هكذا وجد 23 شاباً في المخا ضالتهم بالعمل على دراجاتهم النارية

المخا تهامة - Tuesday 23 April 2019 الساعة 02:33 pm
المخا، نيوزيمن:

منذ أن فروا من مدينة الحديدة قبل عام مضى نظراً لقلة الأعمال، فيها والمضايقات الحوثية المستمرة وجد ثلاثة وعشرون شاباً من المخا كمدينة جديدة يعيدون فيها حياتهم بأفضل مما كانوا عليها.

وعلى دراجاتهم النارية يبدأون عملهم من الثامنة صباحاً حتى موعد الظهيرة، ومن الثالثة عصراً حتى الثامنة مساءً، في نقل الركاب إلى مقاصدهم ووجهاتهم التي ينشدونها، ويتقاضون مقابل ذلك أجورهم التي يرسلونها نهاية كل شهر إلى ذويهم في منطقة الجمعة التي ينتمون إليها.

إنهم خليط بين طلاب لم يكملوا التعليم الجامعي والثانوية العامة ممن ينتظرون الفرصة المواتية التي تمكنهم من الالتحاق بالجامعات وقد باتوا مثالاً رائعاً للشباب الذين يشقون طريقهم بأنفسهم لكسب الرزق.

يقول حمير المنصوب، كنا في الحديدة لا يحصل الواحد منا على ألف وخمسمائة ريال في اليوم، فكل الركاب يدفعون مائة ريال عن كل مشوار مهما بلغ بُعده، مما جعلنا نفكر في الذهاب إلى مكان آخر.

يضيف المنصوب، الوضع الاقتصادي سيء لجميع سكان الحديدة، ولهذا نادراً ما تجد شخصاً يركب الدراجة النارية هناك.

أما رياض مراد، فيرى أن الانتعاش الاقتصادي الذي تشهده المخا كان مغرياً للانتقال والعمل فيها، وقد وفقنا في ذلك.

يضيف، إن إقبال المواطنين على ركوب الدراجات النارية يزداد يوماً بعد آخر، نظراً لسرعتها وسلاستها في تجاوزها الازدحام المروري، مما تمنح الراكب الثقة في إيصاله إلى وجهته بالسرعة المطلوبة.

ويوافقه الرأي نسيم المنصوب بقوله إن المواطنين يفضلون استخدام الدراجة لما تتمتع به من خصائص منها السرعة في إيصاله إلى الجهة التي يريدها وصغرها الذي يتيح لها اجتياز الازدحام المروري.

شعور بالرضا

يشعر هاني البريق، وهو شاب في الخامسة والعشرين من عمره، بالرضا للعمل الذي يقوم به، من أجل تدبير تكلفة زواجه القادم.

يقول إن الانتعاش الذي تشهده المخا والحركة الاقتصادية المتسارعة جعلتها مكاناً جيداً للعمل فيها مقارنة بمدينة الحديدة التي تراجعت فيها الأعمال إلى مستويات متدنية.

والسبب، بحسب المنصوب، يعود إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة التي أوجدتها مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، وجعلت المدنيين فيها يغالبون أوضاعهم المزرية بصمت.

وفي المخا وجد الشبان فرصتهم في الكسب، فمعدل الربح اليومي يتراوح بين 4000 و9000 ريال يومياً، وهو مبلغ متميز إذا ما قورن بعملهم السابق في الحديدة.

بعض هؤلاء الشبان يعملون من السبت حتى الأربعاء على دراجتهم النارية ليسافروا إلى مسقط رأسهم ولقاء أسرهم، وقضاء وقت ممتع معهم يومي الخميس والجمعة.

يقول محمد الدجاف: "صحيح أن العمل على الدراجة النارية متعب؛ نظراً لأشعة الشمس التي يتعرض لها السائق طيلة اليوم، لكنه يظل عملاً متميزاً كونه لا يلزمنا بدوام معين أو بوقت محدد للعمل.

يضيف: الدراجة النارية لا تستهلك كثيراً من البنزين وقطع غيارها أرخص مقارنة بباصات نقل الركاب، ولذا تتيح للعاملين عليها هامشاً جيداً من الربح، كما تتيح لهم زيارة أهاليهم دون تكلفة مالية.

والشباب ال 23 جميعهم من منطقة الجمعة، ويتمتعون بعلاقة قرابة أسرية، ومصدر رزقهم العمل على الدراجات النارية.