قلق إقليمي من تداعيات مواجهات السلطة والمعارضة بالصومال

العالم - Saturday 20 February 2021 الساعة 07:23 pm
عدن ، نيوزيمن، تقرير:

تصاعد التوتر السياسي والأمني في العاصمة الصومالية مقديشو عقب مواجهات مسلحة دامية، الجمعة، بين القوات الحكومية ومتظاهرين ضد الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو دعا إليها مجلس اتحاد المرشحين المعارض.

وجاءت دعوة مجلس المعارضة لهذه المظاهرات، أمس الجمعة، بعد تعذر اجراء انتخابات رئاسية كانت مقررة في 8 فبراير الجاري، وذلك بهدف تأكيد انتهاء الفترة الدستورية للمؤسسات والمجالس الحكومية الحالية بما فيها فترة الرئيس فرماجو والمطالبة باجراء انتخابات توافقية حرّة ونزيهة.

هذه الدعوة قوبلت بامتعاض حكومة تصريف الأعمال، التي سارعت لاصدار قرار يدعو إلى تجنب التجمعات وتقليل الاجتماعات والمناسبات بذريعة الحد من انتشار الموجة الثانية لوباء كورونا المستجد، غير أن مجلس اتحاد المرشحين اعتبر هذه الخطوة محاولة لمنع خروج المتظاهرين بدعاوى إجراءات صحية مسيسة، وأصرّوا على الخروج في المظاهرات مع التزامهم بالتعليمات الصحية للوقاية من انتشار فيروس كورونا ومنها ارتداء الكمامات.

وفي حين ذكرت وزارة الأمن بأنها لم تتلق أي إعلان بالمظاهرات، وقامت قوات الشرطة باغلاق شوارع العاصمة.. نفى المرشح طاهر محمود غيلي، المتحدّث باسم اتحاد المرشحين، ذلك وأكّد أنهم أبلغوا المؤسسات الأمنية بهذه المظاهرات.

واستمرت الأجواء مشوبة بالتوتر إلى أن تحولت إلى مواجهات مسلحة، صباح الجمعة، بين المتظاهرين وقوات الشرطة نتج عنها قتلى وجرحى لم يحدد الطرفان حصيلتهم بعد.

 وسبق ذلك مداهمة قوات الشرطة لفندق المائدة القريب من ساحة تجمع المتظاهرين، والذي يتخذه الرئيسان السابقان شريف شيخ أحمد وحسن شيخ محمود مقرا لهما. 

 كما انتشرت الشرطة في المناطق المُحَدًّدة لتجمع المتظاهرين وقامت باغلاق الطرق المؤدّية إليها.

وقد قوبلت تلك الممارسات بإدانة المرشحين  المنافسين للرئيس المنتهية ولايته فرماجو.

واتهم عدد من المرشحين، في مؤتمر صحفي، القوات الحكومية بتبني هذه المواجهات في إطار مخطط لمحاولة اغتيال المرشحين.

وذهب البعض منهم إلى أبعد من ذلك عندما وصفوا الرئيس المنتهية ولايته بأنه “مجرم حرب متعطش لدماء الأبرياء”، وفق تصريحات المرشح عبد الرحمن عبدالشكور ورسمي زعيم حزب ودجر المعارض، الّذي كان من بين الذين تعرّضوا لاطلاق النار أثناء المظاهرات.

بدوره عبّر القائم بأعمال رئيس الوزراء محمد حسين روبلي، عن استيائه من الأحداث المأساوية التي شهدتها مقديشو، معلنا أنّه “لا يزال يمدّ يده للتفاوض مع كلّ من لديه شكوى بكل شفافية واحترام”.

أما ولايتا بونتلاند وجوبالاند فقد أكدتا، في بيانات صحفية متفرّقة، استياءهما من هذه الأحداث المخالفة للدستور والتي تشكل تهديدا مباشرا لمسيرة إعادة بناء الصومال من جديد، حسب تصريحات الولايتين.

كذلك استدعت هذه الحادثة انتباه المعنيين بالقضية الصومالية من المنظمات الإقليمية والدولية، التي أبدت قلقها من أن يتحول التوتر الحالي إلى اضطرابات أمنية ومواجهات مسلحة تتسع إلى مختلف الولايات الصومالية مما يصب في خدمة مساعي حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي لاعادة السيطرة على مقديشو وبقية الولايات الخارجة عن نفوذها. 

 وفي هذا الصدد أصدر كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد بيانات تنديد وشجب لما حدث في العاصمة مقديشو، مع التشديد على ضرورة إنهاء أي خلاف سياسي على طاولة الحوار والمفاوضات.

وغير بعيد أبدت كل من السعودية ومصر والإمارات قلقها البالغ ازاء التطورات  التي تشهدها الصومال والمنحى الذي اتخذته تلك التطورات من اندلاع أعمال العنف بالعاصمة مقديشو خلال اليومين الماضيين.

وقالت الخارجية السعودية، في بيان لها، إن الحكومة تتابع ببالغ القلق والاهتمام تطورات الأحداث فى الصومال، مؤكدة على "أهمية التهدئة وعدم التصعيد، معبرة عن التطلع بأن يتوصل الأشقاء فى الصومال لحل بالطرق السلمية عبر الحوار، بما يحفظ أمن الصومال واستقراره ووحدته، ويجنب شعبه الشقيق كل سوء ومكروه"، وذلك حسب وكالة الأنباء السعودية "واس". 

فيما دعت الخارجية المصرية "جميع الأطراف على الساحة السياسية في الصومال للعمل المشترك لمعالجة أسباب الأزمة الحالية والتوصل إلى حل توافقي بشأنها".

 كما دعت "جميع الأطراف إلى ضبط النفس والالتزام بالطرق السلمية والحوار، والعمل على عقد انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في أقرب وقت يتوافق عليه الصوماليون أنفسهم".

وأعربت دولة الإمارات عن قلقها البالغ من تدهور الأوضاع في العاصمة الصومالية “مقديشو”، نتيجة اللجوء إلى العنف واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين.

ودعت الخارجية الإماراتية في بيان لها الحكومة المؤقتة وكافة الأطراف إلى التحلي بأعلى درجات ضبط النفس لتحقيق تطلعات الصومال في بناء مستقبل آمن ومستقر يتسع للجميع.. مؤكدة دعمها لكافة الجهود والمبادرات الدولية لإجراء انتخابات شفافة ونزيهة في الموعد المحدد، ودعت كافة الأطراف الصومالية إلى التكاتف لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف.