في المخا قصة مريرة.. "فايدة" تحكي مرضها ومصيبتها في احتراق منزلها ومصدر رزقها

المخا تهامة - Sunday 19 July 2020 الساعة 08:00 am
المخا، نيوزيمن، زينات ناجي:

في منطقة الحصيب النائية والواقعة شرق مدينة المخا، تقطن فايدة، البالغة من العمر أربعين عاماً، وقد بدأ الشيب يغزو ملامحها ولم تعد تلك اليافعة الحسناء بعدما أنهكها المرض.

فتلك المرأة والتي لديها ثلاثة أولاد، كانت تعيش حياتها الطبيعية قبل أربع سنوات، حتى داهم سرطان الثدي جسدها المنهك وسبب لها الكثير من المعاناة النفسية والجسدية قبل أن تكتشف أنه مرض يمكن التخلص منه في أحد المراكز المتخصصة. 

شدت الرحال إلى مدينة تعز، قاصدة مركز الأورام (مستشفى الأمل) وأجرت عملية إزالة لأحد ثدييها وتكللت العملية بالنجاح وتخلصت من آلامها وانينها.

عادت إلى منزلها ولا يزال التعب باديا عليها بعد إجرائها العملية الجراحية، لكن المصائب لا تأتي فرادى، إذ شبت النيران في منزلها.

لم تستوعب ما يحدث، لكنها تمالكت نفسها ونادت على جيرانها، علهم يساعدونها في إطفاء المنزل الذي يحترق، ولكن لا حياة لمن تنادي، وكان ذلك كافيا لتأتي النيران على المنزل المبني من القش وكل ما لديها من أثاث.

تحكي فايدة مأساتها لمحررة شئون المرأة بنيوزيمن، كنت منهكة من إجراء العملية نفسيا وبدنيا ومن السفر من وإلى تعز ومشقة الطريق، وزاد من ذلك ان التهم الحريق منزلي ودمر كل شيء فيه وأصبحنا في العراء.

تضيف، ذهبت إلى الأمن ووجدت مسؤولا في قلبه الرحمة وقام بإصلاح غرفة تأويني وأطفالي، فيما قدم لنا آخرون بعض الملابس، لكن ما يزيد من حزني هو احتراق ثلاجة كبيرة كنا نضع فيها مثلجات الآيسكريم ليبرد، لنبيعه لاحقا في القرية، وكانت مصدر دخلنا الوحيد.

وتمضي قائلة، ازدادت حياتي بؤسا بعد جلطة ألمت بزوجي الكبير في السن، وضاعف من مأساتي وأولادي الثلاثة، فلم يستطيعوا اكمال دراستهم، كنت ارسلهم للبحث عن مأكل يعيشنا وهم كذلك حتى اليوم. 

ما تأمله فايدة اليوم، لفتة إنسانية من ذوي القلوب الرحيمة، والمنظمات لتمكينها من عادة عملها السابق عبر شراء مستلزماتها لتعيش أسرتها حياة كريمة.