حقد الحوثي على صالح... انتقام للإمامة والتمرُّد (2-2)

السياسية - Saturday 02 June 2018 الساعة 01:17 am
سمير الصنعاني ، نيوزيمن، تقرير خاص:

من القتل إلى محاولات طمس التاريخ 
منذ إقدام مليشيات الحوثي على اغتيال الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق، رئيس المؤتمر الشعبي العام، وهي تسعى، جاهدة، لتنفيذ خطة ممنهجة تحاول طمس وإزالة تاريخ صالح مستخدمة كل الوسائل والسبل لذلك.

وعلى غرار ما فعلته حركة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) عقب وصولها إلى السلطة بعد فوضى 2011م وسعيها لطمس تاريخ صالح من خلال سيطرتها على وسائل الإعلام الرسمية وإنتاج خطاب سياسي وإعلامي رسمي مليئ بالأكاذيب حول صالح وتاريخه وإنجازاته، عمدت المليشيات الحوثية، هي الأخرى، إلى انتهاج نفس الأسلوب بمحاولة طمس تاريخ صالح منذ اليوم الأول لسيطرتها على مؤسسات الدولة في العام 2014م.

الخطاب السياسي والإعلامي الرسمي للمليشيات الحوثية نهج نفس المضمون الذي استخدمه الإصلاح تجاه صالح من حيث فبركة أكاذيب وافتراءات تجاه نظام صالح من خلال الإعلام الرسمي.

وعلى الرغم من أن صالح أعلن وقوفه مع حركة الحوثي في مواجهة الحرب التي شنها التحالف على اليمن في مارس 2015م، إلا أن المليشيات الحوثية ظلت تمارس ذات النهج تجاهه سواءً من خلال منع ظهوره نهائياً عبر وسائل الإعلام الرسمية، أو من خلال استخدام هذه الوسائل في مهاجمته وتوجيه اتهامات له سواءً بشأن الحروب التي خاضها ضد تمرد الحركة، أو بشأن بعض مواقفه السياسية وانتقاداته لأساليب وطريقة إدارة المليشيات لمؤسسات الدولة.

وعلى نفس المنوال مارست وسائل إعلام المليشيات وناشطوها وإعلاميوها حملات استهداف وإساءات متعمدة وممنهجة ضد صالح ومواقفه السياسية، وضد حزبه المؤتمر الشعبي العام وقياداته، قبل أن يصل الأمر إلى تكفيره رسمياً ببيان صادر عن مليشيات الحركة (اللجان الشعبية) والذي تضمن تهديداً صريحاً لصالح بالقتل، وهو ما تم تنفيذه من قبل المليشيات بعد أقل من أربعة أشهر على ذلك البيان.

ومنذ اغتيالها للزعيم صالح، تواصل المليشيات محاولاتها المستميتة لاستهداف ومحاولات طمس تاريخ الرئيس الشهيد صالح والتي بدأت بإصدار بيانات زعمت فيها أن موقفه تجاهها وإعلانه الانتفاض ضد حكمها وفضح مشروعها الذي يستهدف الثورة والجمهورية بأنه كان خيانة وطنية وانحيازاً إلى صف العدوان الخارجي، وامتد الأمر إلى سيطرتها ومصادرتها لكل ما يتعلق بأرشيف الرئيس وتاريخه سواءً في مؤسسات الإعلام الرسمية أو في وسائل الإعلام التابعة للمؤتمر وعلى رأسها قناة اليمن اليوم التي تعمدت المليشيات مصادرة ونهب إرشيفها الوثائقي الخاص بالشهيد صالح وتاريخه.

وعلى الرغم من سماح المليشيات المؤقت لقيادات المؤتمر الشعبي العام بوصف زعيمهم صالح بالشهيد ورفع صوره وصور رفيقه الشهيد عارف الزوكا في الاجتماعات التي تلت أحداث ديسمبر، إلا أن المليشيات سرعان ما ضاقت ذرعاً بإصرار القيادات المؤتمرية على وصف زعيمها بالشهيد ورفع صوره، حيث تعمدت المليشيات على منع وصفه بالشهيد في قناة اليمن اليوم التي باتت تعمل تحت إشرافها.

