التنمر لدى الأطفال.. أسبابه وعلاجه والوقاية منه

العالم - Saturday 06 June 2020 الساعة 10:48 am
نيوزيمن، متابعات:

التنمر هو الاعتداء والتسلط والمضايقة عن قصد وبشكل متكرر من قبل شخصٍ أو مجموعة أشخاص على آخر، بغرض قهره، إرهابه، ايذائه، اضطهاده، اهانته او نيل مكتسبات منه. والمتنمر قد يبدأ سلوكه المتسلط  منذ تسجيله في رياض الاطفال ويستمر معه مدى الحياة.


تنتشر هذه الظاهرة ليس فقط بين الاولاد وانما بين البنات كذلك. واغلب اولياء الامور لا يعيرون انتباها لمعاناة اولادهم الذين يقعون ضحايا للمتنمرين، ولا يدركون مدى الضغط النفسي والرعب الذي يمنعهم حتى من الشكوى لذويهم أو مدرسيهم.


فهذا السلوك له نتائج سلبية خطيرة، سواء أكان على الضحية أو المعتدي وكذلك على من يشهد التنمر في محيطه، فقد بينت الابحاث أنه بالاضافة لاضراره الآنية فهو يؤدي مستقبلا لاضطرابات عقلية ونفسية، ويؤدي حتى الى الوقوع في الادمان، أوالانتحار. كما أن السلوك العدواني للمتنمر إن لم يكافح منذ البداية فسوف يؤدي لتكوين اشخاص منحرفين معادين للمجتمع وللقوانين ويسهل انجرافهم في طريق الاجرام بكافة انواعه.


انواع التنمر


التنمر الجسدي: هذا النوع يشمل كل اشكال الاعتداءات الجسدية كالضرب او الوكز او الدفر او التعثير او الدفع التي تستخدم لايذاء اواهانة الاخر. كما يشمل اتلاف ممتلكات الاخر بشكل متكرر ومتعمد.


التنمر اللفظي: هو استخدام الفاظ سلبية كإطلاق اسماء او شتائم او اهانات عنصرية او كلمات تسبب الازعاج للاخر بشكل متعمد ومستمر.


التنمر المجتمعي: عندما تستخدم مجموعةً ما الكذب ونشر الاشاعات او الافتراءات والتهم  لغرض اقصاء ونبذ الضحية.

التنمر النفسي: هو الاستخدام التمكرر والمتعمد لاقوال او افعال أو إشارات تسبب اذى نفسيا كالتخويف والتهديد والتحكم والملاحقة وحتى كثير من المقالب يتم لاغراض التنمر.


كما يوجد انواع أخرى من التنمر بين البالغين: كالتنمر في اماكن العمل كتسلط المدراء على الموظفين، والتنمر عن طريق وسائل الاتصال كالانترنيت والهواتف النقالة كإرسال رسائل تهديد أو مكالمات مسيئة، وحتى التنمر السياسي وهو ما تمارسه الدول القوية من تهديدات عسكرية وتحالفات ضد الدول الضعيفة بغرض  التسلط والتحكم والابتزاز. والتنمر العسكري وهو التنمر الموجود في التعاملات بشكل طبيعي ضمن المؤسسات العسكرية كتسلط الاعلى على الادنى رتبة.


سنتطرق للتنمر الخاص بالاطفال، لانتشاره وخطورة تأثيره على نفسيتهم وشخصياتهم في المستقبل، وشرح طرق محاربته والقضاء عليه منذ البداية.


ما الذي يجعل الطفل متنمراً


قد لا يكون المتنمر أكبر الاطفال حجماً، وقد تكون بنتاً، وربما يشكو من إعاقة ما.


يتسم المتنمر بما يلي:


النرجسية وحب الذات وحب السيطرة والتحكم.

يستمتع بايذاء ضحاياه الدائميين الذين يختارهم بعناية بمختلف الطرق.


يتكلم بصوت عالي ليسيطر على من حوله وباسلوب الاوامر ويمنع الاخرين من مناقشته.


يفتري قصصاً كاذبة عن ضحاياه ويحاول الباسهم تهما بغرض تسقيطهم.


يستخدم الابتزاز والتهديد للحصول على سكوت الضحية.


