مليشيا الحوثي تمتهن نازحي الحديدة في منافذ المحافظات المحررة

المخا تهامة - Tuesday 26 June 2018 الساعة 07:33 pm
تعز، نيوزيمن، تقرير خاص:

منذ مطلع الشهر الجاري نزحت آلاف الأسر من مدينة الحديدة على وقع المعارك الدائرة بين المقاومة المشتركة، المسنودة بالتحالف العربي، والمليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

وتوزعت حركة النزوح من مدينة الحديدة باتجاه صنعاء وإب وسط البلاد، واستقر آخرون في القرى المحيطة بالمدينة، فيما نزح البعض إلى المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، لكنهم تعرضوا لكل أشكال المعاناة والامتهان من قبل مليشيا الحوثي على منافذ تلك المناطق والتي لاتزال تحت سيطرة المليشيا ومنها منطقة الراهدة الواقعة جنوب مدينة تعز.

نقاط الحوثيين.. وجع آخر لنازحي الحديدة

تشهد منطقة الراهدة بمحافظة تعز جنوب غربي البلاد انتهاكات إنسانية تقوم بها المليشيا الحوثية بإيقاف مئات الأسر النازحة ومنع وصولها إلى مدينة عدن أو لحج.

وتحتجز المليشيا الحوثية مئات الأسر من الأطفال والنساء منذ عدة أيام بلا زاد أو ماء أو مأوى، وتمارس بحقهم كل صنوف الابتزاز والقهر.

ويتعرض النازحون لابتزاز واستغلال من مشرفي المليشيا حيث تطلب من الأسر التي تضم النساء والأطفال دفع مبالغ مالية مقابل السماح بمرورهم فيما تمنع بقية الفئات من المرور باتجاه عدن.

أيام بلا زاد أو مأوى.. وإتاوات للمليشيات

يفيد أحد النازحين المحتجزين على مدخل الراهدة ويدعى أبكر حسن لـ"نيوز يمن"، بأن ميليشيا الحوثي منعته وأسرته المكونة من 7 أفراد أغلبهم أطفال من المرور باتجاه عدن، وتحتجزهم على مدخل مدينة الراهدة منذ 3 أيام بدون زاد ولا مأوى.

ويضيف، أن الميليشيا تطالبهم بدفع مبالغ مالية كبيرة عن كل فرد من الأطفال أو النساء حتى يسمح لهم بالمرور.

ويقول أبكر إنه ظل وأسرته بلا أكل أو شرب ليومين تحت حر الشمس والأمطار، لافتاً إلى أنه كان يحوز مبلغ 8 آلاف ريال ما يعادل 15 دولاراً مقابل إيجار النقل إلى عدن لكنه اضطر لدفعها للمليشيات الحوثية عبر سماسرة من سائقي باصات النقل المتوسطة التي تقلهم حتى يسمح لهم بالمرور حيث فرضت على كل فرد دفع مابين ألف إلى ألفي ريال.

ويؤكد أبكر أن أغلب الأسر المحتجزة لاتملك المال وأنها قامت بدفع كل ما تحوز لملاك الباصات التي قامت بنقلهم من الحديدة، كما تعرضوا من سائقي تلك المركبات لاقسى أنواع الابتزتز والاستغلال كما يشكون من امتهان السائقين لهم.

وأوضح أن تكلفة نقل الراكب الواحد من محافظة الحديدة إلى عدن وصلت إلى 20 ألف ريال وأنهم قاموا بدفعها لكنهم بالنهاية لم يمروا بسلام بسبب المليشيات.. ويقول أبكر: "اضطررنا إلى دفع المبلغ كي ننجو بأرواحنا وأهلنا وأسرنا من المقذوفات والحوثيين".

إبراهيم فتيني، وهو أحد النازحين، يقول لـ"نيوز يمن"، إنه أجبر على مغادرة منزله في مدينة الدريهمي مع تصاعد المعارك هناك لكنه لا يملك المال أو الطعام وأنه ينتظر أن يفرج عنهم الحوثيين من نقطة الراهدة ليتوجهوا إلى عدن.

وقال، "نحن فقراء وغالبيتنا إما عمال بالأجر اليومي أو عمال بمصانع بأجور زهيدة أو سائقي دراجات نارية، لذلك لا نملك المال الكافي لمواصلة الحياة سوى انتظار ما تجود به المنظمات الإنسانية.

عبدالله وزوجته وأربعة من أطفاله أسرة أخرى من مئات الأسر على الأقل نزحت من الحديدة باتجاه عدن، تحتجزها المليشيا الحوثية على مداخل مدينة الراهدة جنوب تعز وتمنع مرورهم باتجاه العاصمة المؤقتة عدن ويعيشون حالة من الخوف والجوع وقبح ممارسات المليشيات بحقهم.

يقول عبدالله لـ"نيوز يمن"، إنه منذ أن غادر وأسرته منزلهم في حي شمسان بالحديدة، تشتت الأفراد الآخرون من أبنائه وإخوانه وأحفاده واختفوا دون أن يعلم ما هو مصيرهم.

ويضيف عبدالله، "اتجهنا نحو عدن وأخذت معي 4 من أطفالي الصغار ولا أدري أين 2 من أبنائي وأخي الأصغر وقد نزحنا من الحديدة إلى مدينة الجراحي (بلدة تقع شرق مدينة الحديدة) وهناك ركبنا باصا متوسطا نحو عدن وتم احتجازنا ومئات آخرين من قبل الحوثيين في نقطة الراهدة وما فكونا إلا بعد أن دفعنا لهم ما تبقى لدينا من فلوس وظللنا يومين بلا أكل".

ويتحدث حسن صغير، أحد النازحين العالقين في نقطة المليشيات في مدينة الراهدة لـ"نيوز يمن"، قائلا: "نحن لانملك أي شئ وليس لدينا المال لندفع للحوثيين حتى يسمحوا لنا بالمرور باتجاه عدن، ولايوجد لدينا أي مقومات للنزوح، ونحن ننتظر أن يكون لنا دعم إنساني من المنظمات الإنسانية.

فصول من المعاناة وقسوة المليشيات في تعاملها اللاانساني مع أناس اذاقتهم الجوع والويل بحق أهالي الحديدة على مدى أكثر من 3 سنوات منذ استيلائها على المدينة الساحلية لتبدو على وجوههم المنهكة وعيونهم الذابلة وخطاهم الوئيدة في البحث عن لقمة تسد الرمق وشربة ماء تعيد لهم الحياة، وهروبا من جحيم المليشيات الحوثية المدعومة من إيران التي تمارس بحقهم صورا أخرى من التعذيب والامتهان بعد خروجهم من مدينتهم وعلى منافذ المدن المحررة دون وازع أخلاقي أو ديني بحق الإنسان اليمني.