منيرة هزاع تُقلّب أوراق سيرة المخا وتعليم البنات (حوار)
تقارير - Monday 09 March 2020 الساعة 10:55 amيشعر الزائر لمدرسة الزهراء للبنات في المخا بالانبهار لناحية الترتيب والنظافة والتشجير التي تبدو عليها، إلى حد أنه يتولد انطباع أن الزهراء تقدم تجربة تعليمية فريدة تستحق التعرف عليها.
نيوزيمن التقى وكيلة المدرسة الأستاذ منيرة هزاع محمد، وأجرى معها هذا الحوار.
* أرى مدرسة الزهراء مختلفة بعض الشيء عن مدارس المخا فهل ممكن أن تقدمي لنا كوكيلة تجربتكم التعليمية في هذه المدرسة؟
في البداية أود أن اقول إن كل أمة تعتمد في نهضتها على حصاد ما غرسته في أبنائها من قيم تربوية، وما غذت به عقولهم من علم وثقافة وآداب. ونجاح مدرسة الزهراء يعود إلى التعاون والتكافل بين جميع العاملين في المدرسة من مدير وإداريين ومدرسين ومدرسات وطالبات، حيث يتبارى فيها الجميع للقيام بأدوارهم على أكمل وجه لرفع العملية التعليمية والرقي بالمدرسة إلى الأفضل.
* الدوام المدرسي والكتب والأدوات المدرسية، جميعها أصبحت مشاكل يعاني منها قطاع التعليم في الجمهورية ككل.. وأنتم هنا هل لديكم مشاكل أخرى غير المشاكل المألوفة لدى بقية المدارس؟
صحيح المشاكل التي ذكرتها نعاني منها، لكن نحن نعاني من غياب الطاقة الكهربائية وعدم توافر ألواح شمسية بديلة، وكما تعلم منطقتنا حارة جدا والمدرسة مدرسة بنات، وفي فصل الصيف تكثر حالات الإغماء بسبب ارتفاع حرارة الجو داخل الفصول المكتظة.
أيضا يوجد نقص في مواد المعمل كما نفتقر لعدم توافر جهاز العرض العلوي بروجكت، ولا وسائل تعليمية لمساعدة المعلم في توصيل المعلومة للطالبة، ولقد كنا ندرس مادة الحاسوب نظريا وعمليا قبل الحرب، أما الآن فقد ألغيت، ولكننا سنعيدها بعدما قدم مدير المديرية عبدالرحيم الفتيح أجهزة كمبيوتر، أضف إلى ما سبق ليس لدينا آلة تصوير كبيرة لطبع الاختبارات، أعلم أن البعض قد يرى أن هذه الأشياء ثانوية، ولكن نحن نطمح لمواكبة التطوير العلمي والتكنولوجي.
* باعتبار الزهراء المدرسة الثانوية الوحيدة للبنات في المخا.. هل هي قادرة على استيعاب هذا الكم العددي الهائل من طالبات الثانوية؟
نعم تستطيع استيعاب عدد أكبر من هذا، ولكن المشكلة في توفير عدد أكبر من المتطوعين، والمثال على ذلك، الصف السابع عددهم 177 طالبة قسم إلى شعبتين فقط، وذلك لعدم كفاية الدعم المادي لتقسيمهن إلى ثلاث شعب رغم ازدحامهن وكثافتهن.
* يظن الزائر للمدرسة أنه أعيد ترميمها فهل تعرضت للتدمير أثناء الحرب أم أن الهلال أعاد تأهيلها نظراً لتقادمها؟
لم تتعرض المدرسة للاستهداف، وكانت بحالة ممتازة، وتم طلاؤها من قبل الهلال الأحمر الإماراتي لإعادة رونقها.
* حدثينا عن العام الذي وضعت مدرسة الزهراء نفسها ضمن المدارس الرائدة في الجمهورية بحصول طالباتها ضمن أوائل الجمهورية؟
لم تحصل أي طالبة من الزهراء على ترتيب الأوائل على مستوى الجمهورية، ولكن نفتخر أنه تخرجت من مدرسة الزهراء من أصبحن اليوم طبيبات وصيادلة ومهندسات حاسوب ومعلمات، ومنهن من تفوقن في مجالات أخرى. ونطمح في المستقبل أن تدخل طالباتنا سباق الأوائل على مستوى الجمهورية إن شاء الله.