يسعى ليجعل ضحيته مهملاً ومستبعاً عن الفعاليات.


يجمد ضحيته كي لا يقترب منه احد لانقاذه.


مضايقة الضحية باطلاق تسميات او القاب ثابتة باستمرار.

سرقة أوسلب ممتلكات الضحية.


يستخدم الضرب أو اللكم أو الركل وربما شد الشعر أو تمزيق الملابس للامعان في السيطرة.


في بعض الحالات قد يعتدي المتنمرعلى الضحية جنسيا ليؤمن سيطرته عليه وابتزازه بالتهديد بالفضيحة.


اسباب السلوك العدائي لدى المتنمر


التلقين الأسري: بعض الاسر تشجع ابناءها على السلوك العدائي ويعتبرون ذلك دلالة على تفوق ابنائهم وقدرتهم على قيادة الاخرين والسيطرة عليهم وبالتالي لا يقبلون بأي تدخل تربوي لتعديله وربما يستخدمون امكانياتهم في الانتقام ممن يشتكي على ولدهم أو يعترض على تصرفاته.


الاهمال: تسعى معظم الأسر لتوفير متطلبات الحياة المادية لأولادهم وإهمال واجب تربيتهم، فلا يعتنى بتوجيه الابناء توجيها صحيحا، ولا تراقب سلوكياتهم وتقوم، ولا تفرض عقوبات عليهم لانحرافهم، وقد يكون ذلك اما بسبب انشغال الاهل  في العمل  أو بسبب تفكك الاسرة، أوعدم مبالاتها بأهمية تقويم سلوك الابناء، هذا الاهمال يجعل الطفل متماديا في الخطأ والاساءة للحصول على اي شكل من الانتباه أو الاهتمام حتى لو كان بسبب اعتداءاته.


خلل ظاهري أو إعاقة ما: إذ أن التسلط والتنمر على الاخرين يحسس المتنمر بالثقة بالنفس والاهمية والحصول على الاهتمام والشعبية.


الجو العدائي والعنصري في البيت: قد لا يفهم الطفل انه من غير المقبول الاعتداء على الاخرين بسبب اختلافهم حجماً أو شكلاً او عرقاً أو ديناً. إذ أنه يرى ويسمع في بيته الانتقاد والتجريح وربما العنصرية والكراهية فيترجم ذلك الى تنمر واعتداء.


الامراض النفسية أو العقلية: في بعض الحالات يكون التنمر والاساءة علامة من علامات الاكتئاب أو اضطراب الشخصية أو عرضاً لمرض عقلي، كالغضب واستخدام القوة والعنف وسوء فهم افعال واقوال الاخرين على انها معادية ومستهدفة له. وهذا النوع من الاولاد  يحتاج علاجاً نفسياً وعصبياً وربما لتدريس خاص.


العنف الاسري: فاعتياده على رؤية هذا السلوك في اسرته كالقسوة والعدائية والمعاملة الشرسة بين افراد عائلته، يجعله لا يعرف غير هذا الاسلوب كي يحصل على اهتمام الاخرين واحترامهم، لذا فهو يمارسه في علاقته مع اقرانه، إذ أن السلوك في نظره إما ان يكون شرسا معتديا: ليكون ذا سلطة ويحصل على ما يريد أو أن يكون خانعا ذليلا: فيكون منبوذا. ومن المؤكد أنه سيسلك طريق الاعتداء والتنمر.


الغيرة: قد يعبر الطفل من خلال الاساءة للاخرين عن غضب ونقمة تجاه الاخرين لوجود امور تؤذيه في حياته  كالمشاكل بين أبويه أو العوز المادي أو ادمان الاب، فيمارس بدوره التنمر حسداً واستياءأً ممن يظن أنهم لا يعانون مثله، كالاولاد الذين تبدو عليهم مظاهر الثراء وعناية واهتمام ذويهم بهم.

تدني المستوى الدراسي أوالمادي أوالاجتماعي: قد يلاحظ الطفل ذلك ويسعى جاهداً لتحسين وضعه، فيتنمر ليحصل على واجبات الاخرين الدراسية  أو يسرق منهم ليحصل على ثمن طعامه أويحل مشكلة افتقاده للاصدقاء من خلال العلاقات التسلطية.


