صنعاء في زمن الحوثي: سوق كبير لـ”الحطب“

المخا تهامة - Tuesday 20 March 2018 الساعة 08:03 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

حولت ميليشيا الحوثي العاصمة اليمنية صنعاء، إلى سوق مفتوحة لبيع الحطب، بعدما جعلت مادة الغاز المنزلي، حلما بعيد المنال لكثير من السكان.

وتعيش العاصمة اليمنية صنعاء، منذ عدة أسابيع، تحت وطأة نقص حاد في الغاز المنزلي، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في سعره، فضلًا عن إخفائه من السوق.

ومقابل اختفاء مادة الغاز المنزلي، برزت أسواق كبيرة لبيع الحطب، في مختلف أرجاء صنعاء، في مشهد تبدو معه عاصمة اليمن أشبه بقرية قديمة.

واضطرت كثير من الأسر، في صنعاء، للاعتماد على "الحطب" بشكل رئيسي في إعداد الطعام، إضافة إلى مخلفات الأخشاب والكراتين وروث الحيوانات، بعد قيام ميليشيا الحوثي بإخفاء الغاز المنزلي، ومنع المقطورات من دخول صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.

وانتشرت أسواق بيع الحطب في أرجاء العاصمة صنعاء، بأعداد تقترب من أعداد محطات بيع الغاز، نظرا للاحتياج الكبير لدى الأسر في ظل انعدام الغاز من الأسواق.

واستغل تجار الحطب أزمة الغاز المنزلي لرفع أسعار الحطب، حيث قفز سعر حزمة الحطب من 700 إلى 2000 ريال، وفق إفادات سكان محليين لنيوز يمن.

الحوثية تشجع استبدال الغاز بالحطب

وسبق وطالب قادة الميليشيا الحوثية، الشعب اليمني، بالاستعاضة عن استخدام الغاز المنزلي الذي خلت منه أسواق العاصمة صنعاء بالحطب، مؤكدين أن استخدام الحطب سيوفر الآلاف من فرص العمل للخبازين والخبازات، على حد قولهم.

وقال القيادي الحوثي محمد شرف الدين، تعليقا على أزمة الغاز: "من المصلحة العامة إعادة أسواق الحطب، وإيجاد فرص عمل لعشرات الآلاف من المحبطين، وعشرات آلاف الفرص لصناعة التناوير (الفرن التقليدي)".

وأضاف: "لو رفض النساء استخدام التنور ستتوفر عشرات الفرص للخبازين والخبازات".

وقوبلت هذه الدعوات باستهجان من السكان، الذين حملوا الميليشيا الحوثية المسؤولية الكاملة عن اختفاء المشتقات النفطية والغاز من الأسواق، وتحويلها إلى السوق السوداء لاستفادة قادة الجماعة منها ماليا وتحقيق الثراء على حساب معاناة الشعب.

وتجاوز سعر اسطوانة الغاز المنزلي، في العاصمة اليمنية صنعاء، سقف الـ7 آلف ريال، وهو سعر باهظ مقارنة بالقدرات الشرائية المتردية لليمنيين في ظل انقطاع كلي للرواتب لأكثر من عام ونصف العام في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.

وتباع أسطوانة الغاز المنزلي في السوق السودار ب (8 آلاف ريال) فيما تكاليف الاسطوانة الواحدة لا تتجاوز (1200) ريال.

وتشهد المحطات الخاصة القليلة التي توفر أسطوانات الغاز طوابير طويلة ويضطر اليمنيون للانتظار أمامها ساعات طويلة.

استخبارات الحوثي تمنع دخول مقطورات

ويتهم سكان في العاصمة، ميليشيا الحوثي بافتعال هذه الأزمة، بهدف بيع الغاز بالسوق السوداء وجني أرباح خيالية من وراء ذلك.

وفي وقت سابق، أكد برلماني يمني، بأن جهاز الاستخبارات (الأمن السياسي)، الخاضع لسلطة ميليشيا الحوثي، في العاصمة صنعاء، يمنع دخول مقطورات الغاز المنزلي إلى المحافظات، وفق معلومات كشفها عضو في مجلس النواب.

وأكد عضو البرلمان، أحمد سيف حاشد، بأن الأمن السياسي، يمنع دخول مقطورات مادة الغاز المنزلي، إلى المحافظات الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، وسط حالة احتياج السكان الشديد لمادة الغاز.

وقال النائب حاشد، إنه عرف الأمر لحظة وجوده (السبت) في مكتب النائب العام في صنعاء.

وبحسب البرلماني أحمد سيف حاشد، فقد تواصل النائب العام بمدير أمن محافظة عمران، لسؤاله عن سبب احتجاز مقطورات الغاز، فأجاب الأخير بأن الأمن السياسي هو من يحجز القاطرات.

وأشار أن أحد تجار البترول شكا للنائب العام احتجاز قواطره، وحين سأله الأخير عن الجهة التي تحتجزها قال: "لا مشكلة في الإدخال من مارب.. المشكلة عندنا“.

وتساءل النائب حاشد، في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي في فيسبوك، عن ماذا فعل ويفعل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بشأن أزمة الغاز وإدخال الشحن الملوثة وافتعال الأزمات المتلاحقة“؟!