العقيد زيد منصر: تهامة حاضنة للمقاومة الوطنية وهدفنا موحد نحو صنعاء

المخا تهامة - Tuesday 12 May 2020 الساعة 02:15 am
نيوزيمن، حاوره/ عبدالناصر المملوح:

العقيد زايد منصر، من شخصيات مديرية بيت الفقيه محافظة الحديدة.. يعد أحد أبرز القيادات العسكرية من أبناء تهامة المنضوين في القوات المشتركة. التقيناه بدون ترتيب مسبق، وكان لنا معه هذا الحوار:

• ما أعرفه عندما وصلت المقاومة الوطنية في أبريل 2018م إلى جبهة الساحل الغربي، كنت أنت ضمن تشكيل لواء الزرانيق.. متى التحقت بالمقاومة الوطنية حراس الجمهورية؟

التحقت في شهر 8 من ذات العام كقائد كتيبة.. الكتيبة 12 وأركان حرب اللواء الرابع حراس جمهورية.

• كيف جاء انضمامك إلى حراس الجمهورية؟

عندما وصل العميد طارق بالمقاومة الوطنية وشفنا التنظيم والترتيب، قررت الالتحاق بهذه القوات.. ومن قناعة بأنني قادر أن أقدم أفضل مما قدمته وذلك من خلال تواجدي ضمن هذه القوات ألوية حراس الجمهورية.

• أفهم من كلامك أنك وجدت في المقاومة الوطنية حراس الجمهورية مؤسسة عسكرية نظامية؟

بالضبط.. مؤسسة عسكرية نظامية، تعتمد في بنائها على استراتيجية بناء الجيوش النظامية وهذا ما تحتاجه معركة بهذا الحجم.. معركة الخلاص الوطني.. معركة استعادة الدولة من قبضة المليشيات الحوثية الكهنوتية الذراع الإيرانية في اليمن.. ولا شك أن العالم أجمع قد أدرك حقيقة الارتباط الحوثي بايران.

• كيف كان التحاقك بالمقاومة الوطنية؟

تواصلنا في البداية مع العميد طارق صالح، حفظه الله، وكلفنا بحشد كتيبة، وحشدنا وعند تشكيل اللواء الرابع حراس جمهورية، كانت الكتيبة ضمن قوات اللواء.. وتم تعييني في منصب أركان حرب اللواء إضافة إلى قيادة الكتيبة وهي الكتيبة 12.

• أول مرة التقيت بالقائد.. متى؟

عند وصوله إلى المخا.. أثناء انتقال المقاومة الوطنية إلى المرحلة الثانية.. الانتقال إلى منطقة الانتشار والاستعدادات النهائية لانطلاق عمليات المقاومة الوطنية، والتي حددت جبهة مفرق المخا ليكون النسق الأول لعمليات عسكرية امتدت بمشاركة مختلف تشكيلات القوات المشتركة، في وقت قياسي، من غرب تعز جنوبا إلى داخل مدينة الحديدة شمالا.. وهي العملية التي غيرت المعادلة العسكرية كليا لصالح الشعب التواق للتخلص من شرور عصابة الموت والاجرام الحوثية الكهنوتية.

• لكن التحاقك تأخر تقريبا 4 أشهر؟

صحيح.. بعد اللقاء الأول انقطعنا فترة بسيطة ثم عاد التواصل بالعميد طارق.. من قناعة تامة بأهمية الالتحاق بهذه القوات.. والتقينا بالعميد عدة مرات وطلب مني حشد كتيبة كما قلت لك وتم تعييني أركان حرب اللواء الرابع.. وعند تشكيل اللواء السابع حراس جمهورية تم تعييني قائد اللواء.. وأتشرف كثيرا بثقة العميد طارق صالح، حفظه الله..

• كيف كان انطباعك عن القائد في أول لقاءاتك به؟

انطباع إيجابي جدا.. وهو الانطباع الذي كنت أتوقعه عنه.