ضعف نظام المدرسة: قد يكون التنمر ناتجاً عن ضعف نظام المدرسة  أو وجود اعدادا كبيرة من الطلاب تفوق قدرة المسؤلين على السيطرة عليهم، فتظهر الاساءات والاعتداءات، ويفلت المتنمرون من العقاب على الرغم منالتزام المدرسة علنا بسياسة مناهضة للترهيب والتنمر.

الثراء أوالسلطة: هذا النوع من التنمر يسببه التكبر والاستعلاء ولا  يشمل اقران المعتدي بل  ومعلميه وكل من يحتك بهم. إذ يعتبر المتنمر نفسه أعلى قيمة وأهم ممن حوله ولا يسمح لاحد بتقويمه فهو ينال القوة بمنصب ومال والديه ليتسلط على كل من لا يعترف بمكانته ولا يخضع له.

العنف في الاعلام والالعاب: التحريض على العنف في وسائل الاعلام كالالعاب الالكترونية العنيفة، والافلام المحرضة على العنف، وكذلك افلام الكارتون العنيفة، وبرامج المصارعة الحرة، التي تجعل من العنف والاعتداء تسلية ومتعة بل وطريقة حياة.


ماذا تفعل اذا كان طفلك متنمرأ او معتديا على الاخرين ؟


ليس هناك ما يميز الطفل المتنمر عن غيره، فهم من مختلف الاعراق والطبقات الاجتماعية والاجناس والاديان وقد يستغرب الاباء عند معرفة ان ولدهم يؤذي ويهين اولاد الاخرين عن قصد وبشكل مستمر.


فعندما تكتشف أن ولدك يوصف بالمتنمر في المدرسة تصاب بالصدمة والذهول وتستغرق وقتاً كي تحلل اسباب هذا السلوك الا ان عليك التحرك بسرعة لمعالجة المشكلة إلا إذا كنت من الاباء الذين يشجعون اولادهم على التنمر والتسلط على الاخرين. فالتنمر والاعتداء سواء كان جسديا أو لفظياً إذا لم يوضع له حد ويتوقف، فهو يؤدي بالمتنمر للمزيد من العدائية تجاه الاخرين، مما يؤثر على تحصيله الدراسي وقدرته على عقد الصداقات واقامة علاقات اجتماعية سليمة، اذ يصبح معتاداً عليه، وينجرف في خطر السلوك الاجرامي والعنف المنزلي في مرحلة البلوغ.


ومن الجيد معرفة أن كثيرا من الاولياء يستطيعون معالجة هذا السلوك لدى اولادهم بالتصرف السريع والصحيح، عن طريق توجيه الطفل المعتدي وتعليمه كيف يسيطرعلى مشاعره. وهذه بعض النصائح المفيدة:


كن هادئاً. فقد تضطر لمواجهة ادارة المدرسة واهالي الاطفال عند شكواهم من ولدك، ولا احد يريد التكلم معك إن كنت غاضباً كما لا تحاول أن تبرر تصرفات ولدك العنيفة.


تأكد من عدم وجود إعاقة ذهنية: يجب عليك التأكد أن سلوك ولدك ليس بسبب مرض او اعاقة ففي كثير من الحالات يكون سبب السلوك العدواني هو اعاقة ذهنية او مرضية او بسبب ضعف المهارات الاجتماعية التي تدعوه للتنمر على الاخرين، ولابد من تشخيص حالته إذ ربما يكون من الافضل له ان يتعلم في مدارس خاصة.


استمع لما يقوله الاخرون عن سلوك ولدك. ثم استمع الى رواية ولدك للأحداث. وحاول ان تفهم اسباب السلوك  لتقرر هل ان ولدك هو االمعتدي ؟ أم ان الاخرين هم المعتدون؟ حاوره. 


اشرح لولدك الاذى الذي يسببه سلوكه، فالتنمر يسبب اذى جسديا ونفسيا وعاطفيا للاولاد الذين يعتدي عليهم قد يدوم مدى الحياة بدون ذنب اقترفوه. كما أنه يؤذيه شخصيا بشكل أكبر من الاخرين. وعلمه التعاطف والاحساس بمشاعرالغير، واجعله يفكر كيف هو شعور من يتعرض للتنمر، وأن بامكانه الاعتذار لمن اساء اليه ليمحو أثر فعله الشرير.