* برنامجكم اليومي في الإدارة خاصة بشأن إبقاء المدرسة نظيفة وسليمة من التخريب.. وتبدو كأنها بنيت قبل عامين؟
يتم تنظيف المدرسة يوميا صباحا قبل وأثناء الطابور الصباحي من داخل الفصول إلى ممرات الفصول وساحة المدرسة كاملاً، وبعد إكمال الطابور يتم تنظيف ساحة الطابور، وبعد انتهاء الراحة المدرسية في تمام الساعة 10.45 يتم إعادة نفس عملية تنظيف المدرسة وعمل حملات تنظيف الجدران كل فترة.. هذا العمل يتساعد فيه الكل في مدرسة الزهراء من طالبات وطاقم التدريس.
* هل هناك اجتماعات تنظيمية في هيئة التدريس لمناقشة الأوضاع وماذا بشأن مجالس الآباء؟
الاجتماعات مع هيئة التدريس تحصل عند الاحتياج لذلك حتى لا نأخذ من وقت الحصص التي هي من حق الطالب، أما بخصوص مجلس الآباء يوجد لدينا مجلس أمهات الكل يعلم أن مدرستنا هي للبنات نرى أن مجلس الأمهات أقرب لنا في الحوار حول أي مشكلة تواجه الطالبة.
* علاقتكم بأسر الطالبات.. وهل تتابع العائلات أداء الطالبات والمدرسة؟
الحقيقة أن بعض الأهالي مهتمون ويتواصلون معنا وبعضهم من يحضر إلى المدرسة لمعرفة مستوى بناتهم في المدرسة وهذا دليل على وعي المجتمع بأهمية تعليم المرأة وإعدادها جيدا للمستقبل.
* كيف أثرت عمليات النزوح على المدرسة؟
عملية النزوح حصلت أثناء اختبارات الفصل الأول للعام 16_ 17 مما أدى إلى إلغاء الاختبارات للفصل الأول وعند العودة في نهاية العام الدراسي تم اجتماع مدير المدرسة مع الهيئة العاملة المتواجدة وتم الاتفاق على تدارك السنة الدراسية، وبالفعل تم اختبار الفصل الثاني وتقدير وضع الطالبات النفسي حتى لا تضيع السنة الدراسية، ويوجد تدنٍ في مستوى الطلاب في جميع المدارس من الأساسي إلى الثانوي، لكن لا أعتقد السبب النزوح، لأنه يوجد فئة من الطالبات ما زالوا متفوقين في مستواهم الدراسي، والتدني الدراسي يعود إلى أسباب أخرى لا علاقة له بالنزوح.
* ماذا بشأن الأنشطة المدرسية.. ماذا لديكم من أنشطة؟
تمارس الطالبات النشاط الرياضي من بداية العام الدراسي من مسابقات في كرة السلة، كرة القدم، كرة التنس، والنشاط العلمي والثقافي، لدينا مسابقات علمية بين الفصول بدأت في 13 فبراير، وأيضاً مسابقات في الرسم والخط والتمثيل المسرحي وأفضل صوت بالأناشيد، وتقوم الطالبات بإعداد مشاهد تمثيلية قصيرة في الإذاعة والمسابقات في الحفلات المدرسية، كما يوجد تنافس في الإذاعات الصباحية والنظافة اليومية للفصول، وفي آخر العام يتم اختيار أفضل فصل بالنظافة وأفضل إذاعة صباحية.
* أين تذهب خريجات المدرسة.. خاصة أنه ليس في المخا أي تعليم ما بعد الثانوية؟
للأسف، لا يوجد أي كلية أو جامعة أو حتى معهد حكومي في المخا، ويوجد لنا طالبات تخرجن وهن يحملن طموحات للدراسة والتفوق، لكن بسبب الظروف المادية وبعضهن يرفض أولياء أمورهن فكرة السفر للدراسة لأسباب اجتماعية تدمر آمالهن وطموحاتهن، لهذه الأسباب إما نجلسن في البيت أو يمارسن أعمالاً حرفية من خياطة وغيرها أو يدخلن دورات تدريب في الانجليزية أو حاسوب، لكن هذا لا يحقق طموحاتهن العلمية، وفئة قليلة من تسافر خارج المخا للدراسة لتوافر الحالة المادية وتشجيع من الأهل.
* نصيحتك بشأن التعليم في المخا؟
على كل مسئول ومدرس وولى أمر أن يؤدي أمانته ورسالته التى حملها لأنه لا ترتقي الأمم إلا بتقدمها بالعلم، وإذا كنا نريد تغيير وضع التعليم في اليمن وبالأخص المخا إلى الأفضل، على الجميع أن يشتركوا ويتعاونوا من مسئولين ومدرسين وأولياء أمور في رفع مستوي التعليم. فليتق الله من يخرج أجيال المستقبل فاشلة ليس لديها من سنوات دراستها في المدرسة إلا الشهادة وفي العقل فراغ..