أسئلة الصيف أمام محطة كهرباء المخا: 500 اسم في كشوف المحطة.. الإيرادات إلى تعز والنفقات من عدن وعمرها الافتراضي منتهٍ (حوار)

المخا تهامة - Friday 05 July 2019 الساعة 08:53 am
المخا، نيوزيمن، حوار خاص:

قال نائب مدير المحطة البخارية، باجل جعفر الشميري، إن المحطة قادرة على إنتاج 130 ميجا وات، لكن ما يحول دون وصول التيار لمستحقيه هو التدمير الذي طال أبراج وخطوط نقل الطاقة.

وأضاف، إن عدم وجود محول ذي قدرات عالية لمدينة المخا وضواحيها، ووضع الشبكة الداخلية السيء، والتوصيل العشوائي جعل المحطة غير قادرة على تحمل الطلب الزائد في الطاقة والذي ارتفع من1 ميجا إلى عشرة ميجا وات في الوقت الحالي.

ووصف وضع الوحدات الإنتاجية للمحطة بالسيء بعد توقفها لمدة سنتين عن العمل بسبب مليشيات الحوثي، لكن الأسوأ منها هي الوحدة الثالثة.. ولكي تستقر الكهرباء لمدينة المخا والمناطق التي سنمدها بالتيار ينبغي عمل صيانة أخرى لوحدات المحطة البخارية، ما لم ستظل المشكلة كما هي.. فإلى نص الحوار:

* نائب مدير المحطة البخارية، باجل جعفر الشميري

▪ في كل مرة تخرج إحدى وحدات المحطة البخارية عن الخدمة، هل لتهالك المعدات أم لعدم اهتمام المهندسين مع أن المناطق التي يغطيها التيار قليلة جداً؟

خروج الوحدات بسبب أعطال، فهناك معدات لم تتغير منذ افتتاح المحطة عام 87م فحسب نصائح وإرشادات الشركة المصنعة يتم عمل صيانة للوحدة كل خمس سنوات أو كل 50 ألف ساعة تشغيل وحتى 100 ألف ساعة تشغيل، لكننا لم نقم بذلك بسبب حاجتنا للكهرباء وضغوط الطلب على الطاقة.. وخلال السنوات السابقة نفذنا صيانة متعددة وترميماً للمعدات المنتهية، لكن نسبتها كانت بسيطة جداً، وخلال 30 سنة يكون العمر الافتراضي للمحطة قد انتهى.

▪ وكيف أعيدت للعمل بعد الحرب؟
تعطلت المحطة أثناء تواجد مليشيات الحوثي في 2015 و2016 وأعيد العمل بالمحطة فور تحريرها في 2017، وقمنا بتلحيم بعض المعدات التي كان يجب تغييرها، لأننا لم نحصل على دعم لا من الشرعية ولا من التحالف لتغيير هذه المعدات المهمة للمحطة.

وتوقف المحطة مدة سنتين كان من الممكن أن تدمر تماماً مع وجود الرطوبة العالية وارتفاع درجة حرارة الجو، ولولا الموظفين من أبناء المخا أمثال رئيس قسم الميكانيك زهير ناجي وغيره من زملائه ممن قاموا بعمل تغطية الأجهزة الحساسة بالمحطة بمادة الشحم لكانت انتهت تماماً، فضلاً عن قيامهم بنوبات حراسة وحافظوا على المحطة من السرقة وتشليح معداتها.

▪ أين تذهب تحصيل فواتير استهلاك المحلات التجارية وإلى أي حساب تورد؟

مؤسسة الكهرباء تنقسم إلى جزئين: الأول، تسمى إدارة التوليد. والثاني، إدارة التوزيع والتحصيل. المحطة مهمتها توليد الكهرباء فقط أما التحصيل فهو مسؤولية منطقة المخا وتذهب لحساب المؤسسة العامة للكهرباء، والمحطة ليس لها أي علاقة بالتحصيل على الإطلاق.
أصحاب منطقة المخا هم من يقومون بجمع التحصيل وتوريدها في حساب المنطقة بتعز، ونحن من نتعب ونولد الطاقة ولا ينال موظفو المحطة أي شيء من الدخل.

