"صوت تعز" سلاح "المقر": يحضر في سقطرى ويحارب في شقرة.. يغيب عن الجحملية وينفصل عن الحوبان

تقارير - Monday 19 October 2020 الساعة 11:23 pm
تعز، نيوزيمن، باسم علي:

تعيش تعز حصاراً خانقاً منذ سنوات وتتعرض لعمليات قصف واستهداف عسكري من قبل مليشيات الحوثي خلّف الكثير من الضحايا ودماراً يحتاج إلى تكلفة ثقيلة وسنوات طويلة لإعادة ترميمه على مستوى البنية التحتية وعلى مستوى المنازل والممتلكات الخاصة.

مظلومية تعز كبيرة غير أن عيون المنظمات والإعلام الدولي والمواقف الإنسانية العالمية لم تلتفت إلى تعز باستثناء مدة بسيطة قبل نحو 3 أعوام وانتهى الاهتمام بشكل كامل وكأن تعز تعيش قطاعاً منفصلاً عن العالم وليس فقط عن جغرافيا الشرعية.

لماذا لا يتحدث العالم عن تعز.. بل لماذا يسكت أبناء تعز من نشطاء وإعلاميين وسياسيين عن إثارة قضايا حصار تعز وتنكيل المليشيات بالمدنيين فيها مع العلم أن غالبية الأصوات التي ترتفع في قضايا كثيرة هي لنشطاء وإعلاميين وساسة ينتمون إلى محافظة تعز؟!

الإجابة لا تحتاج ربما إلى بحث أو تقصٍ.. ويكفي متابعة الحملات التي تثار حول سقطرى والمهرة والدفاع عن تحشيد الشرعية إلى شقرة ومساندة محافظ شبوة والتغني بأداء عرادة مأرب.. هنا في هذه القضايا البعيدة عن مظلومية ووضع تعز يتم تشتيت الصوت التعزي الذي يفترض أن يرتفع لإيصال مأساة تعز إلى العالم والمهتمين.

قبل أكثر من عامين وقفت سفيرة واشنطن في مجلس الأمن ورفعت صورة التقطها المصور أحمد الباشا لمأساة الحصار في تعز ونشرت الصورة في الوكالة الفرنسية التي يعمل الباشا مصوراً لها، وأثارت حينها ضجة كبيرة في الإعلام الغربي، وكانت تلك الصورة دليلاً كافياً على عدم حصول العالم على صورة كافية عن وضع تعز المحاصرة.

تشتت صوت تعز بفعل أجندة الإخوان المسلمين وارتباطاتهم وصناعتهم لخصوم ومعاركهم الجانبية مع رفاق السلاح وسعيهم إلى ابتلاع الجميع باسم تعز وشيطنة كل الأصوات التي تعارض شمولية الإخوان وديكتاتورية خطابهم وتحولت تعز إلى مركز عمليات ومطبخ إعلامي لمشاريع إقليمية ينفذها الإخوان المسلمون حكام تعز باسم الشرعية.

تتحرك تعز الإخوانية ضد الناصريين والاشتراكي والمؤتمر وضد خيارات أبناء سقطرى، وتنشط لاستهداف عدن وتؤازر الحوثيين إعلاميا ضد قوات الساحل الغربي، وتحشد مقاتلين إلى حدود لحج، وتقترب من مواقع القوات المشتركة في الوازعية، وتجتاح الحجرية نيابة عن الدوحة، وتمهد لدور تركي يطمع للوصول بأدوات إخوانية إلى باب المندب، وتغيب عن الجحملية التي دمرتها المليشيات الحوثية.

وحين تهاجم مليشيات الحوثي تعز ويسقط شهداء ومصابون من المدنيين بينهم أطفال ونساء لا تجد تعز من يناصرها، وتقاتل وحيدة إعلاميا وانسانيا وتفشل المطابخ المشغولة بمشاريع الإقليم في استعادة زخم صوت تعز المتحد ضد الحوثيين وضد الحصار، بل خسر الإخوان ثقة الشارع والنخبة في آن واحد.

ظهر عيدروس الزبيدي معلناً مشاركة قوات الانتقالي في الحرب على المليشيات حتى تحرير صنعاء، لكن رد الإخوان جاء معتبراً الانتقالي عدواً، وقواته تعمل بالوكالة، رغم أن هذه القوات كانت تقاتل مليشيات الحوثي فقط في حين تبني قطر جيشا في تعز ويتحول الإخوان إلى جيش قطري بالوكالة ويعتبر ذلك في شرع الإخوان مشروعاً وطنياً.

وحين دعا طارق صالح الإخوان المسلمين في تعز، كونهم من يقودون الجيش، إلى التعاون في تحرير تعز والحديدة، كان رد الإخوان اجتياح الحجرية والتمدد بمجاميع مسلحة وفتح مواقع في مناطق على التماس مع القوات المشتركة التي يعد طارق صالح أحد قادتها، بل إن تظاهرة خرجت في تعز بإيعاز قطري رافضة أي دور لقوات طارق صالح في تحرير تعز ولو بالوصول إلى البرح.

أرهق الإخوان المسلمون تعز بخصومات ومعارك داخلية ومشاريع إقليمية حتى فقدت زخم المواجهة ومساندة الحاضنة الشعبية في قتال مليشيات الحوثي، وهذا الموقف للحاضنة ليس تغيراً في الموقف من مليشيات الانقلاب الحوثية، بل فقدان الأمل في استعادة روح القتال والمواجهة التي كانت في بدايات الحرب حيث توحد الجميع في صف واحد ضد عدو الجميع المتمثل بمليشيات الحوثي.

ما يحصل اليوم هو أن الإخوان المسلمين حكام تعز باسم الشرعية فشلوا في الحصول على دعم معنوي من أبناء تعز عدى أنصار الإخوان كاالتزام تنظيمي، وفشلوا في تحقيق أي نجاح إداري كونهم من يحكم المحافظة، وفشلوا في الحصول على ثقة ودعم التحالف أو إحدى دوله، وفشلوا في كسر الحصار عسكريا ولم يستطيعوا كذلك إيصال مظلومية ومأساة تعز إلى العالم، كون تعز تعيش حصاراً طالت سنينه وتعددت مآسيه.