الغارديان: بصدد تشكيل تحالف دولي مناهض لتركيا

العالم - Monday 16 December 2019 الساعة 08:45 pm
عدن، نيوزيمن:

حذرت صحيفة "الغارديان" البريطانية من تصاعد خطر اندلاع حرب في منطقة البحر المتوسط، بعد تأكيد تركيا على استعدادها إرسال قوات إلى ليبيا للدفاع عن حكومة فايز السراج.

وقالت الصحيفة إن خطر الصدام العسكري في البحر المتوسط أصبح أكثر اقترابا، في أعقاب المحادثات التي شددت خلالها تركيا على استعدادها لإرسال قوات إلى ليبيا للدفاع عن حكومة الوفاق.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن أنقرة قد ترسل قوات إلى ليبيا إذا طلبت منها طرابلس ذلك.

وحاليا تواجه حكومة السراج في طرابلس هجوما تشنه قوات الجنرال خليفة حفتر، بهدف الاستيلاء على العاصمة الليبية.

وتعاني ليبيا منذ 2014 انقساما بين فصائل عسكرية وسياسية في العاصمة وفي شرق البلاد حيث يدور صراع بين حكومة السراج بطرابلس وقوات يقودها خليفة حفتر مقرها في شرق ليبيا.

ويسيطر حفتر على معظم حقول ومنشآت النفط في البلاد لكن العائدات النفطية تخضع لهيمنة البنك المركزي في طرابلس. وتخوض الفصائل المسلحة المتحالفة مع الحكومتين معارك على مشارف العاصمة طرابلس.

وفي يونيو قالت قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي)، بقيادة حفتر، إنها قطعت كل العلاقات مع تركيا وإن الرحلات الجوية التجارية أو السفن التي تحاول دخول ليبيا ستعامل باعتبارها عدوا.

وقبل نحو أسبوعين وقعت تركيا، التي هي بالفعل في خلاف مع الكونغرس الأمريكي والاتحاد الأوروبي على جبهات متعددة، اتفاقا مع حكومة فايز السراج يمكن الأخيرة من أن تطلب من تركيا إرسال قوات.

ويتضمن الاتفاق الذي أرسل إلى البرلمان التركي يوم السبت، تعزيز الشرطة والجيش في ليبيا بما يسمى قوة تدخل سريع، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاستخباراتي والدفاعي.

وحتى الآن لا يزال الدعم الذي تقدمه تركيا لحكومة السراج يقتصر على الطائرات بدون طيار والتسليح، ولكن إرسال قوات للدفاع عن طرابلس، سيكون بمثابة علامة تصعيد بالغ.

في المقابل قصفت قوات حفتر مطار مدينة مصراتة الساحلية، وذلك في تحذير لتركيا ألا ترسل قوات أو إمدادات إضافية إلى طرابلس، بحسب الصحيفة.

وكجزء من اتفاق مشترك بين تركيا وحكومة طرابلس، وقع الجانبان مذكرة تفاهم لإثبات حقوق التنقيب في البحر المتوسط، الأمر الذي أغضب الاتحاد الأوروبي وبخاصة اليونان.

واعتبرت "الغارديان" أن تصرفات تركيا تهدد بتشكيل ائتلاف مناهض لها يضم اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل والأردن وإيطاليا.

وكانت هذه الدول قد اجتمعت تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط، وهي شراكة ظاهريا مرتبطة بالطاقة لكن في جوهرها عسكرية، واستبعدت تركيا.

وتقدر احتياطيات الغاز الطبيعي في المنطقة بنحو 122 تريليون متر مكعب في المجمل.

ووافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات اقتصادية على تركيا قبل أكثر من أسبوعين لمعاقبتها على عمليات التنقيب قبالة ساحل قبرص في انتهاك للمنطقة البحرية الاقتصادية الخالصة قبالة الجزيرة المقسمة.

ويضع هذا الخلاف تركيا في مواجهة مع عدة دول في شرق المتوسط أبرمت اتفاقات بحرية وأخرى تتعلق بمناطق اقتصادية مع اليونان وقبرص، مما يترك أنقرة بلا حلفاء تقريبا في المنطقة.