“الأجيال” والتعليم الخاص في المخا.. ناظمة صالح لـ”نيوزيمن”: نخصص مقاعد حتى لجيران المدرسة وهدفنا خدمة التعليم

المخا تهامة - Friday 17 May 2019 الساعة 03:46 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

بدا كل شيء هادئاً في مدرسة أجيال المخا الأهلية إلا من بضع شابات وشخص كان يجلس خلف شاشة كمبيوتر للتدقيق على ما يبدو في حسابات مالية، فموعد الزيارة أتت في وقت انتهى فيه الفصل الدراسي والطلاب أكملوا أداء امتحانات نهاية العام.

في المخا المدينة، هناك مدرستان للتعليم الخاص، كلاهما مشروعان لامرأتين: الأهلية لقاهرة الهلالي، والأجيال لناظمة صالح، ولم تعرف المخا التعليم الخاص إلا خلال الأعوام الأربعة الأخيرة.

قالت ناظمة صالح لـ”نيوزيمن"، إن مدرستها بدأت العام 2016، وتتذكر التأسيس قائلة: تأسيس مدرسة خاصة والتعامل مع الطلاب تجربة لم تعشها من قبل، وهي لم تدرك في الواقع مدى صعوبة التعامل مع أطفال يبلغ عددهم نحو 300 طالب وطالبة جميعهم يتواجدون داخل مبنى مكون من طابقين.

ورغم ظروف الحرب التي شهدتها المخا مع محاولة الحوثيين السيطرة على اليمن بقوة السلاح، قبل طردهم منها هددت الظروف المدرسة بالتوقف، وتقول ناظمة: “واجهت المدرسة عند إعادة افتتاحها مرة ثانية صعوبة في الاستمرار في ظل نزوح السكان وانقطاع مشروع المياه والكهرباء، فضلاً عن تضاعف النفقات المالية بعد أن خسرت المدرسة نصف طلابها إثر نزوحهم مع أهاليهم إلى مناطق أخرى”.

ولتجنب ذلك اتخذت إدارة المدرسة قراراً بتخفيض الأجور الشهرية لطاقم التدريس، كما لجأت إلى الاستدانة لشراء الكتب والأدوات القرطاسية والأثاث الذي تحتاج إليه، وهي طريقة جعلتها تتجاوز الصعاب التي كانت تهدد بإيقافها.

وفي العام 2018 شهدت المدرسة إقبالاً فاق التوقعات بعد عودة أغلب الطلاب من مناطق نزوحهم لدرجة أنها رفضت استقبال 200 طالب بعد بلوغ الحد الاستيعابي الأقصى والمقرر ب340 طالباً وطالبة.

يعود الجزء الأهم من ذلك النجاح إلى الإصرار الذي أبدته إدارتها عند تأسيسها في خلق نظام تعليمي مع امتلاكها مبنى خاصاً جنبها ويلات الدخول في خلافات مع المالكين حول الإيجارات السنوية ومسألة رفعها.

يدير المدرسة طاقم تعليمي مكون من 29 مدرساً ومدرسة وتخصص المدرسة أربعة عشر مقعداً مجانياً للأيتام والفقراء، فضلاً عن ثمانية مقاعد لأبناء الشهداء، وثلاثة مقاعد أخرى خصصت لجيران المدرسة من الفقراء ويتم التفاضل فيما بينهم عند اختيارهم وفقاً لمعايير خاصة.

وفي ضوء المؤشرات الإيجابية تسعى المدرسة إلى إنشاء مبنى جديد يكون أكثر اتساعاً من المبنى الحالي من أجل استيعاب عدد أكبر من الطلاب وهو توجه يعبر عن نجاح المرأة.

تقول ناظمة، إن كل امرأة تشق طريقتها في الحياة ستحظى بالنجاح لطالما قررت، أما أن ترضخ لما يقوله الناس فإنها تصنع الفشل لنفسها بكل بساطة.