مواطن يعثر بالصدفة علی 28 نقشاً خشبياً بخط الزبور اليماني في دوعن حضرموت

متفرقات - Wednesday 27 June 2018 الساعة 08:24 pm
المكلا، نيوزيمن:

عثر مواطن يمني، بالصدفة، علی مجموعة أثرية تضم 28 نقشاً خشبياً بخط الزبور اليماني في هضبة دوعن.

وأعلن فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بحضرموت، اليوم، بانه تسلم النقوش الأثرية من المواطن الذي عثر عليهن.

ونقلت وكالة سبأ عن مدير عام فرع الهيئة الدكتور أحمد هادي باحارثة قوله، "إن الهيئة تسلمت تلك النقوش من مواطن عثر عليها بالصدفة في هضبة دوعن وقام بتسليمها لفرع الهيئة بالمكلا".. معرباً عن شكره وتقديره للموطن الذي قام بتسليم تلك النقوش.

مدير دائرة الآثار بفرع الهيئة بالمكلا رياض باكرموم قال من جانبه، "إن هذه النقوش معروفة بالنقوش الزبورية المكتوبة بالخط الشعبي".. موضحاً أن هذه النقوش كانت توثق المعاملات التجارية اليومية وهي نموذج نادر جدا في جنوب الجزيرة العربية.

واعتبر باكرموم أن العثور على عدد 28 نقشا في مجموعة واحدة وبمكان واحد يعد اكتشافا اثريا مهما جدا ويعد الأول من نوعه في حضرموت.

وأوضح أن هيئة الاثار بدأت العمل في أرشفة وترقيم وتوثيق النقوش ودراستها استعدادا لنشرها للمهتمين بحضارة جنوب الجزيرة العربية ومن ثم عرضها ضمن معروضات متحف المكلا ليتمكن الجمهور من مشاهدتها والاطلاع عليها.

ويعد خط الزبور والذي يسمی خط المُسند نظام كتابة قديم تطور في جنوب الجزيرة العربية، معظمه في اليمن، وشمال القرن الأفريقي قرابة القرن التاسع - العاشر قبل الميلاد.

كما يعد هذا الخط وفقا للمؤرخين الأثريين أحد ضروب الكتابة العربية في اليمن ويسمّيه المستشرقون الخط التذكاري أو النصبيّ.

وأغلب اللقی الأثرية لهذا الخط وجدت في نقوش مكتوبة على الحجر أو المعدن يرجع أقدمها إلى القرن الثامن ق.م.

وكان نظام الكتابة الغالب لشبه الجزيرة العربية وهو خط منفصل الحروف يتألف من 29 حرفاً من الصوامت ويطابق في أصواته وعدد حروفه خطّ العربية الفصحى، ويزيد عليه حرفاً (سامخ) يسمّيه الباحثون السين الثالثة.

ويُكتب المسند من اليمين إلى اليسار إلا في نقوش المرحلة المبكرة حيث يُكتب فيها بطريقة خط المحراث؛ فيكون اتجاه الكتابة في الأسطر الوترية من اليمين إلى اليسار وفي الأسطر الشفعيّة من اليسار إلى اليمين مما يؤدي إلى قلب اتجاه بعض الحروف؛ ليوافق اتجاه الكتابة.

وقد حاول بعض الباحثين أن يجدوا له أصلاً في الأبجدية الكنعانية؛ غير أن التماثل في أشكال الحروف بينهما يقتصر على خمسةٍ فحسب، زد على ذلك الفرق في عددها.

ثم نشأ من هذا الخط أربعة فروع كُتبتْ بها نقوش اللهجات العربية الشمالية، وهي اللحيانية - الديدانيّة في شمالي السعوديّة، والثموديّة والصفويّة في بلاد الشام وشمالي السعوديّة، والأحسائيّة في شرقي السعوديّة، وكتابات "الفاو" في وادي الدواسر إلى الشمال الشرقي من نجران، وتشمل هذه المجموعات الخمس -على خلافٍ بين الباحثين في تصنيف لغتها وخطوطها وتأريخها - زمناً يمتدّ من القرن الخامس ق.م إلى القرن الرابع الميلادي.

وقد حمل اليمنيون المهاجرون إلى الحبشة قبل الميلاد هذا الخط معهم، فأخذته أقدم اللغات الساميّة هناك، وهي "الجعزيّة Ge’ez"، ثم طوّره الأحباش، فحذفوا منه أحرف الثاء والذال والظاء والغين؛ لأنّ هذه الأصوات لا وجود لها في لغتهم، وأضافوا إليه علامات للحركات بطريقة الإلصاق، فصار لكل حرف سبع صيغٍ، وعكسوا اتجاه الكتابة، فأصبح من اليسار إلى اليمين. ثم أخذته الأمهريّة التي أصبحت لغة الدولة في الحبشة في القرن 13 الميلادي، فزادت عليه حروفاً للأصوات غير المعروفة في الساميّة وعدّلت فيه بعض التعديل، اليوم، تعد إثيوبيا الدولة الوحيدة التي تستخدم أبجدية متطورة مباشرة عن هذا القلم.

كان من خط المسند نوع يكتب الحروف الصغيرة سمي خط الزبور. كما اكتُشف في بلاد الرافدين وشرقي الجزيرة العربية شكل آخر من أشكال هذا الخط، وقد سمّى بعض الباحثين نقوشه العويصة المُبهمة المكتوبة على الأختام والأحجار الكريمة التي يرجع أحدها - فيما يبدو- إلى القرن السادس ق.م "العربية الأولى" Proto-Arabic، في حين سمّاها آخرون "الكلدانيّة".

وتراجعت أهمية الخط بعد اعتناق الحميريين للمسيحية وهيمنة الأبجدية السريانية على أجزاء واسعة من شبه الجزيرة العربية أواسط القرن الميلادي الرابع.