تصاعد القتال في مأرب ونزوح مئات الأسر.. و14 منظمة محلية ودولية تحذر من كارثة إنسانية

الجبهات - Wednesday 09 September 2020 الساعة 11:15 am
مأرب، نيوزيمن، خاص:

تشهد مديريات محافظة مارب، الشمالية والجنوبية والغربية، معارك ضارية منذ أسابيع، بين قوات الشرعية وميليشا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من الطرفين، فضلاً عن نزوح مئات الأسر.

فتحت مليشيا الحوثي جبهات عدة في هجومها الأخير على مأرب، وتمكنت خلالها ذراع إيران فكفكة مناطق ومسرح العمليات العسكرية والانفراد بكل جبهة ومنطقة ومديرية وعزل كل واحدة عن الأخرى.

وخلال أسابيع تمكنت المليشيا من السيطرة غرباً على ما تبقى من جبهة الكسارة والمخدرة وهيلان بصرواح وصولاً إلى مناطق محيطة بمركز مديرية المدينة الغربية.

كما فرضت المليشيا سيطرتها على 90% من مديرية مدغل ومثلها في مديرية مجزر.

وفي الجزء الجنوبي تمكنت المليشيا من السيطرة على مديرية ماهلية والتقدم صوب مديريتي الجوبة والرحبة.

اشتداد المعارك على أطراف مأرب أجبر مئات الأسر على النزوح إلى شبوة وسيئون حضرموت.

وقالت منظمة الهجرة الدولية، إن 334 أسرة نزحت في محافظة مارب خلال أسبوع، بسبب تصاعد القتال في عدة مديريات بين قوات الجيش ومليشيا الحوثي.

وأضافت المنظمة، في تقرير لها، الاثنين، إنه بين 30 أغسطس و5 سبتمبر، تتبعت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة 543 أسرة أو 3258 فردًا نزحوا مرة واحدة على الأقل.

في السياق، أعربت 14 منظمة حقوقية وإنسانية يمنية ودولية، الاثنين 7 سبتمبر، عن قلقها الكبير حيال تصاعد العمليات العسكرية بين مليشيا الحوثي وقوات الشرعية، في المناطق المحيطة بمأرب شرق اليمن، والتي قد تهدد بكارثة إنسانية كبيرة.

وناشدت المنظمات، في بيان لها، المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة في اليمن والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية من أجل العمل على منع تدهور الوضع الإنساني في المناطق المشتعلة، والعمل على الضغط باتجاه وقف فوري لإطلاق النار في مناطق الصراع الحالية والدعوة لهدنة إنسانية طويلة بين جميع الأطراف المتحاربة.

وأشارت المنظمات الحقوقية والإنسانية في بيانها المشترك إلى أن تواصل المعارك في محيط مارب لن يقتصر أثره فقط على مئات الآلاف من سكان المخيمات والنازحين، بل إنه سيؤثر على إمدادات النفط والغاز والوقود إلى ملايين المواطنين في محافظات الجمهورية بما في ذلك العاصمة صنعاء نفسها، بسبب الآثار المحتملة لضرب خطوط إمداد النفط والطاقة ومحطات وحاويات الغاز في مأرب نتيجة تصاعد المعارك.

وأبدت المنظمات خشيتها دخول اليمنيين في مجاعة جديدة محتملة ستفرضها هذه المرة صعوبات الحياة وتكاليفها بسبب التعرض المحتمل للبنية التحتية لمنشآت الطاقة في مأرب للضرر.

وأدانت المنظمات التباطؤ في الاستجابة من قبل المبعوث الأممي والدول والمنظمات الدولية الفاعلة، منوهةً إلى أن عملية السلام يجب ألا تخضع لاعتبارات وتقديرات سياسية بعيدة عن الاعتبارات الإنسانية المجردة.

وطالبت المنظمات قيام المبعوث الأممي والمجتمع الدولي بمهامهم في حماية المدنيين وإنشاء منطقة إنسانية وآمنة تبعد المعارك عن محيط منطقة مأرب لحماية مئات الآلاف من المدنيين المهددين بالنزوح.

وأظهر البيان الصادر عن المنظمات دعوة المنظمات الإغاثية والإنسانية إلى الإمداد العاجل لمناطق النازحين بالمستلزمات اللازمة للبقاء من مواد غذائية وخدمات طبية ووقود، بالإضافة لدعوة المبعوث الأممي ومكتب الأمم المتحدة لزيارة مأرب والجوف والوقوف على الأوضاع هناك.

ودعت المنظمات جميع الأطراف المشاركة في النزاع لاحترام القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدولي والتعاون الكامل وإبعاد المواجهات عن الأماكن المدنية سواءً مخيمات أو الأحياء السكنية.