مواطنون: ولّت الأيام الجميلة.. وأزمات الغاز والوقود والأسعار زادت معاناتنا

إقتصاد - Friday 18 October 2019 الساعة 10:12 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

يحنُ اليمنيون إلى أيام ما قبل 2011، بعدما ذاقوا ويلات العذاب خلال السنوات الثماني الماضية، فلا شيء يتجدد في حياتهم سوى الأزمات التي لا تهدأ، والأسعار التي لا تتوقف، وارتفاع أعداد الجياع والمتسولين والعاطلين عن العمل، وجشع المفسدين.

ونقل تقرير مجلس اللاجئين النرويجي عن أحد المواطنين اليمنيين قوله: "لقد ولت الأيام الجميلة وأزمتا الوقود والغاز المنزلي تسببتا في معاناتنا كل المعاناة، آمل أن تتوقف الحرب، وأستأنف حياتي الطبيعية"، مؤكداً أنه إذا عادت الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية، كما كانت قبل الحرب، فيمكننا التغلب على المعاناة الحالية.

ويشكو المواطن اليمني من ارتفاع الأسعار بصورة جنونية وعلى رأسها المواد الغذائية الأساسية، ويقول عدد من المواطنين لـ"نيوزيمن"، إنهم يشترون احتياجاتهم من السلع الغذائية بأسعار مرتفعة وتختلف الأسعار بصورة يومية، وما تم شراؤه في اليوم الأول يصبح اليوم الثاني بسعر مختلف.

وزادت أسعار الدقيق والسكر وزيت الطهي، مجدداً خلال الأسابيع القليلة الماضية، مدفوعةً بحركة السوق السوداء غير القانونية، التي اعتمدتها ميليشيا الحوثي مورداً رئيسياً، لتمويل أنشطتها العدائية ضد اليمن واليمنيين، وتدميرها للاقتصاد الرسمي خلال السنوات الأربع ونصف الماضية.

وتعيش العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية، في الوقت الحاضر، أزمة أسعار جديدة شملت المواد الغذائية، ومادة الغاز المنزلي، والمشتقات النفطية، الأمر الذي يقود إلى مزيد من تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية للمواطنين، وتؤكد المعلومات أن ميليشيا الحوثي هي من تصنع هذه الأزمة وهي المستفيد منها وتجني من وراء السوق السوداء مليارات الريالات.

وصعدت أسعار المشتقات النفطية في صنعاء، إذ ارتفع سعر دبة البترول 20 لتراً في السوق الرسمي محطات الوقود من 7300 ريال إلى 16 ألف ريال، فيما زاد سعر دبة الديزل 20 لتراً من 7500 ريال إلى 20 ألف ريال.

وفي السوق السوداء، ارتفعت أسعار الوقود أكثر من ذلك، حيث وصلت إلى أكثر من 20 ألف ريال لكل 20 لتراً، أي حوالى ثلاثة أضعاف السعر الرسمي، ويتم إغلاق محطات الوقود تماماً أو يكون لها ساعات تشغيل محدودة، مما يؤدي إلى إنشاء طوابير طويلة بطول عدة كيلومترات والانتظار من يومين إلى ثلاثة أيام.

ودفعت ممارسات ميليشيا الحوثي الإرهابية، بثلاثة أرباع مجموع السكان إلى الفقر ويحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 10 ملايين يمني على بعد خطوة واحدة من المجاعة ولن يتمكنوا قريباً من شراء الطعام من الأسواق.

كما اختفى غاز الطهي من الأسواق، وتبدو أزمة الغاز المنزلي أشد خطورة من أزمة المشتقات النفطية فالأولى ذات ارتباط وثيق بصناعة الغذاء وفي حال غابت هذه المادة فإن الموت جوعاً من نصيب المواطنين، وربما قد يستطيع المواطن الاستغناء المؤقت عن المشتقات النفطية إلا أنه لا يستطع الاستغناء عن الغاز المنزلي ليوم واحد.

لم تقف ميليشيا الحوثي الإرهابية، وكيل إيران في اليمن، عند الفساد والعبث بمقدرات البلد، بل إنها باتت تتلاعب بحياة الناس بعد أن صادرت قوتهم، فهي تقوم بخلق السوق السوداء، إذ تستحوذ ميليشيا الحوثي على حقوق المواطن وتجعلهم يقفون في طوابير طويلة ويتحملون المشقة والتعب وتحرمهم من الحصول على الوقود ومادة الغاز المنزلي وتقوم ببيعها في السوق السوداء بأسعار تفوق قدرات المواطن.