صعدة "ثكنة" للخبراء اللبنانيين.. قيادي يكشف مهام "حزب الله" في اليمن

السياسية - Sunday 14 July 2019 الساعة 11:41 am
المخا، نيوزيمن، مهيوب الفخري:

تستخدم ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، طرق إغراء عدة للشخصيات القادرة على الحشد لصالح مشروعها، وفق تكتيك إيراني مرسوم بدقة، بيد أنها لا تتردد في التخلص منها بمجرد أن يتراجع منسوب قدرتها على التجنيد أو تنتهي حاجة الجماعة إليها.

وتعتمد الميليشيا الحوثية، في المسائل الفنية عسكرياً ولوجستياً وإعلامياً، على خبراء من حزب الله اللبناني، يتولون رسم السياسات والتخطيط وحتى التدريب على تحليل الشخصيات وإعداد تقارير تقييمية للعناصر التي تخضع لدورات "تثقيفية وعسكرية" خصوصاً دورات "القيادة".

ويعرض "نيوزيمن"، في هذا التقرير خلاصة عملية استقصاء دور الخبراء اللبنانيين، لدى ميليشيا الحوثي، كما كشفه قيادي ميداني عمل مع الجماعة، إلى حين تعرض لإصابة خطرة في إحدى جبهات القتال مع المقاومة المشتركة.

يفيد "أبو حرب"، وهي كنية اختارها للرمز له في هذا التقرير، بأنه ينتمي للمؤسسة العسكرية، وقد تحصل على دورات تدريبية في التسعينيات في عدد من الدول، مما أكسبه خبرة علمية وعملية.

ويضيف بأنه واحد من كثير من الضباط انخرطوا في صفوف ميليشيا الحوثي، تحت تأثير الخطاب المخادع للجماعة منذ 2015 حتى 2018، لكن الحوثيين ورغم ذلك كانوا ينظرون إليه مع زملائه بعين الشك.

وقال: "اكتشفت بعد تعمق داخل الجماعة أنها تزرع 4 جواسيس لكل عشرة ضباط يشاركون في الدورات خصوصاً العسكرية، وكنا نتفاجأ بعناصر الأمن الوقائي التابع للميليشيا يحضرون لعقد لقاءات منعزلة مع أي ضابط انتقد الجماعة داخل المجموعة المغلقة".

وبسؤال "نيوزيمن"، عن أساليب الجماعة الحوثية لإغراء الشخصيات واستقطابها للتحشيد قال "أبو حرب"، إنه "عمل مديراً لإحدى الإدارات السيادية في إحدى المحافظات المهمة، وكان هناك مشرف نافذ يتحكم في كل النقاط الأمنية داخل المدينة وعدد من المراكز".

وأكمل القول: "تحريت عن المشرف وتفاجأت بأنه من نفس منطقتي خضع للدورات الثقافية والدينية والعسكرية، وبناءً على التقييم المرفوع عنه لقيادة الجماعة وجدوا أنه متهور ويميل للعدوانية، وعلى ضوء ذلك سلموه ملف الأمن".

وأضاف، إن الحوثيين طلبوا من هذا المشرف تجنيد الأشخاص الذين يثق بهم في منطقته، في إطار مهامه، وبالفعل جلب اكثر من 80 شاباً ووزعهم في مراكز المدينة الأمنية والنقاط.

وذكر أنه وبعد فترة وجيزة تم إخضاع هؤلاء الشباب لدورات سرية وتم الزج بهم في الجبهات على مجموعات صغيرة من "3- 5" دون معرفة المسؤول الأمني، وبعد أن قتل أكثر من 60 عنصراً منهم، أبعد الحوثيون هذا المشرف الأمني وسلموا منصبه لأحد القادمين من صعدة.

ووفق إفادة "أبو حرب"، فإن ميليشيا الحوثي، سلمت المشرف 3 أطقم بعد عزله من المنصب، وكلفوه بقيادة مجموعة من المقاتلين في مناطق غربي تعز، وتزامن إرساله مع العمليات العسكرية للمقاومة المشتركة لتحرير "معسكر خالد" لينتهي غالبية أفراده، فيما نجا من القتل.

صعدة "ثكنة" للخبراء اللبنانيين

وعن وضع ميليشيا الحوثي، في معقلها الرئيس بمحافظة صعدة شمال اليمن، يقول "أبو حرب" إنها ثكنة لعناصر حزب الله اللبناني.

وقال في هذا السياق: "وصل من وقت مبكر من الحرب خبراء لبنانيون في التدريب والتصنيع، وقد عرفت ذلك عندما خضعت لدورات نوعية في صعدة، بحكم طبيعة عملي مع الحوثيين".

وأشار إلى أنه قابل عدداً من الخبراء اللبنانيين الذين دخلوا بجوازات سفر يمنية مزورة، وبالإضافة لجوازات سفر سورية.

ونوه إلى أن عناصر حزب االله يختصون بتدريب المقاتلين الحوثيين على صنع وتجهيز العبوات الناسفة وزراعة الأشراك من الألغام، وكذا دورات عن كيفية التصرف حين يقع أحدهم في الأسر بيد القوات الحكومية.

وقال إنهم في إحدى الدورات ناقشوا تقدم القوات الحكومية في الجوف وميدي بمحافظة حجة، وإمكانية تعزيز قوات الحوثيين في صعدة لتأمينها فرد أحد الخبراء اللبنانيين قائلاً: "صعدة ما تشغلوا بالكن فيها.. لو سقطت كل اليمن.. صعدة ما بتسقط".