الجيش يشتبك مع مؤيدي حزب الله في بيروت

العالم - Tuesday 17 December 2019 الساعة 04:48 am
بيروت (أ.ف. ب، رويترز) -

أرجأ الرئيس اللبناني ميشال عون الإثنين، للمرة الثانية، موعد الاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة، وسط انقسامات بين القوى السياسية وارتفاع في منسوب التوتّر في الشارع الذي شهد ليلة جديدة من الصدامات بين قوى الأمن ومتظاهرين.

قال شهود ومحطات تلفزيونية إن قوات الجيش اللبناني أطلقت يوم الثلاثاء الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من أنصار جماعة حزب الله وحركة أمل الشيعيتين الغاضبين بعدما حاولوا اقتحام ميدان رئيسي في وسط بيروت بعد نشر تسجيل مصور يُسيء إلى شخصيات دينية شيعية.

وتدفق مئات الشبان بدراجات نارية ملوحين براياتهم الحزبية والدينية قرب منطقة الاحتجاج الرئيسية في وسط بيروت مرددين ”شيعة.. شيعة“. وقال الشهود إنهم ألقوا حجارة ومفرقعات على قوات الأمن بالمكان.

وتردد أن تسجيل الفيديو الذي ألهب المشاعر في بلد يعاني انقسامات طائفية عميقة نشره لبناني سني من مدينة طرابلس الشمالية يقيم بالخارج.

وتجتاح الاضطرابات العاصمة اللبنانية خلال موجة احتجاجات بدأت في 17 أكتوبر تشرين الأول ودفعت سعد الحريري إلى الاستقالة من رئاسة الوزراء.

وتفجرت الاحتجاجات غضبا من نخبة سياسية أدارت البلاد خلال عقود من الفساد وقادتها صوب أسوأ أزماتها الاقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى 1990.

وكان من المقرر أن تبدأ الاستشارات النيابية صباح الإثنين بعدما بدا الحريري المرشح الأوفر حظاً. إلا أن إعلان حزب القوات اللبنانية ليلاً بعد التيار الوطني الحر، الذي يتزعمه عون، ويعدان الكتلتان المسيحيتان الأكبر، إحجامهما عن تسمية الحريري أعاد خلط الأوراق السياسية مجدداً.

وبرر الحريري طلبه تأجيل الاستشارات في بيان الإثنين، كونها ستؤدي إلى "تسمية من دون مشاركة أي كتلة مسيحية وازنة فيها" في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية والسياسية.

وليل الإثنين حاول عشرات الشبّان من أنصار أبرز حزبين شيعيين في البلد، حزب الله وحركة أمل، الاعتداء على مخيم المتظاهرين المناهضين للحكومة في وسط بيروت، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.

وأظهرت مشاهد بثّتها قنوات التلفزة المحليّة هؤلاء الشبان يرشقون قوات الأمن بالحجارة في حين ردّت القوى الأمنية بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع باتّجاههم.

وكان متظاهرون ساروا مساء الإثنين باتجاه منزل الحريري في وسط بيروت رفضاً لإعادة تسميته رئيسا للحكومة و"لإعادة انتاج الحكومة" ذاتها.

واندلعت خلال الليلتين الماضيتين مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والقوى الأمنية التي تصدت لمحاولتهم دخول شارع يؤدي إلى مقر البرلمان، وأطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة، بينما رد المتظاهرون برشقها بالحجارة والمفرقعات النارية وعبوات المياه.

وتسبّبت الصدامات بإصابة العشرات من المتظاهرين بجروح أو بحالات اختناق وإغماء. كما أصيب عشرات العسكريين جراء رشقهم بالحجارة. ونقل عدد كبير من الطرفين إلى المستشفيات للعلاج.