المليشيات تستقوي بهزائم الشرعية: لا مفاوضات قبل وقف التحالف للحرب
تقارير - Saturday 07 March 2020 الساعة 09:53 pmبالتزامن مع وصول المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى مأرب ومطالبته بوقف فوري للمواجهات صعدت المليشيات في الجبهات المتبقية خارج سيطرتها بمحافظة الجوف وبدأت بالمناطق ذات الامتداد الحدودي مع المملكة العربية السعودية.
ورداً على المبعوث الأممي قال متحدث المليشيات الحوثية محمد عبد السلام إن غريفيث يلعب أدواراً مشبوهة، وطالب بوقف الحرب ورفع الحصار كشرط لأي عملية تفاوضية في نبرة استعلاء واضحة مرجعها المكاسب الميدانية التي حققتها المليشيات مؤخرا في نهم والجوف.
المبعوث الأممي بعد انتهاء لقائه بمحافظ مأرب سلطان العرادة رفض استقبال أسئلة الصحفيين وتحدث بلغة إنجليزية دون مترجم بشكل موجز وغادر واكتفى بالتحذير من انزلاق الوضع إلى صراع كبير، حد وصفه.
وطالب غريفيث بضمان استمرار مأرب كملاذ للنازحين وألّا تتحول لبؤرة النزاع القادمة، متحدثا عن نازحي الجوف دون الإشارة حتى إلى المتسبب بتهجيرهم من بلادهم وبيوتهم.
وتعطي المكاسب الميدانية التي حققتها المليشيات مؤخراً دفعة معنوية كبيرة لقواتها ولفريقها المفاوض الذي يتواجد في سلطنة عمان ويمنحها كذلك مساحة لفرض شروط وإملاءات على أي جهود لإحياء المفاوضات.
ورفضت المليشيات الحوثية، قبل أيام، المشاركة في جلسة المشاورات التي جمعت القوى السياسية مع المبعوث الأممي في عمَّان حيث لم يحضر ممثلوها باستثناء أحد إعلامييها في الخارج سيف الوشلي ليتحول اللقاء التشاوري إلى جلسة حوار بين طرف واحد.
وقال أمين عام التنظيم الوحدوى الشعبي الناصري عبد الله نعمان القدسي، الخميس، في مؤتمر صحفي، إن مليشيات الحوثي لا يمكن أن تقبل بتسوية سياسية وفقا للظروف والمعطيات الحالية.
وأضاف نعمان، إن الحوثيين بطبيعة حالهم، وبطبيعة منهجهم الفكري لا يريدون الوصول إلى تسوية سياسية تشارك فيها كل المكونات السياسية لأنها ستجعل من الحوثيين طرفا من أطراف العملية السياسية، وهذا ما ترفضه المليشيات.
وأكد نعمان أن مليشيات الحوثي لا يمكن أن تقبل التسوية إلا في إحدى حالتين، إما أن يحصل فعل عسكري يؤدي إلى تعديل في موازين القوى لصالح الشرعية، أو إقامة نموذج جاذب يفرض سيطرة الدولة في المناطق التي تسيطر عليها الشرعية، ويلحق بهم هزيمة سياسية، وبالتالي في هذه الحالة يمكن أن يخضعوا ويقبلوا الحوار.
وأشار إلى أنهم في هذه اللحظات يشعرون بغرور القوة، ولن يذهبوا إلى مشاورات والشرعية تنشأ لديها مخاوف وبالتالي الظروف لن تسمح للشرعية بالذهاب إلى مفاوضات ممكن أن توفر لها وضعاً تفاوضياً أفضل.
وتعتبر المليشيات في وضع لم تصل إليه سابقا منذ بداية الحرب، بسبب انكماش سيطرة الشرعية وتراجع قوات الجيش الوطني في الميدان، إضافة الى غياب ردة الفعل التي تبعث رسائل تطمين للمقاتلين من قبل قيادة الشرعية وقيادة الجيش.
وظهر محافظا الجوف ومأرب وكأنهما المسؤولان فقط عن المعركة، في حين تكثف القيادات العسكرية من اجتماعاتها دون أن تقدم ما يمكن اعتباره تحركا لوقف تمدد المليشيات وكسر نشوة النصر التي تعيشها قيادة الحوثيين في الداخل والخارج.