بعد وفاة 7 آلاف وإصابة 180 ألفاً.. العالم يشدد إجراءاته ضد كورونا

العالم - Tuesday 17 March 2020 الساعة 09:26 pm
نيوزيمن، ا ف ب:

يواصل تفشي فيروس كورونا المستجد الذي أصاب أكثر من 7 آلاف شخص حتى الآن الإلقاء بثقله على العالم، حيث تواجه الاقتصادات العالمية تحدياً كبيراً وأغلقت الحدود وفرض عزل تام في العديد من الدول وأرجئت انتخابات.

وبحسب أحدث إحصائية، اليوم الثلاثاء، فقد تسبب فيروس كوفيد-19 بوفاة 7063 شخصاً، وأصاب 180090 اخرين على مستوى العالم أجمع.. بينما توقفت دول عدة حالياً عن إجراء فحوص إلا للحالات التي تستدعي نقلاً إلى المستشفى.

وبات عدد الوفيات في العالم (3837) أعلى منه في الصين (3226).

وبعد الصين، تسجل إيطاليا أكبر عدد وفيات (2158) وإصابات (27980)، تليها إيران (853 وفاة، 14991 إصابة) ثم إسبانيا (309 وفيات و9191 إصابة) وفرنسا (148 وفاة و6633 إصابة).

وفي اطار الاجراءات المتخذة لنواجهة هذا الفيروس القاتل، بدات أوروبا التي باتت البؤرة الجديدة للوباء الذي ظهر في ديسمبر بالصين، باغلاق حدودها الخارجية الثلاثاء بالكامل لثلاثين يوماً.

ويجري قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 الثلاثاء قمة استثنائية عبر الفيديو.

واعلنت فرنسا ظهر الثلاثاء بدء حجر شامل لسكانها البالغ عددهم 67 مليون نسمة على غرار ما فرض في إسبانيا وإيطاليا.

وغادر العديد من سكان باريس المدينة مساء الاثنين استباقاً للحجر الذي فضلوا قضاءه في الريف، حيث كانت الطرق المؤدية إلى خارج العاصمة مكتظة بالسيارات والصفوف أمام محطات الوقود طويلة.

وقالت مستشارة إدارية أخذت القطار الأخير نحو بوردو مساء للتوجه إلى منزل والدتها لفرانس برس "أن يكون شخصان محجوران معاً داخل 24 مترا مربعا دون إمكانية للخروج إلى الطبيعة أو الحدائق، أمر لا يمكن تحمله".

ونشر 100 ألف شرطي ودركي في المدينة لفرض تطبيق التدابير الجديدة.

- حرب اقتصادية

وبدا حي مونمارتر التجاري في العاصمة باريس شبه خال باستثناء بعض من يمارسون رياضية الجري وأشخاص ينزهون كلابهم.

وفي متجر في الجادة 16 في العاصمة الفرنسية، خلت رفوف المعكرونة والأرز وأوراق الحمام والمحارم تماماً، بحسب صحافي في فرانس برس. وقال أحد العاملين في المكان "هذا جنون"، مفضلاً عدم الكشف عن هويته.

وكما في معظم أنحاء البلاد، تزداد المخاوف من اكتظاظ المستشفيات ونقص المعدات.

وتدور "الحرب" بمواجهة الفيروس كذلك على الجبهة الاقتصادية.

واتخذت الحكومات والمصارف المركزية تدابير لدعم الأسواق والشركات والموظفين.

وأعلنت باريس استعدادها لتأميم شركات "إذا لزم الأمر"، مشيرةً إلى احتمال دخول اقتصاد فرنسا في حالة انكماش.

وتستعد روما أيضاً إلى تأميم شركة الخطوط الجوية الإيطالية التي تواجه العديد من الصعوبات.

وستقدم فرنسا مساعدة بقيمة 45 مليار يورو لدعم الشركات والموظفين، كما تنوي نيوزيلندا دفع 6,5 مليار يورو للغرض نفسه والبرازيل 26 مليار يورو.

وحذر رئيس الوزراء الإيطالي أن الوباء في إيطاليا لم يصل بعد إلى "ذروة تفشيه".

في إسبانيا، حذرت الحكومة من أن مدة العزل الشاملة قد تطول، في حين دعي السكان في ألمانيا إلى "البقاء في المنازل" وإلغاء مخططات العطل.

وفي بريطانيا التي لم تتخذ حتى الآن إجراءات مشددة كما الدول المجاورة، أوصت الحكومة أخيراً السكان بتفادي أي "تواصل اجتماعي" وتحرك "غير ضروري".

وفي بولندا، وضعت الحكومة في الحجر الصحي بعد تأكد إصابة وزير فيها.

في غضون ذلك أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين للمرة الأولى أن من المحتمل دخول الولايات المتحدة في حالة "انكماش" اقتصادي خلال قمة عبر الفيديو لدول مجموعة السبع التي أعربت عن عزمها القيام "بكل ما يلزم" لإنعاش النمو العالمي.

- إرجاء انتخابات -

تأثرت الحياة السياسية أيضاً في العديد من الدول.

وعلق في ولاية أوهايو الأميركية إجراء الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي مساء الاثنين فيما أرجأت ولايات عدة الاستحقاق حتى مايو /يونيو.

وتعرّضت كذلك الحكومة الفرنسية لانتقادات لعدم إلغائها انتخابات الأحد البلدية، لكن ماكرون أعلن إرجاء الجولة الثانية من الانتخابات المقررة في 22 /مارس.

وفي كبرى مدن العالم، أقفلت المطاعم والحانات والملاهي وصالات السينما والمدارس والجامعات ويتواصل إلغاء مناسبات عدة.

وعلى صعيد الرياضة، اقترح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) إرجاء نهائيات كأس أوروبا 2020إلى عام 2021. وسيجري تقليص احتفالات الشعلة الأولمبية في اليابان التي تبدأ في 26 مارس.

في الأثناء، ارتفع النشاط والتجارة عبر الانترنت إلى حد كبير.

وأعلنت أمازون أنها سترفع رواتب موظفي مخازنها حول العالم وستوظف 100 ألف شخص في الولايات المتحدة.

ووصل الفيروس إلى غرينلاند التي سجلت الاثنين أول حالة إصابة.

- "فيروس الصين" -

أعلنت الصين الأسبوع الماضي سيطرتها عملياً على تفشي الفيروس وبات قلقها يتجه إلى الحالات المستوردة للإصابة التي تبلغ حتى الآن 143 حالة.

وفرض في بكين على الواصلين من الخارج الحجر الصحي لمدة 14 يوماً.

وأعربت الصين عن "استيائها الشديد" من تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف فيه الفيروس بأنه "فيروس الصين".

ويجري في الولايات المتحدة أول اختبار على لقاح مضاد لكورونا المستجد.

وفي البرازيل حيث أعلنت حال الطوارئ في ريو دي جانير وساو باولو، فرّ مئات المساجين في ساو باولو قبل تطبيق التعليق الموقت لإجراء خروج السجناء في إطار التصدي للفيروس.