• كيف؟

وجدنا رجلا صاحب قضية.. صاحب مبدأ.. ولديه فعلا حس ونباهة ورجاحة عقل.. ومتعال جدا عن الأجندة الضيقة.. والصغائر.. بوصلته محددة وواضحة وهي استعادة الدولة من قبضة المليشيات الحوثية الذراع الإيرانية الخبيثة.. بل إن لديه الرغبة للمساعدة والمشاركة مع أي قوة تواجه الحوثي في أي جبهة... سواء في مأرب أو الجوف وصعدة وفي أي مكان.. لا مجال لديه كما قلنا للأجندة الحزبية والمصالح والحسابات الضيقة.. الحسابات التي ساعدت المليشيات الحوثية وجعلتها تسيطر على بعض المناطق في بعض الجبهات بعد أن اندحرت منها.

• لم تستعِد المليشيات مواقعها في نهم والجوف، مثلا، من قوة وإنما من اختلالات في الصف الوطني.. هذا ما تقصده بالحسابات الضيقة؟

بالضبط.. الحوثي منهار ويعاني أزمة شديدة في العنصر البشري المقاتل.. وبشكل ملحوظ جراء الاستنزاف الكبير الحاصل في صفوف مليشياته في مختلف الجبهات والمحاور.. يسقط من عناصره أسبوعيا العشرات بل المئات بين قتيل وجريح.

رجل متواضع وخبير عسكري

• في أول لقاءاتكم مع القائد.. ما الذي ناقشتموه معه؟

ناقشنا عدة قضايا تخص الجبهة.. والحشد والخطط والترتيبات اللازمة وبالشكل الذي يحقق الانتصارات الساحقة.. ووجدنا كما ذكرت لك رجلا متواضعا وبسيطا وخبيرا عسكريا من العيار الثقيل.. ولديه نظرة ثاقبة للمستقبل.. المستقبل الذي يعيد لليمن دولته وللشعب الحرية والكرامة.

• وماذا عن الخطط العسكرية والتي لا شك أنها ساهمت بشكل كبير في تحقيق تلك الانتصارات؟

طبعاً.. العميد طارق رجل عسكري أكاديمي.. تربى في أحضان الدولة والمؤسسة العسكرية النظامية.. وكان يقود تشكيلات هامة في الجيش.. رجل مؤهل تعليم أكاديمي عال، ويمتلك خبرات كبيرة.. خبرات في التكتيك العسكري وخبرات في إدارة الدولة بشكل عام باعتباره كان قريبا بل وملاصقا للزعيم علي عبدالله صالح، رحمة الله عليه.. والزعيم كما يعلم الجميع مرجعية وأسطورة استثنائية في إدارة الدولة وقد أثبتت الاحداث ذلك، والاحداث التي تعيشها البلاد دليل على قدرات الزعيم في إدارة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.

الخوخة كانت في خطر

• قبل وصول المقاومة الوطنية وتشكيل الاصطفاف الوطني، القوات المشتركة، واستئناف العمليات العسكرية لتحرير الساحل الغربي.. أين كان حدود المليشيات الحوثية بالنسبة للمحور الشمالي في الساحل الغربي.. المناطق التابعة لمحافظة الحديدة؟

بالنسبة للساحل الغربي ككل، المديريات التابعة لمحافظة تعز والأخرى التابعة لمحافظة الحديدة، كانت المليشيات الحوثية لا تزال جنوب الخوخة.. قبل الخوخة، ومن خلال تمركزها في سلسلة جبال مفرق المخا التابعة لمديرية موزع محافظة تعز.. وكان تمركزها فيه يشكل خطراً حتى على خط المخا - الخوخة.. وكانت عناصرها تتسلل لزرع عبوات ناسفة في الخط وسقط ضحايا كثر.

وبالنسبة لمناطق الحديدة كانت المليشيات لا تزال في محيط مدينة الخوخة، على بعد 8 كيلو مترات شمال المدينة وتحديدا في قطابا القرية التابعة للخوخة.

• يعني كانت الخوخة لا تزال مهددة؟

بالضبط.. والآن المقاومة الوطنية تنتشر في مناطق استراتيجية واستطاعت أن تؤمنها وتصد كافة محاولات المليشيات الحوثية احداث اختراق فيها، مثل شارعي صنعاء والخمسين داخل مدينة الحديدة.. وقطاع مدينة الدريهمي إلى جانب تشكيلات أخرى من القوات المشتركة، وفي الجاح بمديرية بيت الفقيه، وفي منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا ويصعب على غير المقاومة الوطنية أن تمسك بهذه القطاعات وبهذا النجاح، وهذا ليس انتقاصا من بقية التشكيلات في القوات المشتركة فجميعها قوات أثبتت جدارتها وصلابتها.. وحققت انتصارات كبيرة وتؤمن مناطق هامة.. ولن ننسى تضحيات ابطال العمالقة من مختلف المحافظات الجنوبية، ولا يزالون يلقنون المليشيات دروسا قاسية.

