دور ثوار الساحل التهامي في 26 سبتمبر (15): الأستاذ يحيى عوض المحرقي

المخا تهامة - Wednesday 09 October 2019 الساعة 11:06 pm

نيوزيمن، كتب/ أ.د عبدالودود مقشر:

فرّ الأستاذ يحيى عوض المحرقي إلى عدن سنة 1959م من نظام الإمامة لينضم إلى حركة الأحرار اليمنيين، وليساهم بدور فعّال في الاتحاد اليمني كعضو حركي ترقى في الهيئة الإدارية للاتحاد اليمني 1959م، وكذلك شارك في تأسيس مدارس بعدن لأبناء المناطق الشمالية ودرس بها وخاصة بكريتر والشيخ عثمان وأسهم في تأسيس منظمات جماهيرية وأندية شعبية تعتني بالإنسان اليمني وبالأخص التهامي اليمني، ففي بيان لأبناء تهامة دعا وناشد الأمين العام لنادي الاتحاد التهامي سلمان عبد الله جلعم (باسم الواجب أناشد كل أبناء تهامة شيوخاً وشباباً أن لا يتأخروا عن الحضور في يوم الأحد الموافق 23 يوليو 1961م وذلك لإجراء الانتخابات وانتخاب هيئة جديدة لعام 61- 62 في بيت الغليسي حافة حسين بعدن، ونرجو ممن لم تكن لديه استمارة عضوية عليه أن يتصل ويسجل اسمه لدى المندوب الذي يتسلم منه هذا البيان ويدفع شلناً رسوم عضوية، وشلناً كاشتراك رمزي لشهر يوليو 1961 لكي يتسنى له ترشيح نفسه ويحق له حق الانتخاب) وكان قد ألقى كلمة قال فيها: (يحتار المرء في مثل هذه الظروف القاسية بأن يجد سبباً لما يبرر تباعدنا نحن أبناء تهامة، فلقد عرفنا جميعاً ما يبذله إخواننا أبناء المناطق الشمالية تجاه الوطن من جهة أخرى، إنهم يبذلون بتعارفهم جهوداً ملموسة في إيقاظ الوعي ولمّ صفوفهم، في الوقت الذي يقف أبناء تهامة موقفاً يكاد أن يكون خاملاً بالنسبة لما يفرضه الواجب على كل فرد يشعر بضرورة التعاون ويقدر قيمته في الظروف الحاضرة، على أننا لا نلوم شخصاً معيناً بذاته، وإنما نلوم كل شخص ينتمي إلى تهامة، والتي تنتظر من أبنائها في مقدمتهم الشباب أن نراهم موحدين، شعارهم الوحدة والتعاون لمصلحة الفرد والجماعة، وباعتبارنا أبناء منطقة حرمة الوسائل الأولية بالحياة الإنسانية إلا أننا رغم فهمنا لذلك نقف موقف المتفرج وكأننا لا يهمنا من أمر أنفسنا شيئا وبعبارة أوضح كأننا نحن في موقفنا هذا أعداء أنفسنا إذ لو كنا نحب أنفسنا لقمنا ذلك بالعمل على خلق روح التعارف والتعاون وكونا من أنفسنا كتلة تقوم برعاية مصالح الجماعة في الوقت الذي سيكون من السهل التقاؤنا بإخواننا أبناء المناطق الأخرى)، راجع: جريدة الكفاح، السنة الثالثة، العدد 425، يوم الأربعاء 6 صفر 1381هـ / 19 يوليو 1961م.

وتم الحضور وصدر "بيان إلى أبناء تهامة" جاء فيه: (كان من المقرر أن تجرى الانتخابات يوم الأحد 23 يوليو 1961م في مكان الغليسي –حافة حسين– ولكن فجأة سافر صاحب المكان، الأمر الذي جعل الأعضاء في حيرة لولا أن البعض من الأخوة اتجهوا إلى مكان آخر، ولقد كان المجتمعون عدد 7 لا بأس به وبعد مناقشة حول الموقف الطارئ ورجوع بعض الأعضاء من المكان المغلق، فقد تقرر ما يلي:

تكوين لجنة انتخابية من المحترمين:
1- علي عبد العزيز نصر
2- سلمان عبد الله جلعوم
3- آدم عباس
4- السيد عوض الخيالي
5- يحيى عوض محمد [المحرقي]
6- محمود الزحيري
7- خالد حسن صالح.

