حيس.. عندما تقطع أصوات الانفجارات أنات المرضى

المخا تهامة - Saturday 25 January 2020 الساعة 10:09 am
حيس، نيوزيمن، حسام بكري:

بدأ الضجيج يتصاعد كالعادة صباحاً من داخل مستشفى حيس الريفي، فيما كان بعض المرضى يستلقون على أسرة بيضاء بانتظار دورهم في تلقي العلاج بالمستشفى الوحيد في مديرية حيس الواقعة جنوب مدينة الحديدة.

لا شيء يقطع أنات المرضى سوى أصوات طلقات الرصاص ودوي انفجارات القذائف التي ترسلها مليشيات الحوثي بشكل يومي على أحياء هذه المدينة المحاصرة، والتي لم يسلم منها حتى هذا المستشفى.

في هذه المديرية، يقاوم المستشفى الوحيد، الطلب المتزايد على خدماته ويستقبل مئات المرضى يوميا، في صورة تكشف معاناة الأهالي من شحة الخدمات الصحية في حيس المحاصرة من قبل المليشيات من ثلاثة اتجاهات، عدا المنفذ الغربي، وهو خط إسفلتي يستخدمه المدنيون للتزود بالمؤن.

تكشف صورة الازدحام أيضا عن حالة الحرمان التي تعاني منه مديرية حيس الغائبة كغيرها من المدن والبلدات الريفية الأخرى عن اهتمام السلطة الشرعية، الغارقة في ملذات فنادق الرياض.

يفتقر المستشفى، الذي تعرض مرارا لقصف مليشيات الحوثي، لأبسط المتطلبات الدوائية والأثاث، كما أن المبنى بحاجة إلى بعض الإصلاحات نتيجة تعرضه للاستهداف المتواصل من قبل المليشيات.

يقول مدير المركز الصحي بالمديرية، د/ محمد طالب حمنه، لنيوزيمن، بصوت يعبر عن سخطه من الوضع القائم، إن الدعم الحكومي غائب تماما، ونعاني نقصا في الأدوية والتجهيزات الفنية والكادر الطبي.

يضيف، إن الطاقة الاستيعابية للمستشفى نظرا لقلة الغرف والأسرة لمواجهة الإقبال الكبير للمرضى والمراجعين للخدمات الطبية تزيد من معاناتنا المستمرة.

نقص الكادر

الكادر الطبي يمثل معضلة أخرى، إذ إن 22 موظفا وموظفة، و25 يعملون بشكل طوعي لتغطية العجز القائم، لا يفي بتقديم الرعاية الطبية للمرتادين على المستشفى الذي يستقبل يوميا نحو 100 حالة مرضية، فضلا عن استقبال المصابين الذين يتعرضون للاستهداف الحوثي بشكل يومي.

هناك جانب آخر يعاني منه المستشفى وهو عدم توفر الوقود لمولد الكهرباء، مما يؤدي إلى انقطاع التيار، ما يضيف أعباء أخرى.

ما يعانيه مستشفى حيس الريفي، يمثل صورة مصغرة من معاناة المدنيين بالمناطق التي شملها اتفاقية السويد التي أوقفت معركة تحرير مدينة الحديدة، بحجة حماية المدنيين كما زعمت الأمم المتحدة التي رعت الاتفاق وتمكنت بالفعل من إيقاف استرداد المدينة ومينائها الاستراتيجي من قبضة المليشيات، ثم توارت وتركت  المدنيين عرضة للقتل، ولم تعمل شيئا لحمايتهم من جرائم المليشيات الحوثية والتي ترتكبها بحقهم بشكل يومي.