اشتراكي تعز يقرر: “الانحياز للناس”.. صوت اليسار في مواجهة شمولية الإخوان

السياسية - Friday 30 October 2020 الساعة 10:20 am
تعز، نيوزيمن، باسم علي:

ِاجتمعت قيادات الحزب الاشتراكي الإعلامية في محافظة تعز بحضور سكرتير أول منظمة الحزب في تعز باسم الحاج لبحث رؤية وخطاب موحد لإعلاميي الحزب.

وكان لافتاً الخروج بقرار “الانحياز إلى قضايا الناس ومشاكلهم” في وقت تعيش فيه تعز حالة فراغ نضالي وجمود إعلامي منذ اغتيال العميد عدنان الحمادي الذي نجح في تحفيز جبهة إعلامية فاعلة ضد شمولية الإخوان في المحافظة.

الحزب الاشتراكي هو صاحب أكثر التجارب النضالية المدنية حضورا بين الناس وتأثيرا في تعز إلى جانب التنظيم الناصري وكل قوى اليسار التي شكلت زخما في الشارع وبين النخب في التعاطي مع قضايا وتفاصيل حياة الناس ومعيشهم لتمتع هذه القوى بثقافة انتماء عالية للمقهورين ومواجهة القمع.

خلال سبعينيات القرن الماضي رفدت مناطق تعز الريفية المدينة بنماذج شبابية شكلت حضورا في هرم بنية الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية ورسمت خطا نضاليا استطاع إحداث ثورة في التعليم والثقافة والسياسية ولا يزال جيل كبير من هذه القيادات متواجدا في كثير من المجالات.

تحتاج تعز اليوم الى فاعل بخبرة الحزب الاشتراكي وصلابة التنظيم الناصري لخلق حراك شعبي ونضال مدني يقتص من سنوات الشمولية الإخوانية التي تشعبت لتفسد كل صور الحياة والخدمات والحقوق في محافظة ومدينة طالما رسمت أهم معالم الطريق في الحياة السياسية اليمنية.

خلال السنوات الأخيرة منذ بداية سطو الإخوان على قرار تعز غاب صوت الحزب كما يطلق عليه عن كثير من القضايا وان حضر فيكون بغير ذات الهدير الذي عرف عنه كرقم لا يقبل الانصياع والتهاون في مناصرة قضايا الناس والطبقة غير المسنودة بخط السلطة ومراكز القوى والنفوذ.

وشكل غياب الحزب عبئا ثقيلا على التنظيم الناصري الذي تحمل منفردا مهمة مواجهة الرعونة الإخوانية ومواجهة مخاطر حملات تحريض وحرب سياسية ممنهجة ضد قياداته وصلت الى استغلال الإخوان المسلمين نفوذهم القوي باسم الشرعية لشن هذه الحرب حيث حرم كوادر التنظيم من فرص وحقوق بسبب موقفهم ضد فرعنة المقر في تعز.

وتملك القيادة الجديدة للحزب الاشتراكي القدرة على إحداث تحول كبير في تعز ورسم مسار نضالي يعيد إلى المحافظة الق الحراك الثوري بالأدوات المدنية ضد تصلب السلطة التي سلبت من قبل فصيل واحد كرس حضوره في ادوات القمع والقوة وصادر القرار المدني والعسكري في ان واحد وبشعار عريض: تمثيل الشرعية.

وبتحرك الحزب الاشتراكي وكوادره ستعود الى واجهة الحراك المدني كل النقابات العمالية التي تم اعطابها من قبل حليفي الحرب على الحزب في صيف 94 وحصر مواقفها في قضايا وتفاصيل ابعدتها عن التأثير والفاعلية.

عودة الحزب إلى الشارع تعني أن يحضر صوت العامل والفلاح وأن تعود وحدة الموقف بين المهني والنخبوي وأن تجد كل الأصوات المنفردة التي تواجه دكتاتورية الإخوان سندا أصيلا لتواصل كفاحها المدني ضد اليمين المتطرف والمدثر بعباءة الدولة والشرعية، في حين كل تشكيلاته وادواته مليشياوية وحزبية لا علاقة لها بروح الدولة بل بدولة الجماعة.

الحزب كان أحد المكونات التي دفع كوادرها ايضا ثمنا ثقيلا في ظل إمارة الإخوان في تعز حيث لا يزال نشطاء الحزب ضمن قائمة المخفيين قسريا منذ سنوات والتنكيل بمنتسبيه لم ينته، وما حصل للعقيد عبد الحكيم الجبزي ونجله أصيل ليس نهاية الاستهداف من قبل جماعة لا تتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم لتحقيق أهدافها.