ومهمة هذه اللجنة السباعية المنتخبة:
-مراجعة الدستور وإعداده نهائياً.
-نشر بيانات لأبناء تهامة عن طريق الصحف.
-إصدار النشرة الداخلية "جريدة".
-الاتصال بأبناء تهامة ونشر الغاية من الالتفاف حول ناديهم.
-تعيين يوم الانتخابات وتحديد المكان الملائم لذلك.

وعليه، فإننا نرجو من كل أبناء تهامة أن يتعاونوا مع اللجنة الانتخابية بتعريفهم بأبناء تهامة الذين يعيشون في مختلف المناطق حتى تتمكن اللجنة من إنهاء مهمتها، كما نرجو من كل عضو منتسب وغير منتسب أن يعتبر نفسه جندياً في سبيل وحدة الصف التهامي وتوحيد القوى المشتتة، فقد كفى ما لاقيناه نحن أبناء تهامة من تباعد وإن لنا من إخواننا أبناء المناطق اليمنية الأخرى لأسوة حسنة في التعاون والإخاء والله ولي التوفيق.......الأمانة العامة) جريدة الكفاح، السنة الثالثة، العدد 435، يوم السبت 16 صفر 1381هـ / 29 يوليو 1961م.

وتم انتخاب هيئة جديدة لعام 61 - 1962م لنادي الاتحاد التهامي بعدن فقد (عقدت الهيئة العامة لنادي الاتحاد التهامي جلسة سنوية يوم الأحد 2 ربيع الاول 1381هـ /13 أغسطس 61م وقد حضر النصاب القانوني، وبعد أن ألقى السكرتير التقرير السنوي أجريت الانتخابات، وقد أسفرت النتيجة عن فوز السادة التالية أسماؤهم:
آدم عباس إلياس، رئيساً.
السيد عوض الخيالي، نائباً للرئيس.
سلمان عبد الله جلعوم، سكرتيراً عاماً.
يحيى عوض محمد، مساعداً للسكرتير.
يحيى إسماعيل هادي، مساعد ثاني للسكرتير.
محمود محمد زحيري، أميناً للمالية.
سليمان محمد هارب، مساعداً لأمين المال.
علي عبد العزيز نصر، مراقباً عاماً.

وفاز السادة التالية أسماؤهم أعضاء إداريين:
زيد علي - أحمد حسن سعيد - عبده عكيش - خالد حسن صالح). راجع: جريدة الكفاح، السنة الثالثة، العدد 454، يوم الخميس 6 ربيع أول 1381هـ / 17 أغسطس 1961م.

فقد لجأت حركة المعارضة اليمنية بعدن إلى التعليم كوسيلة هامة لمحاربة الأمية ونشر التوعية وتبيين مدى التخلف الذي تعيشه اليمن نتيجة حكم أسرة آل حميد الدين، ففتحت مدارس مسائية علم بها نخبة من أبناء الشعب اليمني اللاجئين لعدن ومنهم: أبكر يوسف بيرو وأحمد محمد هاجي وعلي عبدالعزيز نصر ويحيى عوض محمد المحرقي، وكان هؤلاء وغيرهم يعدون الشباب اليمني إعداداً علمياً لإرسالهم في منح إلى الخارج وغالباً ما كانت مصر وجهتهم.

