"واشنطن بوست": صور أقمار صناعية لمقابر جماعية لضحايا كورونا في إيران

العالم - Friday 13 March 2020 الساعة 02:57 pm
عدن، نيوزيمن:

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية صورا للأقمار الصناعية أظهرت حفريات كبيرة في مقبرة بمدينة قم يرجح انها مقابر جماعية، بعد يومين من إعلان النظام الإيراني عن ظهور أول حالات فيروس كورونا.

وقالت "واشنطن بوست" إن صور شركة مكسار للتكنولوجيا الفضائية اظهرت عمليات حفر جديدة في المقبرة بمدينة قم بدأت يوم 21 فبراير، واستمرت حتى يوم 29 فبراير الماضي، حيث تم عمل حفرتين بطول 90 مترا، يمكن مشاهدتهما بشكل واضح في صور الأقمار الصناعي.

وتابعت الصحيفة الأمريكية، مستندة إلى بيانات رسمية، ومقاطع فيديو موثقة، وتحليل الخبراء، أنه تم حفر هذه المقابر الجماعية لدفن ضحايا فيروس كورونا في مدينة قم التي تحتضن مزارات دينية للشيعة.

وبناء على الإحصاءات الرسمية الإيرانية، فقد سجلت السلطات الصحية خلال 24 ساعة تمتد من بعد ظهر أمس الأول الأربعاء، حتى بعد ظهر أمس الخميس، نحو 1075 حالة إصابة جدیدة بفيروس کورونا في إيران، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 10.075 شخصًا، بينما ارتفع إجمالي حالات الوفاة إلى 429 شخصا.

وما زالت الحكومة الايرانية تتكتم على أعداد وفيات مدينة قم حتى لا تؤثر على السياحة الدينية للوافدين من دول الجوار، لكن إحصاءات شبه رسمية افادت أن أعداد المصابين بكورونا في قم لوحدها وصل إلى 864 شخصا على الأقل.

ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" فإن مقاطع الفيديو وصور الأقمار الصناعية من مقبرة "بهشت معصومة" في مدينة قم تظهر أن أعداد الوفيات أعلى بكثير من الأرقام المعلنة.

وبناء على تصريح أدلى به محلل رفيع في شركة مكسار في ولاية كولورادو الأميركية، فإن حجم الحفر وسرعة عمليات الحفر تميز بوضوح طريقة العمل عن الأنشطة السابقة لحفر المقابر في المقبرة المذكورة التي كانت قائمة قبل تفشي فيروس كورونا في إيران.

وإضافة إلى صور الأقمار الصناعية، فإن مقاطع الفيديو المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي عن هذه المقبرة، تظهر صفوفا طويلة للقبور التي تم حفرها في مقبرة "بهشت معصومة" لضحايا كورونا.

إلى ذلك، أشار محلل "واشنطن بوست" الذي لم يكشف عن اسمه، إلى تلال الجير التي تظهر في صور الأقمار الصناعية والتي يتم استخدامها لإزالة الروائح والوقاية من العدوى أثناء الدفن في المقابر الجماعية.

يذكر أن المسؤولين في وزارة الصحة الإيرانية كانوا قد أكدوا خلال الأسابيع الماضية استخدام الجير لدفن ضحايا كورونا.

وتعد إيران حاليا بؤرة المرض في منطقة الشرق الأوسط، حيث كان مصدر غالبية الحالات المكتشفة في العديد من الدول بين مسافرين أو مواطنين عائدين من إيران.

وعلى امتداد أسابيع، رفض النظام الإيراني الإقرار بتفشي فيروس كورنا المستجد، وتضاربت الأرقام الرسمية حول أعداد ضحاياه، ليتبين لاحقا أن هناك أزمة، رفض النظام الاعتراف بها منذ البداية.

لكن نتائج بحث نشرته مجموعة من علماء وأطباء جامعة تورنتو الكندية قدرت أنه من الممكن، إحصائيا، أن يكون هناك 18 ألف مصاب في البلاد.

وتوقع خبير إيراني أن يصاب 40 في المئة من الإيرانيين بالفيروس خلال الأسبوعين المقبلين، في حال استمر الوضع كما هو عليه الآن، وفق تقرير نشرته واشنطن بوست.

ومنذ ظهور فيروس كورونا المستجد في ديسمبر الماضي، سجلت أكثر من 130 إصابة في 116 دولة ومنطقة و4900 وفاة، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية، الخميس.