من "مطارح نخلا" إلى بيحان والبيضاء والبقع.. حرب "مراد" ضد "ذراع إيران"
السياسية - Thursday 28 February 2019 الساعة 05:19 pm
في 18 من سبتمبر 2014م، وفيما كانت لا تزال الأطراف السياسية اليمنية منقسمة في تصورها للتمدُّد الحوثي، حسمت قبائل مأرب أمرها، مؤسسة "مطارح نخلا" كأول تنظيم قبلي تعامل مع الحوثي بوصفه "طرفاً مناطقياً طائفياً" يسعى للاستيلاء على السلطة والوطن.
كانت المطارح، التي بدأت في الطريق الرابط بين مأرب والجوف وصنعاء، مخططاً قبلياً للتضافر في مواجهة الخطر المدعوم من إيران والقادم من "مران".
وحينما حاول الحوثي اقتحام محافظة مأرب عبر إحدى مناطق قبيلة مراد المحاذية للبيضاء، استنفرت قبيلة مراد معلنة النكف القبلي، وحشدت عدتها وعتادها لمواجهته، واستماتوا على حدودها حتى تم كسر العدوان الحوثي وتراجع عن طيشه.
لقد كانت مطارح نخلا والسحيل والوشحا ونجد المجمعة وحريب... وغيرها، النواة الأولى للمقاومة الشعبية ضد جحافل الحوثي، وحائط الصد للدفاع عن أسوار مأرب من ميليشياته، وأول رد فعل قبلي مناهض للانقلاب الحوثي على الدولة والشعب؛ وعمل على تأسيس تلك المطارح عدد من مشايخ مراد منهم الشيخ عبدالواحد القبلي، إضافة إلى عدد من مشايخ عبيدة وبقية قبائل المحافظة.
لم يقتصر الأمر عند هذا فحسب، بل تفانت تلك القبيلة بعد إطلاق عاصفة الحزم في 26 مارس 2015م في مواجهة مشروع عصابة الحوثي، وحرص أفرادها على الالتحاق بكل جبهة تناهض وتقاوم همجية هذه الجماعة، ولو كانت بعيدة كل البعد عن حدود مديريات هذه القبيلة.
وليس أدل على ذلك من مشاركتهم القوية ووقفتهم المشرفة التي تمخض عنها تحرير جبال البلق والسد والجفينة بمديرية صرواح بمعية الشرفاء والأحرار من أبناء قبائل مأرب وبعض المحافظات الأخرى.
وحينما بدأ العمل على تأسيس الجيش الوطني كانت تلك القبيلة من السباقين للانضواء في ألويته، فمنها نظمت الصفوف وجهزت الكتائب، قبل أن يتم استحداث ثلاثة ألوية عسكرية بقيادة ثلاثة قادة عسكريين من مراد، وجل أفرادها من القبيلة ذاتها، وما إن تم تجهيزها وإعدادها حتى باشرت الدخول إلى أرض المعركة، وقاتلت بكل شراسة في جبهات الجوف وصرواح محققة انتصارات عدة.
أحد تلك الألوية هو اللواء 26 بقيادة اللواء مفرح بحيبح قائد محور بيحان والذي قدم 4 من أبنائه.
كان لبحيبح ولوائه شرف تحرير مديرية حريب ثم بيحان بالكامل بمحافظة شبوة، وصولاً إلى عقبة القنذع على مشارف البيضاء، قبل أن يتمكن مع بقية ألوية بيحان من اقتحامها والوصول إلى الملاجم وفضحة مطلع العام المنصرم.
وفي ذات السياق، كان للواء 103 بقيادة العميد ذياب القبلي نمران، الأدوار البطولية نفسها بدءاً من معارك مديرية صرواح ومروراً بمشاركته المشرفة في جبهة البقع التي أسفرت عن تحرير مناطق وأجزاء شاسعة من مديرية كتاف، ثم إلى علب، قبل أن ينتقل مؤخراً إلى جبهة قانية بمحافظة البيضاء، ويضاف إلى ذلك لواء الشهيد الشدادي بقيادة العميد حسن اﻷجدع، حيث يخوض أشرس المعارك البطولية في جبهة نهم.