ساعد ولدك ان يحسن سلوكه المسيء بكل الوسائل الممكنة، فالمتنمر لم يولد هكذا والاطفال قابلين للتغيير وليس من الضروري أن المعتدي يبقى معتديا طوال حياته إذا اعانه والداه على اصلاح سلوكه.


وضح موقفك من سلوك ولدك المتنمر ووكن حازما وصارماً، واشرح له أنه اذا استمر على سلوكه فستترتب عليه عقوبات محددة  ومؤثرة.


كن قدوةً حسنةً له في سلوكك في البيت، فلا تنقل القصص المسيئة للاخرين ولا تتكلم عنهم بقسوة ولا تكن متنمرا معه اومع غيره. اي كن مثالاً على السلوك غير العدواني.


امتدح ولدك حين يظهر التعاطف مع الاخرين.


اذا لم يتوقف السلوك المتنمر، ابحث عن مساعدة طبية نفسية.


اذا كنت من الذين يشجعون اولادهم على التنمر والاعتداء على الاخرين فتذكر انك تصنع وحشا بشريا لا يفرق بين العدل والظلم ولا بين الحق والباطل ولن تستطيع التحكم بشهواته ورغباته وبمرور الايام لن يلبث أن يغدر بك أنت أيضاً.


المتنمر ومضاعفات سلوكه مستقبلا


يؤدي السلوك المتنمر الى مضاعفات خطيرة مستقبلية على المعتدي تتضمن:


الادمان على الخمور والمخدرات.


الدخول في عراكات، تخريب الممتلكات، وترك الدراسة.

ممارسة نشاطات جنسية مبكرة.


التورط في اعمال اجرامية ومخالفات مرورية.

يكون معتدياً وعنيفاً في علاقته مع زوجته أو أولاده مستقبلا.


السلوكيات المختلفة ودرجاتها تجاه التنمر والاعتداء

 


قد يكون من المفيد ان يفهم اولياء الطفل المتنمر ان السلوك العدواني يكون على درجات ولا يشمل الطفل المتنمر وحده فقد يكون ولدك احدهم:


أعلى درجة هي الطفل المتنمر الذي يقود ويمارس الاعتداء بنفسه كرأس الحربة.


الجماعة التي تشجعه على الاساءة وتشد من أزره وتقويه، وهم متنمرون ايضا وشركاؤه في الاعتداء.


الاولاد الذين يستمتعون بمشاهدة التصرفات العدوانية وهم متنمرون خاملون كمشجعي المباريات الرياضية.


يليهم الذين يرون التنمر ويحاولون تجاهله ولا يتدخلون أو يعترضون عليه ولا يهتمون بما يدور حولهم ويتصرفون بسلبية.


الذين لا يحبون التنمر لكنهم يخشون من محاولة ايقافه او اعتراضه وهم الضعفاء الذين يخشون أن يكونوا هم الضحايا التالين.


اخيراً الذين يحمون الضحية، ويقفون بوجه المتنمر ويتصرفون بايجابية.


هذه السلسلة من انواع السلوك  يجب ان يفهمها الطفل ويشجع على ان يكون صديقاً مسانداً للضحية ولا يعين المعتدي بأي شكل من الاشكال. كما أن على الاولياء تفهم دورهم الكبير في القضاء على هذه السلوكيات الخطيرة المدمرة للمجتمع. وأن يقفوا دوماً بوجه التنمر والاعتداء على الاخرين.


ضحايا التنمر


لا يقتصر التعرض للتنمر على الاطفال والمراهقين أو الشباب، بل قد يتعرض له البالغون في عملهم. ويؤثر التنمر على حياة الضحية وسلوكه ونفسيته وبالتالي يؤثر على نجاحه وسعادته.


ويجب التنبيه الى ان التنمر ليس ذنبا للضحية، إذ يبقى هو الضحية ويجب اسناده والوقوف بجانبه.