▪ ومن أين تتم تغطية النفقات التشغيلية؟

قبل الأحداث كانت مؤسسة الكهرباء تزود المحطة بميزانية خاصة بها تشمل الرواتب والنفقات التشغيلية ومستحقات العاملين الأخرى، لكن بعد ما قمنا بتشغيل المحطة في 2017 حاولنا أن نحصل على ميزانية تشغيلية من الحكومة الشرعية في عدن وتقدمنا بطلب اعتماد 48 مليون ريال شهرياً، لكن رئيس الوزراء السابق أحمد عبيد بن دغر قلصها إلى 50 بالمائة على أن تتولى منطقة كهرباء عدن تزويدنا بالمبلغ نقداً، وخلال الفترة الأخيرة أوقفت منطقة عدن الصرف، وبدأت بالتخلي عنا بحجة عدم قدرتها على التمويل، والآن نحن غير قادرين على تغطية احتياجات نفقاتنا، ونحمل وزارة المالية مسؤولية تعويض النفقات التشغيلية.. وهذه الصعوبات لا نزال حتى الآن نواجهها، ومدير المحطة يتابع ذلك لدى وزارة المالية في عدن من أجل الحصول على النفقات التشغيلية والخروج بحلول دائمة وثابتة، فالعمال لا يتقاضون سوى مرتباتهم دون أي مميزات أخرى مقارنة مع محطة الحسوة والمنصورة وخور مكسر، وهذه المحطات تصرف لعمالها جميع المستحقات من تغذية وإضافات وبدلات وأيضا قطع الغيار والمعدات اللازمة.

▪ توردون أموال الكهرباء لمنطقة تعز وتطالبون بالمستحقات من منطقة عدن..

أنشأت الحكومة في عدن الوحدة الاقتصادية لمتابعة الوحدات الإيرادية، ولكن الكهرباء باستثناء منطقة كهرباء عدن لم تعد تورد أي مبالغ، فالكهرباء باتت خارجة عن نطاق التشغيل تماماً.

ومنذ بداية 2018 انتظمت عملية صرف المرتبات عبر وزارة المالية، وهي الآن تصرف كل ثلاثة أشهر.

كما تزودنا الحكومة في عدن بكميات الوقود اللازمة للتشغيل.

▪ يقال إن تدخل مكتب كهرباء تعز أعاق العمل في تركيب وتشغيل المولد الجديد الذي قدمه الهلال الأحمر الإماراتي كدعم مجاني.. لماذا أخذ كل هذا الوقت؟

ليس صحيحاً، ولكن هناك إشكال حول المحول 20 ميجا، حيث إن المحول كبير وتركيبه في الموقع الحالي لا يتناسب إطلاقاً، ولا بد له من مرافق أو مساعدات كقواطع وحمايات تتناسب مع حجمه، وهذا ما يتم الإعداد له من توفير لهذه المساعدات ومبنى خاص، وهذا يحتاج إلى وقت وصبر للسكان حتى ينعموا بالكهرباء بشكل دائم.. والهلال مشكور يتابع عملية التنفيذ بشكل مستمر من خلال مندوبه في الموقع.

مكتب تعز لم يكن معرقلاً في يوم من الأيام، فهو مهتم بأن يكون العمل سليماً دون حدوث مشاكل، وما يهمه هو زيادة الإيرادات المالية.

▪ هل إجراءات تركيب المحول تتم حالياً وبشكل يومي؟

نعم تتم بشكل يومي فيما يتعلق بإعداد المبنى، والمواد المطلوبة من الشركة يتم متابعة تصنيعها بالخارج.

▪ ماذا عن الأعطال في خطوط نقل الطاقة؟

هناك خطوط نقل الطاقة إلى المدن الكبيرة مثل تعز عن طريق خط البرح، وأخرى إلى باجل عن طريق الجراحي، وهذه الخطوط من أبراج وأسلاك تعرضت للتدمير وسقطت الأسلاك إلى الأرض وتعرضت للسرقة من قبل ضعاف النفوس، وهناك شبكة نقل للطاقة الداخلية للمدن مثل شبكة المخا، والذي يهمنا هنا إصلاحها بشكل جيد، وهذه الشبكة تعاني من فوضى التوصيل وعدم التنظيم، فالتوصيل عشوائي وغير مخطط، ولا توجد فواصل أو سكاكين تفصل بين كل مربع أو حارة بحيث لو حصلت مشكلة مع مربع لا تتأثر بقية الحارات الأخرى، ويبقى تدفق التيار لها، ولكن بنيت بشكل خاطئ.