إلى جانب التعليم والتوعية وتأسيس الاندية والمنظمات الجماهيرية شارك الاستاذ يحيى عوض المحرقي في المشهد الثقافي والإعلامي، فشارك في الندوات الأدبية بشكل أذهل الكثير.. فهو مع استاذه أستاذ الثوار علي عبدالعزيز نصر شعلة لا تنطفئ، وكتب الكثير من قصائده الثورية والتي نشرت بالصحف العدنية والعربية ونختار منها قصيدته الشهيرة (أنا اليمن) والتي نشرها في جريدة اليقظة العدنية، السنة السادسة، العدد 159، يوم الأربعاء 29 محرم 1381هـ / 12 يوليو 1961م وتم تلحينها وغنائها في مسارح عدن وهي:
"لأنني اليمن
تحية الخلود للزمن
بقيت والمحن
تشدني إلى الفناء
ولـم أهـــن
* * *
ولم أحن جبهتي
للعاصفات
ولا يئست من حياة
في ظلها تنمو النداة
بذور فتيتي الأباة
من قدموا رؤوسهم
قربى لعزي
واسترخصوا الحياة
لكي تكون لي حياة
جميلة كالأمنيات
بلا (طغاة)
* * *
وها لقد لمحت فجر يقظتي الأغر
ومن خلف أسداف الظلام
والضباب
من خلف قضبان السجون
وفي غدر
يا لغدى الحسن
أصب ثورتي
على عداة نهضتي
صواعقاً
وأطلق الحياة من سكينتي
تشهد لي
بأنني ما زلت والمحن
تشدني إلى الفناء
لم أهن
(لأنني اليمن)....
وهكذا عانى يحيى عوض المحرقي الأمرَّين بسبب أنه حر فرفض أن يعيش في ذل الحكم الإمامي والذي أذاقه وأذاق شعبه كل أساليب القهر والجبروت، فاستطاع خلال أعوام ما قبل الثورة أن يسطر اسمه ضمن الثوار الأحرار.

ملخص لترجمة حياته:

ولد يحيى عوض محمد حسن التباعي الحداد بزبيد سنة 1942م، وهو من أسرة علمية شهيرة في مدينة زبيد، ولكنه اشتهر بيحيى عوض المحرقي نسبة إلى خاله قاسم عمر محرقي الذي اعتنى به ورباه وأدخله المكتب الأحمدي (المدرسة الاحمدية) والتي كان التعليم بها محدوداً بالصف الرابع فقط وهو أعلى مستوى، فأكمل تعليمه بالمدرسة العلمية بجامع الأشاعرة على علماء زبيد المشهورين آنذاك ومن ثم تقدم للتدريس فقبل بالمكتب الأحمدي التي درس بها إلى جانب تعاطيه المحاماة الشرعية والتوكل لعامة الناس ودفع الضرر والظلم عنهم، فكان كإنسان شاعراً وأديباً يتألم لما يراه، فلم يسكت، فجعل شعره سبيله، مما أدى إلى صدور أوامر الإمام أحمد للقبض عليه وخاصة تلك الأشعار الثورية، ففر إلى عدن، وانضم للهيئة الإدارية للاتحاد اليمني، وانتمى لحزب الشورى، وظل وفياً لأستاذه عبدالله عطيه وأرسل مع محمود زحيري بالمنشورات والصحف العدنية لزبيد، بعد الثورة كان مع الوفد الشعبي الذي انطلق من زبيد معلناً ولاءه للثورة، ووقف مع الثورة والجمهورية والوحدة خلال مسيرته الطويلة وضد الفساد، وقد التقى به الكاتب كثيراً وسجل معه لقاءات بعضها سمح بتسجيلها والبعض لم يسمح بذلك، وخاصة الاعتقالات التي تعرض لها بعد الثورة وألوان التعذيب ومحاولة اغتياله، والتي تركت في نفسيته أثراً غائراً، من رواد التربية والتعليم في اليمن، انتمى لليسار قلباً وقالباً وظل وفياً لانتمائه حتى وفاته فمن الحزب الديمقراطي الثوري إلى الحزب الاشتراكي اليمني، وهو من مؤسسي الإذاعة واتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين واتحاد الصحفيين اليمنيين، وأصدر ديواناً واحداً (هو الحب) وديواناً طبع ببيروت وهو مفقود، وقد ترجمه الكاتب بشكل موسع في موسوعة أعلام تهامة.

توفي فجر يوم الأحد 2 محرم 1441هـ الموافق 1 سبتمبر 2019م.

دور ثوار الساحل التهامي في 26 سبتمبر (14): الشيخ العلامة محمد الأهدل

دور ثوار الساحل التهامي في 26 سبتمبر(13): عبدالله مقبول الصيقل

دور ثوار الساحل التهامي في 26 سبتمبر