ما هي الصفات التي تجذب المتنمر؟


قد يتعرض اي طفل للتنمر، وفي بعض الاحيان فإن الاسباب التي تجعله مقبولا في بيئة ما قد تجعله ضحية للتنمر في بيئة اخرى. وينجذب المتنمرغالبا الى هذه الانواع من الضحايا:


المختلفون عن غيرهم، سواءً في الشكل أو الوزن أو اللهجة، أو الزي، أو الاهتمامات. كما أن الاعاقة تجعل من الطفل هدفاً سهلاً للتنمر. وربما يكون التفوق هو السبب في تعرض الطفل للاساءة.


الصغار حجماً أو سناً الذين لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم.

السريعو الانفعال كمن يغضب بسرعة أو يبكي بسهولة.

الاطفال الخاملون رياضيا ً أو دراسياً.


الاطفال الانطوائيون أو الخجولون.


العلامات التي تدل على تعرض الطفل للتنمر


العزلة عن المحيطين بهم والانطواء.


تجنب الذهاب للمدرسة بادعاء المرض أو الهروب من المدرسة.


قد يغير الطريق للمدرسة أو يطلب من والديه توصيله اذا كان المعتدي على طريقه.


يضطرب أو يدمع عند تذكر الذهاب للمدرسة.


يهبط مستواه الدراسي بسبب خوفه وتوتره.


يمتنع عن التحدث عن المدرسة وما يدور فيها.


قد تبدو عليه كدمات او جروح لا يبرر سببها ويخفيها.


يغضب عندما يسأله احد عن خصوصياته.


النحول وعدم الرغبة في الاكل.


فقدان الثقة بالنفس.


يعاني من كوابيس.


قد يتبول في فراشه ليلا.


في الحالات الشديدة قد يفكر الطفل بالانتحار.


الآثار الدائمة للتنمر على الضحية


الاكتئاب والقلق والميل لأيذاء النفس.


صعوبة الاستمرارفي عمل أو وظيفة دائمية.


تدني التحصيل الدراسي، بسبب ترك الدراسة أو كثرة التغيب.


سوءالعلاقات الاجتماعية وسوء الظن.


التدخين.


زيادة احتمالية الانتحارعند زيادة الاكتئاب والعنف الاسري بوجود ماضي في التعرض للتنمر.


كيف تحمي ولدك وتجنبه التعرض للتنمر


يجب ان يفهم الاولاد أن المتنمر يسعى للحصول على السلطة والسيطرة على الاخرين وايذائهم، وهو غالباً لا يستطيع السيطرة على نفسه، ولا يتعاطف معه احد، وفاقد للاحساس.


يمكن مساعدة الطفل ووقايته من ان يكون هدفاً للتنمر بهذه الطرق:


التحدث عن التنمر والمضايقات: تكلم مع اولادك ودع افرادا اخرين من العائلة يتكلمون عن تجاربهم. اذا اعترف احد الاولاد بالتعرض للتنمر، امتدحه لصراحته وشجاعته واعرض عليه مساندة غير مشروطة وتكلم مع ادارة المدرسة لمعرفة سياستهم في هذه الحالات.


التخلص من الطعم: غالباً هناك ما يجذب التنمر تجاه الطفل، فقد يكون النقود التي تعطى للطفل ليشتري بها الغداء، أو أدوات أو لعب يأخذها الطفل معه، هي التي يريد ان يستحوذ عليها المتنمر. فيمكن تشجيع الطفل على اخذ طعام من البيت والتخلي عن أخذ آلات أو لعب الى المدرسة.

الانضمام لجماعة لغرض الحماية: فالاعتداء على مجموعة من الاولاد يكون أصعب بالتأكيد من الاعتداء على طفل يقف وحيداً. شجع طفلك ان يتحرك ضمن مجموعة اذا ذهب للمرافق الصحية او لتناول الطعام أو ركوب الحافلة، حيث يترصد المتنمرون.


التظاهر بالهدوء ومواصلة الحياة: عندما يهاجم المتنمر احداً فالدفاع الافضل يكون بالهدوء واهمال الاشارات والكلمات المؤذية، وطرد المتنمر او الابتعاد عنه. فالمتنمر يستمتع بايذاء الاخرين، والطفل الذي لا يغضب أو يضطرب بسهولة، تكون فرصته في النجاة من التنمر أكبر من غيره.


تجنب الاحتكاك بالمتنمر أو مواجهته قدر الامكان: حث ولدك على التواجد بعيداً عن المعتدي في الساحة او سلوك طريق مختلف إن أمكن.


