عدن بدلًا من الحديدة: وصول شحنة قمح أممية بعيدًا عن مخاطر الحوثيين
السياسية - منذ 52 دقيقة
عدن، نيوزيمن، خاص:
وصلت إلى ميناء عدن جنوب اليمن، سفينة تجارية محمّلة بالقمح، في خطوة تؤكد استمرار جهود المجتمع الدولي لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في ظل التحديات الأمنية التي تفرضها ميليشيات الحوثي.
وأفادت مهمة "أتلانتا" البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي بأن السفينة التجارية "ليدي ديمين"، المستأجرة من برنامج الغذاء العالمي (WFP)، والتي تحمل 12 طنًا من القمح، وصلت بسلام إلى الميناء بعد أن رافقتها السفينة الحربية الرئيسية ESPS Victoria أثناء عبورها مضيق باب المندب والبحر الأحمر، ضمن تدابير أمنية مشددة بعد ورود تنبيهات بوقوع هجمات في المنطقة.
وأكدت مهمة "أتلانتا" أن العملية تهدف إلى تعزيز الأمن البحري وحماية السفن الإنسانية من المخاطر، خاصة تلك التابعة لبرنامج الغذاء العالمي، في إطار مهامها التي تشمل مكافحة القرصنة، حماية الشحنات الإنسانية، ومساندة الدول الساحلية في جهود الاستقرار البحري.
ومنذ إطلاقها عام 2008، نجحت المهمة في حماية نحو 2,500 سفينة ونقل أكثر من 3.3 مليون طن من المساعدات الغذائية إلى الموانئ المستهدفة.
ويأتي وصول الشحنة إلى عدن في سياق تحول تدريجي في استلام المساعدات الأممية من موانئ عدن بدلاً من ميناء الحديدة، الذي يقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي. وتواجه المنظمات الأممية، وعلى رأسها برنامج الغذاء العالمي، تحديات خطيرة في الحديدة نتيجة الانتهاكات المستمرة التي تمارسها الجماعة ضد العاملين في المنظمات، بما في ذلك المضايقات، الحرمان من وصول المساعدات إلى المستحقين، والاستيلاء على شحنات الإغاثة وصولًا إلى اختطاف موظفي البرنامج وتقديمهم لمحاكمات صورية في صنعاء.
ويعكس هذا التحول التوجه نحو ضمان وصول المساعدات بشكل آمن ومستمر إلى المدنيين اليمنيين، لا سيما في المحافظات المحررة، وتفادي أي اختلال في الإمدادات الغذائية يمكن أن يزيد من معاناة السكان. وشدد خبراء ومراقبون على أن اختيار عدن كميناء أساسي لتوريد المساعدات الإنسانية يشكل استجابة عملية للتحديات الأمنية في مناطق سيطرة الحوثيين، ويعزز من قدرة الأمم المتحدة على إيصال الدعم مباشرة إلى المستفيدين دون تدخل أو اختلاس.
ويأتي ذلك في وقت يشهد اليمن أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعتمد ملايين اليمنيين على المساعدات الغذائية في ظل شح الموارد وتدهور الوضع الاقتصادي والخدمي. ويؤكد المجتمع الدولي عبر هذه العمليات على التزامه بضمان استمرار وصول الإغاثة، وحماية المدنيين، والحفاظ على خطوط الإمداد الحرجة، في مواجهة التحديات الميدانية والتهديدات الأمنية التي تستهدف المدنيين والعمليات الإنسانية على حد سواء.
>
