تداعيات زلزال (سليماني) يمنياً.. تبعية الحوثي ومؤامرة الإخوان
تقارير - Monday 13 January 2020 الساعة 08:00 amموقف المليشيات الحوثية تجاه مصرع قاسم سليماني لم يكن ميولاً من دون مدلول ولا حدثاً خارقاً للعادة.. على أن الأهم في تداعيات الحدث المزلزل هو وجود حركة حماس الإخوانية ضمن هيكلية ما يسمى فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الأمر الذي يكشف بجلاء عن حقيقة مؤامرة الإخوان في اليمن (حزب الإصلاح) على التحالف العربي والشعب اليمني ضمن تخندق تنظيم الإخوان المسلمين الدولي بكامل فروعه مع أجندة المحور الإيراني - التركي - القطري.
سقوط الأقنعة
الصريع قاسم سليماني هو قائد مليشيات أنشأتها إيران خارج حدودها تحت مسمى فيلق القدس.. ضمن أجندتها التوسعية في المنطقة وخططها لتهديد وضرب مصالح دول بعيدا عن المساءلة القانونية.. وعليه لم تكن البيانات والتصريحات والتغريدات والمسيرات وإقامة صالات العزاء والبكائيات من قبل المليشيات الحوثية إلا واجب فصيل لقي قائده مصرعه.. وعليه أيضا -هذا الفصيل- وبعد أن أنهت إيران ردها الرسمي الهزيل، انتظار قائمة ببنك أهداف في دول عربية والملاحة الدولية يحدده الحرس الثوري الإيراني في سياق الرد بعيدا عن المساءلة القانونية بحيث يتم التنفيذ من قبل قوته الصاروخية وطيرانه المسير المزروع داخل الأراضي اليمنية أو من خارج اليمن على أن تقتصر مهمة ذراعه في اليمن إعلان تبني مسؤولية الاعتداء، كما حصل في مرات سابقة.
لم تكن التبعية الحوثية المطلقة لإيران محل شك، على الأقل، بالنظر إلى منهجها وأدبياتها وشعائرها.. والتي تبدو إيرانية بحتة..
لكن وبخلاف حسن نصر الله في لبنان الذي تخلص منذ وقت مبكر من مأزق التبعية وكشفها على الملأ (رواتبنا وسلاحنا وكل عتادنا من إيران).. ظلت المليشيات الحوثية متمسكة بخيار الإنكار محاولة اللعب بورقة السيادة الوطنية.. حتى وجدت نفسها في مأزق توسع قواعد الاشتباك جراء فرض العقوبات الأمريكية على طهران..
إيران، هذه المرة، هي من أراد إظهار التبعية الحوثية لها للتلويح بخياراتها في الرد -بعيدا عن المساءلة القانونية- على العقوبات التي طالت صادراتها النفطية..
فكان التصعيد الإيراني من داخل اليمن باستهداف السفن عرض البحر الأحمر بغرض تهديد الملاحة الدولية.. وصولا إلى استهداف شركة أرامكو النفطية السعودية منتصف سبتمبر الماضي واكتفت إيران من ذراعها في اليمن -الحوثيين- تبني الهجوم وتحمل المسؤولية.. وهذا ما تم قبل أن يتحول الأمر مؤخرا إلى فضيحة من العيار الثقيل حيث أكد تقرير لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة عدم وجود أي صلة للحوثيين بالاعتداء.
وفي سياق حفلة سقوط الأقنعة الذي خلفه زلزال سليماني لم تسقط ورقة السيادة الوطنية وحسب بل سقطت كل ذرائع المليشيات الحوثية في حربها على الشعب اليمني.. وسقط زيف ما تفاخر به (الصناعات الحربية الصاروخية والطيران المسير) حيث لا يتجاوز دورها طلاء الهياكل الخارجية.
- الأنكشاف الأهم
الأهم في التداعيات وجود فرع لتنظيم الإخوان المسلمين ضمن قيادة الصريع سليماني سواء بسواء مع بقية المليشيات التي تشكل أذرع إيران في المنطقة.. الأمر الذي يسهل تفسير التحركات المريبة والمتنامية من قبل فرع التنظيم في اليمن (الإصلاح) والرامية لتشتيت جهود التحالف العربي وجر القوى الوطنية إلى معارك أقل ما توصف به أنها معارك لإنقاذ المليشيات الحوثية.. وليس صراعاتهم في ريف جنوب وغرب تعز وتحشيداتهم وتهديداتهم المعلنة لاستهداف القوات المشاركة بعيدة عنها.
ولم يكن من قبيل المصادفة أن يتزامن تصعيد المليشيات الحوثية لتهديد الملاحة الدولية مع حملات الإخوان التخوينية للإمارات والتحالف العربي بشكل عام وكذلك تحركاتهم المكثفة لحروب جانبية في المحافظات والمناطق المحررة كما حصل في شبوة وأبين وعدن.. وفي الحجرية محافظة تعز.. والتي بدأت تدريجيا وبشكل متسارع عقب فرض العقوبات الإقتصادية على إيران.
وما تشهده مدينة الحديدة، حاليا، من استعدادات حوثية لتنفيذ اعتداءات تهدد الملاحة الدولية، ضمن ردود طهران على مصرع سليماني، وكذلك ما تشهده بالتزامن الحجرية غرب تعز من استعدادات إخوانية مماثلة صوب الساحل الغربي المحرر.. كل ذلك ليس مجرد تحول طارئ أو أنه مبني على أهداف تكتيكية بقدر ما هي أهداف استراتيجية ضمن أجندة تركية - إيرانية وبدعم قطري.. يستلزم الدعم اللوجستي المتبادل بين إخوان الشرعية وبين المليشيات الحوثية.