تدريب الطفل على المشي والوقوف بثقة: غالباً يختار المتنمر الاطفال الاصغر أو الاضعف منه جسدياً، أو الذين يظن أنهم لن يقاوموه. ولتجنب الوقوع كفريسة سهلة للتنمر، يجب الوقوف باستقامة، ورفع الرأس عالياً وارجاع الاكتاف الى الخلف، والنظر في عين المتنمر وليس في الارض أو في مكان آخر.


لا تدع المتنمر يحسس ولدك بالسوء تجاه نفسه: علمه أن يتذكر شيئاً ايجابياً عن نفسه عندما يقول المتنمر شيئاً سيئاً عنه، وأن يتذكرصفاته الجيدة ليمنع المعتدي من اختراقه نفسياً.


اشرح له خطة الا يكافئ المتنمر بالدموع: فبما أن المتنمر يسعى لايذاء مشاعره، فيجب التظاهر بأن ما يفعله او يقوله لا يؤذي ولدك، مثلاً حين يطلق عليك تسمية: سمين، لينظر في عينه ويقول له: اعلم ان وزني زائد واحتاج للمزيد من الرياضة. ثم يبتعد عنه بثقة.


تجريد المتنمر من اسلحته بالفكاهة والهزل: الضحك على تهديداته والابتعاد عنه.


التصرف الحكيم واتباع الحدس: فاذا علم أن المتنمر يريد ان يأخذ الواجب البيتي منه، ورأى أنه على وشك أن يؤذيه، فليعطه الواجب ويبتعد عنه بثقة، ثم يخبر شخصاً مسؤولاً عما حصل.


لا يتوقع سوء المعاملة: عندما يمشي باتجاه مجموعة من الاولاد، ليحسن الظن وليتوقع أن يعاملوه بلطف، وليبذل ما بوسع ليكون لطيفاً وودوداً، وأهم شيء تعلمه له هو: أن يعامل الاخرين كما يحب أن يعاملوه، وأن يقف بجانب من يتعرض للتنمر ويطلب منهم أن يقفوا معه.


إن لم تنفع الوسائل السابقة فيجب التواصل مع ادارة المدرسة واهل الطفل المعتدي لايجاد حل للمشكلة وايقاف الاعتداء.


لا تعاقب الطفل أو تضربه عندما يتعرض للتنمر. انه لن يصبح بطلاً خارقاً اذا ما ضربته. سيكذب عليك بسهولة وسيخفي انه يتعرض للتنمر.


الاثار النفسية التي يسببها التنمرعلى الافراد المحيطين بالضحية والمعتدي


لا تقتصر الثار السلبية للسلوك العدواني على الضحية والمعتدي فقط بل يتعداهما الى الذين يشهدون التنمر، إذ يسبب لهم مستقبلا:


الادمان: على التدخين والخموروغيرها من انواع الادمان.

التعرض بنسبة كبيرة للامراض النفسية كالقلق والاكتئاب.

قد يترك الدراسة.

 


الخلاصة

هذه الظاهرة منتشرة بكثرة وقلما ينجو منها احد خلال حياته ولها نتائج نفسية خطيرة. ولا معنى لاخفائها أو التستر على وجودها. بل يجب التعاون في سبيل كشفها ومحاربتها وعلاج اسبابها واطرافها.


يشمل العلاج جهتي التنمر: الجهة الاولى هي الطفل الذي يقع عليه الظلم والاعتداء، إذ يجب الاهتمام به وتصحيح آثار التنمر عليه وإحاطته بالعناية. والجهة الثانية هي المعتدي الذي يمارس العنف والاعتداء كنمط سلوك ثابت يجب توجيهه وتقويمه كي لا يؤذي المزيد من الضحايا ولا يتطور سلوكه ليصبح اكثر عدائيا وينخرط في افعال اجرامية لا يمكن تلافيها. فالطرفين بحاجة للعلاج النفسي والتقويم للتخلص من آثار هذا السلوك الخطير الذي ينتقل معهم حتى الكبر ليجعلهم افرادا غير اسوياء يعانون من اضطرابات نفسية تؤثر على انتاجيتهم ونجاحهم في الحياة.