▪ ألم تحدثوا أي صيانة لشبكات النقل؟

الهلال الأحمر الإماراتي مشكوراً مول وأعطى فرصة ذهبية لإعادة ترتيب الشبكة بعد تحرير المدينة وإصلاحها وتبديل المحولات التي أصبحت متهالكة، وتأسيس شبكة سليمة يبنى عليها، وأغدق عليها بمبالغ كبيرة جداً.. ولكن، للأسف الشديد، أقولها بحرقة، لم تستغل الفرصة، لا أدري هل لقلة الخبرة من قبل المعنيين أم لحصول شيء ما، والله أعلم.

واستمر الوضع على الشبكة القديمة وجرى بعض تحسينها فقط وأصبحنا نعاني من العمل غير السليم إلى الآن، وهذا سيترتب عليه مشاكل مستقبلية للمدينة والقرى المجاورة خصوصاً أن المخا تشهد تطورا عمرانيا واقتصاديا نتيجة نزوح الكثير من المناطق المجاورة لها كالبرح وموزع والوازعية والعديد من المناطق، وكمنطقة مثل المخا تشهد نموا عاليا وأصبحت وجهة لكثير من النازحين والهاربين من سعير حرب المليشيات، وهي زيادة لم تكن متوقعة، ولو قارنا ما بين حاجة المخا من الطاقة قبل ذلك وما تشهده حاليا فإنها كانت تستهلك 1ميجا، لكن مع مجيء أصحاب المصانع والورش والمحلات التجارية وأغلبهم قادمون من البرح زاد الطلب على الطاقة إلى 10 ميجا في حين أن الشبكة غير مهيأة لزيادة الأحمال الجديدة.

▪ المحطة التي كانت تولد الطاقة للجمهورية باتت اليوم عاجزة عن توليد المخا؟

المحطة قادرة على إنتاج طاقة لتزود بها المخا وضواحيها وكذلك مدينة تعز في حال توافرت الظروف لذلك.
لدينا أربع وحدات تربينية وكل وحدة تنتج 35 ميجا عدا الوحدة الرابعة التي تنتج 25 ميجا، أي أن المحطة قادرة على إنتاج 130 ميجا وات، لكن كيف يمكن لنا أن نوزع هذا الكم الهائل من التيار في الوقت الذي تعاني منه خطوط وأبراج نقل الطاقة من التدمير.

مليشيات الحوثي حاولت تدمير كل شيء عند انسحابها وحازت خطوط الطاقة وأبراج نقلها على النصيب الأوفر من ذلك التدمير، وإذا قررنا توزيع الكهرباء إلى تعز فالأبراج معظمها مدمرة وإعادتها يحتاج إلى تكلفة كبيرة وأيضا استقرار أمني.
لكن ينبغي قبل أن نفكر بتوزيع التيار أن تجرى للمحطة صيانة شاملة، وبدون ذلك ستظل المشكلة كما هي الآن.

▪ تقول إنكم قادرون على توزيع الطاقة لكننا نشهد تعطل المحطة فكيف ستوزعون ما تقول إنه فائض وهي تتوقف باستمرار؟

ينبغي أولاً القيام بعملية صيانة شاملة للوحدات، لأن كل وحدة تعمل 6 ساعات، ثانياً بعد احتراق المحول 10 ميجا قبل رمضان، وبسبب انتظار تجهيزات المحول الجديد 20 ميجا، عدنا حالياً لاستخدام المحول القديم الـ5 ميجا، وهذا المحول لا يقدر على تحمل الضغط.

