عندما يعلن الإصلاح موقفه من الهزائم والخيانات!
تقارير - Friday 06 March 2020 الساعة 11:22 pmهكذا جاء موقف حزب الإصلاح من الهزائم والخيانات وبيع الجبهات والمعركة، بحسب مرافعة القيادة العليا لجماعة الإخوان في اليمن كما نشرتها صحيفة الحزب "الصحوة نت" باسم المحرر السياسي.
أمام صيحات الحسرة والألم ومشاعر الخذلان والصدمة كما عبرت عنها ردود وتعليقات اليمنيين المثخنين بطعنات الانكسارات المريرة والمريبة خرج حزب الإصلاح مهاجما على جبهة الإعلام والسياسة ويفتح النار على (المواطنين الخونة) الذين يتجرأون ويمارسون الشك والتذمر ومستهجنا الأسئلة الفاغرة وتجليات الصدمة والخذلان والقهر مزايدا بتضحيات القبائل والمقاومين والمقاتلين وجميع اليمنيين محتكرا ومحتسبا لنفسه "الرصيد الأكبر في مخزون الفداء"
وتحت عنوان "الإصلاح.... الفداء اللامشروط" اندفع خطاب سياسي منفعل ومنفلت إلى كيل الاتهامات من كل نوع وفي كل اتجاه وضد الجميع، على خلفية هزات زلزالية في مسار معركة مصيرية تعرضت للغدر والخيانة والطعن من الظهر وتسليم جبهات استراتيجية خطيرة ومحافظات مترامية بحالها للحوثيين، بينما اعتبرها البيان السياسي الجاحد والمكابر والمتنطع للحزب/الجماعة شأنها شأن "أي تعثر يحدث في سير معركة" أو "تراجع هنا أوهناك لأسباب موضوعية تتعلق بطبيعة المعركة العسكرية، وملابساتها العابرة"!!
لكن الحزب المهيمن المنفرد المتنفذ والحاكم المتحكم بمقدرات المعركة وخمس سنوات من الاستنزاف وسرقة أحلام ومعاناة وآلام وتضحيات شعب بأسره تحت النير والقهر والتآمر والخيانات اللعينة والعلنية، يقتص لذاته من الشعب ومن الناقدين والمنددين والمتألمين والمصدومين والمغدورين، ويزيح البلد والشعب من موقع الأسبقية والأحقية والمنة ويستبدله بالحزب/الجماعة... حيث "تجد الإصلاح حاضراً وبكامل زخمه، فاتحاً ذراعيه وباذلا أغلى كنوزه البشرية".
وحيث الحزب/الجماعة محل الوطن/المجتمع.. يستدل بمراتب ودرجات مواطني الإصلاح "عضو عادي أو قيادي كبير، طالب أم معلم، دكتور أم مهندس، سياسي أم تاجر، شيخ قبيلة أم عامل في بقالة"، في مقابل أولئك الدخلاء على يمن ووطن الإصلاحيين ويصفهم البيان (التاريخي) العدائي الاستعلائي والدعائي بكل نقيصة وشتيمة:
"متربص، بغيض، حاقد، لئيم. جاحد، مضلل، الذين فقدوا مروءتهم، ،المتربص، النفوس المريضة، الأراجيف الزائفة، أراجيف اللئام، نذالتهم، أفواه اللئام.." الخ.
كل هذا السيل من السباب المقذع والشتائم المسفة والخطاب المبتذل، امتلأ به بيان الردح والقدح والإرهاب الذي لا يفرق في الكتابة والمرافعة النظرية بين الأحزمة الناسفة والمفخخات وبين الخطاب السياسي المتخفف من الشطط والفجور والتكفير السياسي والأخلاقي والوطني والإنساني، وأحالنا البيان الحزبي المفخخ إلى خبرة ورصيد وقاموس الإخوان "الديني" الغني بالشتائم واللعان والشيطنة والإسفاف والاستهداف.
ومن بواعث السخرية والهزء أن حزبا احتكر وصادر الشرعية سلطة وقرارا وجيشا ووظيفة ويتحمل كامل المسؤولية في خديعة جيش متضخم من ورق وعلى الورق لا غير.. عندما تقاتل القبائل لوحدها أسابيع وأشهرا في جولات خذلان متتالية يكون جيش الإصلاح فيها على الحياد أو في كشوفات المستحقات والمرتبات والرتب والمتوافر منه حقيقة يعسكر على أبواب أبين وعدن وفي شبوة أو لحراسة أنبوب اللصوص وصادرات نفط وغاز البلد الذي يموت ليشبع ويثري ويستثمر ويتاجر ويبيع ويشتري إخوان الحوثي وأذرع قطر وتركيا وإيران، ثم يصف الهزائم الفاضحة والخيانات والصفقات الحرام والانتصارات الحوثية المجانية والباردة بعد خمسة أعوام بأنها مجرد "تعثر موضوعي، أو تكتيكي" مطالبا "قيادة الجيش الوطني بالمراجعة"!!
لكن التهوين من شأن الأهوال والهزائم التكتيكية يقابله تصعيد واستنفار ضد تعليقات ومرارات أصحاب الرأي والكتاب والناشطين باعتبار "الاستثمارات الرخيصة في عثرات الجيش الوطني، وإطلاق الشائعات من قبل الأقلام المتربصة، ومحاولات الاصطياد في الماء العكر لتحقيق مآرب تصب محصلاتها في خدمة مشروع الكهنوت الحوثي وتوهن من عضد الجيش؛ الرافعة العسكرية لمشروع اليمن الجديد" ولم يقل أي يمن جديد يعني، يمن الحوثي وإخوانه أم يمن اليمنيين الذين يرونه يتسرب من بين أيديهم على يد جماعة الحزب وحزب الجماعة خدمة ومراكمة لمكاسب الكهنوت الحوثي؟!
ولا يبدو أن هؤلاء يشعرون بقليل من خجل وحياء وهم يلوكون العبارات المستهلكة على مدى خمسة أعوام ويتعاملون مع الشعب باستخفاف واستغباء كبيرين ويجرمون حقه في الرفض والشك والسؤال والفهم والاستياء والغضب.
أما ادعاء واستعراض الأفضلية والوصاية والريادة فإن الشعب هو صاحب الحق في الرد على الأدعياء وخلعهم وتمريغ أنوفهم بالوحل عندما يبلغ الكتاب أجله..
"لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون"..