وحدوية عيدروس وهادي الانفصالي

تقارير - Friday 22 May 2020 الساعة 12:08 am
نيوزيمن، هيلان السبئي:

في أحد لقاءاته التلفزيونية قال عيدروس الزبيدي إن قوات المجلس الانتقالي والجنوبيين سيقاتلون حتى تحرير صنعاء من مليشيات الحوثي.. هذا الموقف أكثر وحدوية من الرئيس هادي الذي يحرك جيشا للسيطرة على عدن والاستحواذ على الجنوب ليكون كتلة موازية للشمال الواقع تحت سيطرة الحوثيين والمنفصل عمليا.

تقاتل قوات الانتقالي والقوات الجنوبية في مناطق محافظة إب وساحل تعز ومدن الحديدة وفي صعدة وهذا ينسف كل ادعاءات هادي والإخوان بأن حربهم على عدن لثبيت الوحدة.. كما ان اتهاماتهم ضد طارق صالح بدعم انفصال الجنوب غير منطقية ايضا فوجود تحالف بين المقاومة الوطنية والانتقالي تجسيد عملي للوحدة بين مكون شمالي أصيل وممثل قوي في الجنوب.

واذا كان الإخوان وهادي يريدون من المقاومة الوطنية اعلان الحرب معهم ضد عدن والانتقالي فهذا يعني تكرار تحالف حرب صيف 1994م والذي اعتذر عنه هادي والإصلاح واعتبروا القضية الجنوبية اهم نتائج هذه الحرب التي اسميت حرب الردة والانفصال.

يكرر هادي الحديث عن مشروع الأقاليم وعن يمن اتحادي فيدرالي لكنه يكتفي من إقليم سبأ بمحافظة مأرب ومن اقليم الجند بنصف تعز ومن إقليم تهامة بمقر محافظ الحديدة في الخوخة.. بالمقابل يتحرك لتحرير اقليم عدن من أبنائه الذين حرروه وما زالت بنادقهم مصوبة ضد الحوثي في كل الجبهات في الشمال.

هل يكفي هادي فقط ان يسيطر على الجنوب ليكتمل مشروعه ولماذا يهدم جبهات ويسلم جيشه جغرافيا كانت تحت سيطرته في الشمال حيث تساوي المساحات التي سيطر عليها الحوثيون مؤخرا في نهم صنعاء والجوف اربعة أضعاف مساحة عدن.

يرفع الإخوان وهادي الوحدة شعارا لحربهم وأن تحرير الستين سيبدأ من المنصورة ويسقطون بحربهم هذه حتى مشروعية الحرب ضد مليشيات الحوثي حيث يقومون بمشاركة الحوثيين في حربهم على قوات المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية، هادي والإخوان من جهة أبين ومليشيات الحوثي من جهة الضالع.

عمليا هادي في عام 90 وخلال توقيع اتفاق الوحدة كان ممثلا للشمال مع القوى الشمالية المختلفة ولم يكن رقما ولا حتى قياديا بارزا في الحزب الاشتراكي أسهم في الوصول الى توقيع اتفاق الوحدة، واذا كان يعتبر نفسه جنوبيا كانتماء جغرافي حاليا فهذا يمنح الانتقالي حق تمثيل الجنوب من بوابة الانتماء ومواجهة مليشيات الحوثي وثالثا التأييد الشعبي الكبير في الجنوب للمجلس.

وإن كان يتصرف كرئيس جمهورية فإن استعادة الوحدة يبدأ من تحرير منزله في الستين، فدون أن يكون متواجدا في منزله بصنعاء الشمالية ليس له حق الحديث عن تثبيت الوحدة مع طرف يسيطر على الشمال يجسد الانفصال بكل تفاصيله ويتعامل كدولة شمالية مستقلة.