▪ أليست هناك أي حلول يمكن عملها مؤقتاً حتى يتم تجهيز المحول الجديد، فالصيف سيجعل الحياة جحيماً في المخا ما لم تتم معالجة الأمر.. ماذا تقولون للناس؟

الحل في أيدي منطقة كهرباء المخا، وهم يعرفون قدرة المحول القديم 5 ميجا وهذا لا يغطي الاحتياجات فيجب عليهم عزل الأماكن التي تستهلك التيار كالمصانع والورش وحتى المعسكرات واستبدال التشغيل للمعسكرات بمولدات الديزل كون التحالف يمدهم بكمية من الديزل فالمحول الـ5 ميجا لا يغطي كل المناطق، ولذا لدينا الآن خطان شرقي بحمولة 2 ميجا وغربي بحمولة 3 ميجا، المحول لا يقدر على التحمل، ولذا نحن نعول على المحول 20 ميجا والذي من الممكن أن يخرج ثلاثة إلى أربعة خطوط وينبغي إعادة توسيع الشبكة وإجراء الصيانة للمحولات الصغيرة أو استبدال القديمة وغير الصالحة للعمل.

▪ تقصد أن الشبكة بحاجة إلى إعادة توزيع خطوطها؟

ليس كذلك وإنما تقسيم المخا إلى مربعات بحيث يتم تركيب سكينات العزل لكل مربع بحيث يتم فصل المربع الذي تحدث فيه مشكلة عن المربعات الأخرى، حتى لا يؤثر الخلل الفني في حال وجوده عن كافة المربعات، وتخيل أن الشبكة الحالية تعمل بدون سكاكين عازلة، ولهذا إذا حدثت مشكلة في مربع تنتقل إلى المربعات الأخرى.

▪ لماذا لم تتحدثوا عن السكاكين العازلة هذه إلا الآن بعد 30 سنة من عمل المحطة؟

تحفظ عن الإجابة..

▪ هناك 500 موظف بالمحطة في حين أن العاملين فيها 45 فقط فلما هذا الترهل الوظيفي؟

الجزء الأول من سؤالك صحيح، وهو لدينا 502 موظف والعاملون فيها بشكل يومي هو 150 موظفاً، وإذا قلت لي لماذا لا يتم استيعاب الآخرين فأتمنى إعادة تأهيل السكن، لأن أغلب الموظفين نازحون في محافظات متعددة..

وأنا أناشد من خلال “نيوزيمن” الأخوة في التحالف العربي أن يعملوا على إعادة تاهيل وإصلاح سكن موظفي الكهرباء إلى ما كان عليه سابقاً، لأن الموظفين الذين نحتاج إليهم مشردون في محافظات عدة.

▪هل الـ502، كانوا من سكان المدينة السكنية؟ وأين يسكن من عادوا؟

تم إصلاح 6 شقق في المدينة السكنية من قبل هلال الإمارات ويسكنون فيها بشكل جماعي بدون عائلاتهم وتتم المناوبة بينهم بالنسبة للإجازات.

▪ في كل مطالبك تتحدث عن التحالف العربي، ألا ترفعون هذا للحكومة.. ماذا تناقشون أنتم كجهة حكومية معها.. ما هي رؤيتها.. ما دورها؟

نحن نرفع مطالبنا ونوجهها إلى الجميع كالغريق المتعلق بقشة. أنت تعلم الوضع الحالي وما تمر به الحكومة والمؤسسة خصوصاً، لا يوجد جهة تلجأ إليها بشكل حاسم، والأخ مدير المحطة يتعامل مع كافة الجهات التي يمكن الاستفادة منها في المساعدة. والآن ستتولى المؤسسة العامة للكهرباء في عدن موضوعنا إلا أنها غير مستعدة حاليا لتوفير كل مطالبنا للمحطة بسبب قلة الإمكانيات، وما زال التواصل معها مستمراً فهي الجهة المسؤولة عن المحطة.

كما نتجه إلى الهلال الأحمر الإماراتي بحكم أنه ساهم في إعادة تشغيل المحطة، وهذه حسنة لا يمكن نكرانها وجميل لا يمكن نسيانه وأصبحنا في كل لقاء نتواصل معه، ونظراً لاهتمامه بقطاع الكهرباء تطرقنا لموضوع الصيانة الشاملة لبعض الوحدات وتأهيل جدي لبقية الوحدات.. كانت استجابته مدهشة، ولم نكن نتوقعها، فقد طلب منا إعداد القطع اللازمة لصيانة وحدة من الوحدتين ونخص هنا الوحدة الثالثة بالصيانة الشاملة وإعداد قطع غيار للوحدات الأخرى بحيث يضمن تشغيل الوحدات بدون انقطاع، ووعد بإحضار وفد من الشركة المصنعة لدراسة الحالات لكل وحدة.