وعلى ذات النهج مارست المليشيات الحوثية ضغوطاً على بقية وسائل إعلام المؤتمر وعلى رأسها صحيفة الميثاق الناطقة باسم الحزب والتي أرغمت على إزالة صورة صالح من صدر صفحتها الأولى ومنع نشر اسمه أو صوره في أي مواد إعلامية وممارسة رقابة مشددة عليها قبل الطباعة، وهو ما تم في العدد الأخير الذي أصرت المليشيات على رفض طباعته إلا بعد إزالة المادة الإعلامية التي كانت تتحدث عن المحطات التاريخية لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية والمرفقة بصورة للزعيم صالح وعلي سالم البيض.

وفي إطار سعيها لمنع المؤتمر الشعبي العام من إحياء تاريخ مؤسسه وزعيمه ورئيس الجمهورية السابق علي عبدالله صالح، عمدت المليشيات إلى ممارسة التهديد ضد قيادات المؤتمر ومنع الاجتماعات التنظيمية التي تتضمن قراءة الفاتحة على روح الشهيد صالح ورفع صوره، كما حدث حين أقدمت مليشيات الحوثي على اقتحام اللقاء التنظيمي للمؤتمر بمحافظة حجة قبل أكثر من شهر وإزالة صور الشهيدين الزعيم صالح وعارف الزوكا، وهو نفس التصرف الذي قامت به المليشيات في معهد الميثاق التابع للمؤتمر قبل شهر ونصف أيضاً.

وتواجه قيادات المؤتمر صعوبة في إقامة أمسيات رمضانية تنظيمية في العاصمة والمحافظات خاصة بعد التهديدات التي تلقتها من مليشيات الحوثي بشأن رفع صور الشهيدين صالح والزوكا وصولاً إلى اعتقالها لبعض قيادات المؤتمر على خلفية الأمسيات، كما حدث مع نائب رئيس فرع المؤتمر في الدائرة الثامنة عشرة بأمانة العاصمة عامر رفيق الذي اعتقل من قبل مليشيات الحوثي عقب إقامة أمسية رمضانية لفرع الدائرتين الثالثة والثامنة عشرة بالعاصمة.

مساعي المليشيات الحوثية امتدت، أيضاً، إلى تغيير أي شيء يحمل اسم صالح، كما حدث مع جامع الصالح الذي تم تغييره إلى مسمى جامع الشعب، وهو نفس الإجراء مع مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية التي وعلى الرغم من كونها مؤسسة مدنية إلا أن المليشيات الحوثية سارعت للسيطرة عليها وتغيير اسمها إلى مؤسسة الشعب الاجتماعية للتنمية وتحويلها إلى مؤسسة يتم استغلالها وصرف مساعداتها التنموية والخيرية للمليشيات الحوثية بعد أن كانت مؤسسة تقدم خدماتها لكافة المواطنين وعلى مستوى محافظات الجمهورية خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك.

مدن الصالح السكنية هي الأخرى لم تسلم من ممارسات المليشيات الحوثية التي تعمدت تغيير مسمياتها وتحويلها من مدن سكنية لصالح الشباب والموظفين إلى مقرات لمليشياتها أو سجون مكتظة بالمعتقلين من معارضيها كما هو الحال في مدينة الصالح السكنية في محافظة تعز.

وبغض النظر عن تقييم تاريخ الرئيس السابق للجمهورية الشهيد علي عبدالله صالح وفترة حكمه سلباً وإيجاباً، إلا أن المؤكد أن ما تمارسه مليشيات الحوثي بحقه والذي تجاوز الاغتيال إلى محاولات طمس اسمه وتاريخه يقدم دلائل واضحة تكشف حقيقة المشروع الانتقامي لهذه المليشيات ضد كل ما له علاقة بالثورة والنظام الجمهوري ومنجزاتهما باعتبار أن تاريخ صالح هو جزء من تاريخ النظام الجمهوري في اليمن بسلبياته وإيجابياته.

اقرأ ايضا:

حقد الحوثي على صالح... انتقام للإمامة والتمرُّد (1-2)