أبطال حراس الجمهورية.. سيل جارف

• كيف وجدت قدرات ومعنويات حراس الجمهورية؟

المقاومة الوطنية كما ذكرنا مؤسسة عسكرية نظامية تمتلك الكثير من أصحاب الخبرات العسكرية.. وقيادات ألويتها وكتائبها ووحداتها.. هم من أبناء المؤسسة العسكرية.. وكذلك الأفراد معظمهم عسكريون سابقون.. ويتمتعون بقدرات قتالية عالية.. وروح معنوية مشهودة، كما ان معظمهم نازحون من مناطقهم ويقاتلون لأجل العودة لأسرهم.. وشاهدناهم في كل العمليات العسكرية.. وعلى وجه الخصوص معركة مدينة الحديدة.. شاهدناهم يتدفقون كالسيول الجارفة.. برغبة جامحة للخلاص من عصابة الحوثي.. ورغبة في العودة إلى ديارهم.. وتخليص أهاليهم من شرور عصابة الحوثي الكهنوتية.. ولو سمح لهم باستئناف العمليات لتدفقوا كالسيول الجارفة كما عهدناهم، فهم يطالبون ويضغطون على القيادة لاستئناف العمليات.

تنمية القدرات

• كيف واجهت المقاومة الوطنية مشكلة الجمود الحاصل جراء الهدنة والتي قد تؤثر سلبا على معنويات الجنود؟

الجمود مشكلة نعم.. وتؤثر في المعنويات لكن تم التغلب عليها بل تمت الاستفادة من الهدنة في بناء القدرات وتأهيلها.. وتم تدشين جاهزية ألوية في حراس الجمهورية التي كان قوامها قبل الهدنة أربعة ألوية فقط.. والآن تم تدشين جاهزية اللواء الثامن.. والتاسع جاهز واللواء العاشر أيضا.. ولواء الدعم والإسناد بقيادة أبو ذياب جاهز.. وأجريت دورات تخصصية كثيرة أسهمت في صقل القدرات؛ المدفعية، الاقتحامات، والاستطلاع وغيرها.

وتم بناء القدرات الإدارية التي تحفظ للقوة بنيتها النزيهة والفاعلة، من خلال بناء نظام إداري ومالي محكم، لا مكان فيه للكشوف الوهمية، فالضباط اليوم لا يستلمون راتباً إلا بالبصمة حتى قادة الألوية، ولذلك الأمور مضبوطة ولا يوجد أي تلاعب.

حاضنة شعبية لحراس الجمهورية

• أثناء فعاليات الذكرى الأولى والثانية لانتفاضة 2 ديسمبر.. تفاجأ الجميع بمشاركة شعبية واسعة من مختلف المديريات المحررة في الساحل الغربي وتهامة بشكل عام، هل يعني ذلك أن لدى المقاومة الوطنية حاضنة شعبية؟

نعم.. المقاومة الوطنية لديها حاضنة شعبية كبيرة في تهامة وفي جميع أرجاء الوطن شماله وجنوبه، والدليل على ذلك وجود العدد الكبير من أبناء تهامة في صفوف المقاومة الوطنية

الأصوات المأجورة

• بعض الأصوات، بين الفينة والأخرى، تهاجم العميد طارق وقوات المقاومة الوطنية بشكل عام.. وتصل بعض الأحيان إلى حملات منظمة؟

المقاومة الوطنية روت، ولا تزال، أرض تهامة بدماء خيرة أبطال حراس الجمهورية.. وبوصلتها محددة شمالاً لاستكمال تحرير تهامة والتي تشكل بوابة النصر التاريخية للجمهورية على الإمامة، وسنبادل المقاومة الوطنية الوفاء بالوفاء.. فهم يقاتلون معنا لتحرير أرضنا وصون كرامتنا وسنقاتل معهم لتحرير صنعاء وصعدة وكل شبر في أرض الوطن من دنس أذناب إيران.