ألغام وقناصة وصواريخ حرارية وعقيدة فاسدة.. جريح يضيف لنيوزيمن: وما حرَّرناه منهم ليس سهلاً

المخا تهامة - Sunday 07 April 2019 الساعة 02:35 pm
القاهرة، نيوزيمن.

"سوف تتعب الحرب من جهلنا يا فتى..
سوف تنجو بفعلتنا
نحن أهل لها وبها سوف نفنى"!

"ع. ع. عقلان" في الثلاثين من العمر، خريج الكلية الحربية تخصص نزع ألغام، دخل متطوعاً، كوَّن له فريقاً، حسب قوله، وبدأ العمل.

كان حجم الألغام والعبوات المزروعة، وأشكالها وطرق وضعها في الأماكن والطرقات مفاجأة بالنسبة له.

يقول: لأول مرة أواجه عملاً كهذا عموماً وبهذا الشكل، الحوثي سلاحه الأول هو الألغام، ثم يأتي بعد ذلك القناصة، ثم الصواريخ الحرارية التي تصيب العربات والمركبات.

"ع. ع" يحكي مآسي الضحايا في "جبهة البقع"، وطرق الدفاع والهجوم، وبرغم الجهود التي تبذل إلا أن هناك عوامل وظروفاً تعيق التقدم.

يؤكد أن ما وصل إليه المقاتلون وأخذوه من بين فكي "جماعة الحوثي" ليس بالقليل ولا بالسهل، سواءً في البقع أو جبهات صعدة عموماً وحجة، أو في الساحل.. فهو بحد ذاته انتصار كبير، وجاء بعد تضحيات جسيمة وعظيمة.

فقد "ع. ع" الكثير من رفاق العمل معه، ومن الأصدقاء. يقول: كنا نمشّط الأماكن ثم نتقدم، أحياناً يأتي الحوثيون بعد التمشيط يتسللون ويزرعون عبوات جديدة، وهذا لحظناه ذات يوم من خلال أثر خطواتهم بين الرمال، وجدنا أثر دعس أقدام صغيرة كأنها لمقاتل صغير، تسلل إلى المكان بعد المراقبة وزرع العبوة. وأوضح: في هذه العملية فقدت أعز الأصدقاء بعد أن كانوا عائدين من مناطق متقدمة.

قصته مع الإصابة بدأت من اكتشافه عبوة تزن "أربعين كجم"، بعد التعامل معها يقول لم نكتشف أنها مرتبطة بقنبلة صغيرة، والتي انفجرت لتصيبنا جميعاً، فقدت بصري لأيام، جلست بالمستشفيات السعودية شهوراً، تم زرع قرنية لعيني اليمنى، وبعد سفري إلى مصر، زرعت قرنية لعيني اليسرى وسرعان ما فقدت الرؤية تماماً باليمنى، لأن العملية السابقة تم عملها وما زالت هناك شظايا بسيطة لم يتم استخراجها.

أنا اليوم أسابق الزمن لاستعادة بصري من خلال عيني اليمنى، وأنا على موعد مع الطبيب الجراح في منتصف أبريل الجاري، وقد أجريت كافة الفحوصات اللازمة.

يحدثك "ع. ع" عن الحرب وبشاعتها وخبث الحوثيين ولؤمهم، وحجم العشوائية أحياناً في إدارة المعارك، والتغييرات التي تحدث بين القادة، ونتائجها السلبية.

يؤكد على أن الحرب -أي حرب- ليست نزهة. يقول، نحن أمام جماعة مستعدة للحرب والتضحية إلى ما لا نهاية.. أحياناً كان يتم أسر من الحوثيين مقاتلين صغار في السن، وقت التحقيق والاستجواب تعرف مدى التعبئة والحقد، ومدى تأثير هذه الجماعة على أبناء القبائل وحشدهم إلى الجبهات.

الحوثيون حولوا الألغام المُعدة للدبابات إلى ألغام فردية، وصنعوا عبوات تزن 5 و10 و20 و40 كجم.