مسؤول في صندوق النقد الدولي يؤكد صعوبة وضع المالية العامة في اليمن خلال العام الجاري

مسؤول في صندوق النقد الدولي يؤكد صعوبة وضع المالية العامة في اليمن خلال العام الجاري

إقتصاد - Sunday 23 February 2014 الساعة 08:15 am

أكد ممثل صندوق النقد الدولي في اليمن الدكتور غازي شبيكات، أن وضع المالية العامة في اليمن سيكون صعباً خلال العام 2014 ما لم تحصل الحكومة اليمنية على مساعدات خارجية أكبر و تنفذ حزمة إصلاحات مالية. آ وأشار المسؤول الدولي في تصريحات صحفية مطولة، اليوم بصنعاء، إلى محدودية المبالغ التي يمكن توفيرها من الجهاز المصرفي اليمني، موضحا بالمقابل أن الحكومة اليمنية تستهدف عجزاً أكبر في موازنة العام الجديد مقارنة بموازنة 2013 وأن ايجاد تمويل لهذا العجز سيشكل تحديا حقيقيا للحكومة. وحذر، شبيكات، من أن استمرار الحكومة بالتوسع في الاستدانة عبر بيع اذون الخزانة والسندات لتغطية عجز الموازنة ، من شأنه أن يؤثر سلبا على عملية الإقراض الذي يمكن أن توفره البنوك للقطاع الخاص المستثمر ، في حين أن الاستمرار في خفض النفقات الرأسمالية لا يتناسب مع متطلبات المرحلة التي ينبغي فيها تحقيق معدلات نمو أعلى للمساهمة في تخفيض نسب الفقر و البطالة. وبين ممثل صندوق النقد الدولي في اليمن أن الاقتصاد اليمني استمر الاقتصاد اليمني بالتعافي من أزمة عام 2011 حيث نمى عام 2013 بنسبة 5ر4 بالمائة و هي نسبة أقل مما كان متوقعاً لها بسبب استمرار الانقطاعات في إنتاج النفط "، متوقعا أن تستمر وتيرة النمو تلك على المدى المتوسط لكنها تبقى غير كافية للوصول بمستوى الدخل الفردي إلى مستواه قبل عام 2011 و غير كافية لتخفيض معدلات الفقر و البطالة المرتفعة. آ ولفت شبيكات الى أن وضع المالية العامة في اليمن ظل صعباً العام الماضي، إذ انخفضت المنح الخارجية بشكل ملحوظ بعد المستوى الذي وصلته عام 2012 والذي تلقت فيه اليمن منح كبيرة غير متكررة من المملكة العربية السعودية. وأكد أن مسحوبات المساعدات الخارجية التي التزمت بها الدول المانحة لم تصل إلى المستوى الذي كان متوقعاً الأمر الذي أدى إلى اتساع العجز في الموازنة، منوها باستطاعة الحكومة أن تبقي العجز تحت السيطرة من خلال ضبط النفقات و خاصة الرأسمالية منها كما ساهم في ضبط العجز أيضاً أثر الإصلاحات التي تراجع فاتورة دعم المشتقات النفطية في عام 2013. وفيما قال بأن الحكومة اليمنية استمرت عام 2013 بالاعتماد الكبير على البنوك المحلية لتمويل عجز الموازنة و اعتمدت بشكل أكبر نسبيا خلال ذات العام على إصدار الصكوك للحصول على تمويل من البنوك الإسلامية، أكد ممثل صندوق النقد الدولي الى أن اليمن بحاجة ملحة إلى تطبيق إصلاحات تهدف لمعالجة الخلل في هيكل الموازنة العامة وتوجيه جزء اكبر من الموارد في الموازنة بما يسمح بزيادة الإنفاق الاستثماري و الاجتماعي ، وذلك بإعادة ترتيب النفقات من خلال إزالة الدعم الشامل غير المستهدف للمشتقات النفطية و زيادة الإنفاق الرأسمالي و التمويلات الاجتماعية. آ وأضاف " من شأن ذلك تقليل العبء على موازنة الدولة ،إذ تصل المبالغ التي تنفق على فاتورة الدعم إلى عشرة ملايين دولار يومياً يذهب معظمه إلى الطبقة الغنية التي تستهلك كميات أكبر من هذه السلع بأسعار مدعومة و يستفيد منه بعض المتنفذين في عمليات تهريب المشتقات النفطية. وشدد، المسؤول الدولي، على ضرورة حماية الطبقات الفقيرة بشكل متزامن من اثر ارتفاع أسعار المشتقات النفطية في حال اتجهت الحكومة لرفع الدعم عن المشتقات النفطية، من خلال توجيه الدعم إلى مستحقيه فقط أو تعويضهم من خلال زيادة التحويلات الموجهة إلى الفقراء أو من عبر آليات أخرى يمكن أن تفكر فيها الدولة لاستخدام جزء من التوفير المتحصل من تخفيض فاتورة الدعم في مجالات اجتماعية و خدمات صحية و تعليمية يستفيد منها ذوي الدخل المحدود. وتابع:" وإلى جانب تلك الاصلاحات فإن اليمن لا يزال اليمن بحاجة إلى مزيد من الدعم المالي الخارجي حيث أن الامر يتطلب التزام الدول المانحة بتقديم ما تعهدت به خلال مؤتمرات أصدقاء اليمن ، والإسراع في الوفاء بوعودها و تقديم دعم مباشر للموازنة". ودعا شبيكات، الحكومة اليمنية الى الإسراع في الإعداد للمشاريع ووضع الإجراءات الكفيلة بتعزيز الحوكمة والشفافية لتشجيع الدول المانحة على سرعة صرف الالتزامات التي تعهدت بها، كما طالب في ذات الشأن بوجوب ان يرافق الإصلاحات المالية إصلاحات اقتصادية أخرى تهدف الى تحسين بيئة الاستثمار لتشجيع القطاع الخاص على أخذ دور أكبر في عملية التنمية الاقتصادية و خلق الوظائف . وأوضح ممثل صندوق النقد الدولي في اليمن، بأن " اليمن يحتل مرتبة متأخرة في تقرير بيئة الأعمال الذي يصدره البنك الدولي و خاصة مؤشرات وفرة التمويل للقطاع الخاص و حماية المستثمر و دفع الضرائب و إجراءات التصفية و توفر الكهرباء و غيرها من المؤشرات التي تشكل عائقاً أمام الاستثمار الخاص بشقيه المحلي و الخارجي".