث: "شاهدت في منطقة التحرير، عند شارع القصر وملعب الظرافي، عرضًا صادمًا ومؤلمًا،  قلابات كبيرة تابعة لمكتب الأشغال ومجموعة من المتهبشين يقتلعون ويصادرون البسطات بعنجهية وعنف غير مبرر، بلطجة صريحة على أرزاق ومعيشة فئة من المواطنين هي الأشد حاجة للرحمة والدعم".

وأضاف: "تعامل الحملة مع الباعة كان عنيفًا مفرطًا، وسط غياب أي حلول بديلة لتنظيم عملهم أو توفير أسواق مخصصة، كما هو معمول به في عدد من المدن الأخرى". وتابع الوريث: "هذا الأسلوب لا يوحي بأننا أمام دولة تحكمها قوانين ومؤسسات، بل أمام عصابات وقطاع طرق تصادر الممتلكات بلا حسيب أو رقيب، مما أثار سخط المواطنين".

وطالب الصحفي بضرورة دراسة المشكلة بجدية ووضع معالجات إنسانية مستدامة، داعيًا الجهات المعنية إلى إنشاء أسواق منظمة تستوعب الباعة المتجولين وتأهيل الشباب في مجالات إنتاجية مختلفة، مشددًا على أن استمرار هذه الممارسات يساهم في تدمير النسيج الاجتماعي ويعمّق معاناة الفقراء.

وفي ظل استمرار الأزمة الاقتصادية وغياب المرتبات، يواجه الباعة المتجولون في صنعاء مضاعفات مزدوجة، فقدان مصدر رزقهم بسبب مصادرة بسطاتهم ونهب بضائعهم، والتعرض للعنف من فرق تابعة لمكتب الأشغال العامة، في مشهد يعكس هشاشة الوضع الإنساني وغياب الضمانات القانونية للمواطنين الفقراء والمحتاجين.